سوريون يسبحون بعيداً عن أجواء الحرب

الجوائز التي تم توزيعها على الفائزين تصوير علي الدالاتي

شارك حوالي المئة متسابق في بطولة السباحة التي نظمها مركز الكرامة المجتمعي التابع لمنظمة شفق، وهي الأولى من نوعها في المنطقة وشملت المسابقة 3 فئات عمرية هي فئات الأطفال واليافعين والرجال.

محمد أبو الغيث (18 عاماً) مهجر من مدينة داريا، يحب رياضة السباحة ولكنه حرم منها لعدة أعوام بسبب حصار النظام لمدينته وقصفها بشكل يومي. يقول أبو الغيث: “شاركت  بمسابقة السباحة بفئة الرجال وفزت بالمركز الثالث. سبب مشاركتي هو حبي لرياضة السباحة فالمسابقة لفتت انتباهي وشاركت فيها وسررت بها”.

أشرف على المسابقة عن منظمة شفق جميل عنداني (32 عاماً) الذي أوضح “أن المشاركين من جميع المحافظات. بعضهم مهجرين والباقي السكان أصليين في إدلب. المسابقات دارت على مدى يومين اليوم الأول كان لتصفيات واليوم الثاني كان النهائي . تأهل  للدور النهائي 16 من فئة الناشئين و16 من فئة الأشبال و8 من فئة الرجال. ثم كان هناك نصف النهائي حيث تأهل لدينا نصف العدد للمرحلة النهائية. وجرت بعد ذلك الجولة الأخيرة وتم تكريم الثلاثة الأوائل من فئة من فئات المسابقة وتم تقديم عرض في الجمباز من قبل نادي شباب المستقبل”.

يقول عنداني: “الهدف من هذه المسابقة أولاً هو دمج النازحين والمهجرين في المجتمع المضيف الذي انتقلوا إليه. وأيضا ليتمتعوا بنشاط حرموا منه بسبب النزوح. وأيضا المسابقة هي تلبية للرغبات الناس فهناك العديد من الناس تحب رياضة السباحة وحرموا منها بسبب الحرب. وهي جرعة دعم نفسي وترسيخ قناعة لديهم بأنهم قادرون على المشاركة والمنافسة والفوز وتشجيعهم على ممارسة الرياضة وتحفيز المتميزسن في هذه المسابقات من خلال تكريمهم”.

ويتابع عنداني: “يحاول المتسابقون  نقل صورة ادلب الحقيقية للعالم، بأن الذين يعيشون في ادلب يحبون الحياة وليس كما يحاول البعض تصويرنا بأننا هواة قتل وهواة دم ودمار. بالعكس نحن نحب السلم والحياة وأن نعيش مع أطفالنا حياة طبيعية يلعبون فيها ويسبحون ويستمتعوا مثل جميع أطفال العالم “.

ابراهيم المحمد (16 عاماً) مهجر من مدينة حماة وهو أحد المشاركين في المسابقة يقول: “رغم القصف قمت بالمشاركة في بطولة السباحة الأولى في مدينة ادلب. صحيح أنني لم أفز ولكن فرحت بالمشاركة بالمسابقة والأجواء التنافسية. ولكن خسرت بسبب عدم وجود تدريب وأتمنى من كل المنظمات والجهات الاستمرار بإقامة بطولات مماثلة في رياضة السباحة وباقي أنواع الانشطة الرياضية وإقامة أندية للتدريب على الانشطة الرياضية”.

أبو حسن (40 عاماً) مهجر من ريف ادلب الجنوبي ووالد أحد الأطفال الذين شاركوا بالمسابقة يقول: “سررنا أنا وولدي بالمسابقة بالرغم من أنه لم يفز إلا أن المسابقة ساهمت بتخفيف آثار الضغط النفسي الذي تعرض له نتيجة القصف اليومي ومن ثم النزوح. كما نتمنى المزيد من هذه المسابقات في الأيام المقبلة”.

المسؤول الإداري لنادي دركوش العاصي صفوان رمضان (40 عامأً) يقول: “شاركنا كفريق دركوش في مسابقة السباحة الحرة 50 متر التي أقيمت في المسبح البلدي في مدينة ادلب، وشارك الفريق بفئات الأطفال والناشئين والرجال . وكان لدينا دوافع عديدة  للمشاركة  في المسابقة وطموحنا كأي نادي بالمشاركة بالبطولات والفوز بها خاصة المسابقات الكبيرة التي تكون على مستوى محافظة ادلب. وأيضا إشراك لاعبي النادي ببطولات لتزداد خبرتهم وإضافة ألقاب جديدة لصالح النادي”.

ويضيف رمضان: “إن لاعبي  فريق دركوش العاصي حصلوا على المركز الأول والثاني لفئة الرجال والمركز الأول والثاني والثالث لفئة الناشئين  والمركز الأول والثاني لفئة الأطفال. لهذه المسابقات فوائد صحية ومعنوية، كما تساهم بإخراج اللاعبين وخاصة الأطفال من الأوضاع الصعبة والظروف السيئة التي يعيشونها بسبب الحرب الدائرة منذ عدة سنواتز واتمنى تكرار مثل هذه المسابقات””.

أحمد بكور (20 عاماً) يقول: “شاركت بالمسابقة للتسلية وللزيادة لياقتي البدنية، وللخروج من أجواء العمل والدراسة. وكذلك الخروج من الأوضاع الصعبة التي خلفتها الحرب والتعرف على أصدقاء جدد وممارسة الرياضة التي أحب. كما أتمنى أن يتم تكثيف هذه المسابقات وتنويعه “.