حملة لدعم وتحصين الثروة الحيوانية في إدلب
خلال جولة فريق منظومة وطن على مربي الدواجن لتطعيمها تصوير دارين حسن
تربّي أم حسن الدجاج البلدي في حظيرة صغيرة إلى جانب منزلها الواقع على أطراف مدينة معرة النعمان، وتعتاش على مردودها من خلال ما ينتجه من اللحوم والبيض.
بدأ المرض يصيب دواجنها نتيجة قلّة اللقاحات وغلاء أسعارها. وبما أنها كانت من المستفيدات من مشروع تحصين الثروة الحيوانية، قام الفريق الطبي بزيارة حظيرة الدجاج ووفر اللقاحات اللازمة، فتمت السيطرة على انتشار المرض الذي كاد يقضي على مصدر رزقها الوحيد.
منظومة وطنبدعم من منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) بدأت بتنفيذ المرحلة الأولى من حملة تلقيح الدجاج في معظم مداجن محافظة إدلب وريف حلب الغربي.
أم حسن(45 عاماً) تتحدث عن استفادتها من المشروع بالقول: “أربي الدجاج البلدي والحمام منذ زمن، للاستفادة من البيض واللحوم، فهي تتميز بوفرة العناصر الغذائية في لحمها، لأنها لا تخضع للحقن الهرموني كالدجاج الأبيض، ولا تتغذى على الأعلاف التي تساعد في تسمينها بسرعة، كما أنها تتغذى على بقايا طعام المنزل كالخضار والفواكه”.
وتبين أم حسن بأن إعطاء اللقاحات للدجاج ضمن المشروع سيحميه من المرض الذي يهدد بنفوقه بين الحين والآخر. ويساهم في تطوير هذا القطاع الهام بالشكل الطبيعي والصحي.
منسق المشروع في منظومة وطن المهندس الزراعي مصطفى الخنوس (34 عاماً) يقول: “يعتبر قطاع الثروة الحيوانية من أكثر القطاعات المتأثرة بالحرب، من حيث العدد والكمية والإنتاج لكل من الطيور والدواجن والأغنام والأبقار على حد سواء”.
ويضيف الخنوس: “خسرت المناطق المحررة قرابة ثلثي قدراتها من الثروة الحيوانية نتيجة القصف والتهجير والنزوح الداخلي والخارجي، وغلاء المواد العلفية وانقطاع التيار الكهربائي، ومنعكساته على تأدية الخدمات الضرورية، إضافة إلى غياب أي مصادر موثوقة للأدوية البيطرية الموجودة”.
وإذ يلفت الخنوس إلى “غياب أي كيان أو هيئة أو منظمة قادرة على إدارة قطاع الثروة الحيوانية بكفاءة في جميع المناطق المحررة” يضيف: “لذلك تحاول منظمة وطن أن تضع هذا الهدف ضمن أهم أهدافها الاستراتيجية”.
ويهدف المشروع بحسب الخنوس لـ “دعم الأسر المستضعفة في الشمال السوري التي تعتمد على الثروة الحيوانية كمصدر أساسي للدخل، من خلال اللقاحات الطبية ودعم العلاجات البيطرية. ويأتي هذا المشروع استكمالاً لمشاريع سابقة تم تنفيذها، كما سيكون له مشاريع متممة لاحقة في هذا السياق حتى الوصول إلى وضع ثابت للثروة الحيوانية في سوريا”.
ويشير الخنوس إلى “أن الأمراض بين الدواجن تنتقل بشكل مباشر ويمكن أن تكون كارثية بقدرتها على الوصول إلى 80% من عدد الطيور الموجودة، لذلك أردنا من خلال المشروع تحصين الطيور من مرض الطاعون واسع الانتشار، والمسبب لخسائر كبيرة في، حيث يشمل المشروع معظم المداجن في محافظة إدلب لضمان حماية كاملة للمنطقة من هذا المرض”.
كما يلفت الخنوس إلى “وجود فريق طبي ضمن المشروع يتألف من 5 إداريين و18 طبيباً بيطرياً وعدد من المتطوعين المساعدين للأطباء، بعد إخضاعهم لتدريبات تخصصية في هذا المجال”.
استهدف المشروع 243 قرية تتبع لـ 16 منطقة في محاولة للوصول لجميع المناطق المحررة، حيث تم استهداف 75 ألف عائلة، ووصل عدد الطيور المستهدفة إلى 2 مليون و200 ألف طير.
أبو هشام (50 عاماً) من ريف معرة النعمان الشرقي استفاد من المشروع وعن ذلك يقول: “مع انتشار الفقر وتراجع فرص العمل، أصبحنا نعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات لتحقيق كفايتنا من الإنتاج وبيع الفائض، كما يقوم البعض بتربية الدجاج في المداجن الخاصة، ولكن أكثر الصعوبات التي نواجهها هي تأمين الأدوية واللقاحات اللازمة، وهو ما أمنه مشروع تحصين الثروة الحيوانية لجميع المربين في المنطقة”.
الطبيب البيطري أحمد العيسى (44 عاماً) من مدينة سراقب يتحدث عن مخاطر مرض “نيوكاسل” أو ما يعرف بـ “طاعون الدجاج” ويقول: “هو مرض فيروسي شديد العدوى وواسع الانتشار، يصيب العديد من الطيور الداجنة من مختلف الأعمار، وله أشكال مرضية مختلفة الحدة، وتنتشر العدوى بين الدواجن بسرعة مذهلة إما عن طريق الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي، وذلك باستنشاقه الهواء المحمل بفيروسات المرض، لذلك يعتبر التلقيح هو العمود الفقري لوقاية الطيور من هذا المرض الخطير”.
وعن واقع الدواجن في إدلب وريفها يقول الطبيب: “تعتبر تربية الدواجن من القطاعات الهامة المنتشرة في إدلب بسبب مناخها الملائم للعمل بهذه المهنة. إضافة إلى توفر اليد العاملة الخبيرة، ولكن إدلب كغيرها من المحافظات السورية تضررت مؤخراً بشكل مباشر بما يخص هذا القطاع، ومن أكثر الصعوبات هو نقص الأدوية واللقاحات الحيوانية”
ويختتم الطبيب العيسى حديثه بالقول: “يستمر مربو الدواجن بمهنتهم رغم الأوجاع والصعوبات، لذلك لا بد من استمرار برامج التحصين الوقائي وتقديم كافة اللقاحات اللازمة وإيصالها لجميع مناطق إنتاج الثروة الحيوانية بما يساعد المربين، ويدعم صمود العائلات المستضعفة ويعزز سبل معيشتها”.