حرب على المدنيين أم استئصال للإرهاب

أحمد البوليلي

في دير الزور ليست داعش وحدها من يظن ان غارات التحالف ستقوي النظام في دمشق
(دير الزور- سوريا) “نحن نصلّي لكي تخطئ هذه الغارات الجوية أهدافها، فهناك العديد من السجناء في سجون الدولة الإسلامية”، تقول دعاء (25 عاماً) وتضيف “والدي أحدهم”.

دعاء التي تقيم في معقل داعش في دير الزور في شرق سوريا، تتشارك والعديد من السكان هنا القلق المتزايد من التطورات الأخيرة.

صاروخ كروز من نوع توماهوك أطلقته  سفينة حربية تابعة للبحرية الامريكية في 23 سبتمبر 2014.   تصوير: أريك غارست أخصائي وسائل الاتصال من المرتبة الأولى/ البحرية الأميركية
صاروخ كروز من نوع توماهوك أطلقته سفينة حربية تابعة للبحرية الامريكية في 23 سبتمبر 2014.
تصوير: أريك غارست أخصائي وسائل الاتصال من المرتبة الأولى/ البحرية الأميركية

بالنسبة لدعاء والمئات مثلها، فالغارات تولد قلقاً بالغاً من أن ينتهي الحال بأقربائهم في سجون داعش خسائر جانبية.

الحرب الدائرة في سوريا أنتجت مع الأيام شعبا من المحللين السياسيين الذين يراقبون الشاشات ويعيدون رسم الخارطة بما يناسب توجهاتهم أو توجساتهم ومن بين هؤلاء من يسأل كيف تناست الإدارة الأميركية  وقوى التحالف مجازر الارهابي بشار الاسد وعمدت الى قصف مقرات جبهة النصرة, إضافة الى ضم “حركتين جهاديتين” تعملان في سوريا الى لائحة الإرهاب ويرى بعضهم في هذا الأمر خير دليل على نيتهم الحقيقة، فهم يحبون الأسد ويكرهون الثوار.

دير الزور، معقل داعش  نالت نصيبها من ضمن الموجة الأولى من الغارات والصواريخ, فجر الثلاثاء 23 أيلول/ سبتمبر، فمدينة البوكمال ومنذ اليوم الأول من بدء عمل قوات التحالف تلقت 20 غارة جوية استهدفت مقار الدولة كحاجز السويعية ومدرسة الصناعة ومنطقة الصوامع.إضافة إلى مواقع أخرى وبنى تحتية وآباراً نفطية. كما أسفرت الغارات عن سقوط عدد من المسلحين والمدنيين بين قتيل وجريح.

الحاج ابو عبدالله (55 عاماً) عبر عن غضبه الشديد من الغارات الأميركية معتبراً أن أميركا وحلفاءها “ما جاؤوا نصرة لنا بل جاؤوا لتدمير ما تبقى من سوريا والاقتصاص ممن ثاروا على بشار الاسد”.

ابو عبدالله برر موقفه بأن استهداف جبهة النصرة في إدلب واستهداف مصافي النفط بدير الزور ما كانت الا من اجل هذا السبب. وأضاف “إذا جاؤوا  يحاربون الإرهاب فإرهاب الاسد هو قمة الارهاب… فلماذا يستهدفون  جبهة النصرة ولماذا يستهدفون مصافي النفط بدير الزور؟”

أبو عبدالله أبدى تضامنه مع جبهة النصرة والدولة الإسلامية وقال “نحن كلنا فدىً لأرواح هؤلاء الرجال, نعم هم رجال بحق الكلمة “.

رغم معارضة بعض السوريين لمقاربة أبوعبدالله إلا أنهم يوفقونه على أمر واحد، وهو أن مهاجمة مجموعة ثورية كجبهة النصرة يمثل مخاطرة قد تؤدي إلى تمكين وإطلاق يد الأسد.

أيمن ذياب (20 عاماً) يعمل في الوسط الإعلامي يقول: ” الغارات التي تشنها قوات التحالف لم تكن كما أردنا فنحن من ناشد أوباما والعالم بالتدخل  العسكري ضد إرهاب بشار الاسد” يقول الصحفي أيمن ذياب (20 عاماً). “ولكن على ما يبدو بدأت أميركا بالاقتصاص ممن ثارو على  نظام الأسد”.

ويعتقد آخرون أن داعش تستحق كل ما يحدث لها.

الدكتور أسامة (38 عاماً) وهو ناشط إعلامي في الثورة السورية “نحن لن ننسى المجازر التاي قام قام بها إرهابيو داعش, لن ننسى الدكتورة رؤى ذياب ولن ننسى حبال المشانق ولا ساحات الإعدام, نحن لن ننسى دماء اهالي الشعيطات“.
أضاف  اسامة  “نعم في الحرب قد تكون هناك أخطاء ولكن بنسبة ضئيلة جداً، ربما تكون المعلومات الاستخبارتية غير دقيقة، الأمر الذي سبب حدوث خطأ في قصف مصافي النفط البدائية بدير الزور”.

ولكن قتال “جبهة النصرة” ضد “الدولة الاسلامية” في دير الزور والحسكة لم يشفع لها من  ضربات قوى التحالف. ويقول أسامة حول هذا الأمر “جبهة النصرة وتنظيم داعش يحملان نفس الفكر الجهادي نفسه، ولكنهما يختلفان في تطبيقه على السكان في المنطقة. وان الادارة الامريكية على ثقة  تامة بان جبهة النصرة حتى لو لم يتم استهدافها فانها ستقاتل جنبا الى جنب مع داعش ضد قوات التحالف، ومن الممكن ان تشن هجمات على الحدود الأردنية أو التركية”.