المجلس المحلي في بلدة البوليل، دير الزور يحاول اكتساب الثقة

يحاول المجلس استقطاب ناشطين غاضبين من فشله في الاستجابة لحاجات النازحين.

أحمد البوليلي*

البوليل دير الزور
أحد أعضاء المجلس المحلي في البوليل يرفع لافتة شكر على تلقي تبرعات من “منتدى رجال الأعمال السوريين” – تصوير أحمد البوليلي

(البوليل، سوريا) – في بداية الاشتباكات في محافظة دير الزور في العام 2012، استقبلت بلدة البوليل نحو 10 آلاف نازح، بعد أن كان عدد سكانها يبلغ عدد حوالي 25 ألف نسمة. استمرت الاشتباكات لتضع “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في مواجهة مجموعات أخرى، بما فيها “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، في مناطق يفصلها عن البوليل نهر الفرات فقط. عندها استقبلت البلدة أيضاً مئات العوائل من قرى الدحلة والصبحة وجديد عكيدات وجديد بكارة.
في ظل هذا العدد الهائل من السكان في بلدة صغيرة، أبدى المجلس المحلي عجزه شبه التام عن تقديم المستلزمات الأساسية بشكل كامل  للنازحين، كالخبز والماء والمسكن. بدأ نشطاء الثورة في المنطقة يبدون تذمرهم تجاه تقصير المجلس المحلي غير المنتخب في تقديم هذه الخدمات للنازحين، الأمر الذي أفقده التأييد.
وكرد فعل، دعا المجلس المحلي كافة الناشطين إلى تقديم طلبات انتساب للمجلس بهدف إشراكهم في إعادة هيكلته وعملية صنع القرار. وُزّعت إعلانات في شوارع البلدة وألصقت على أبواب المساجد، وهي تتضمن دعوة عامة للشباب للاشتراك في اجتماع موسع بتاريخ 19 أيار/ مايو 2014.

استقبلت “هيئة الحراك الثوري”، وهي الكتلة الرئيسية التي تشكل المجلس المحلي، طلبين جديدين للانتساب إلى المجلس. عُقد الاجتماع بحضور حوالي 40 شخصاً في التاريخ المقرر، وكان أول اهتماماته هو انتخاب رئيس ونائب رئيس وأمين سر، بالإضافة إلى تعيين رؤساء المكاتب وأعضائها.
شخص وحيد كان مرشحاً للمنافسة على رئاسة المجلس ولكن أصوات الأغلبية نادت إلى تجديد ولاية الرئيس أحمد الهيال. في نهاية الاجتماع، لم يحصل أي تغيير في هيكلية المجلس المحلي، حيث بقي رؤساء المكاتب وأعضاؤها هم ذاتهم.

تتعدد التفسيرات حول الفشل في تجديد بنية المجلس المحلي، فبينما يتهم البعض الشباب بالتخاذل، هناك من يلوم المجلس على انعدام الثقة بين الطرفين.

بعض الناشطين قالوا إن الإعلان لم يصل إلى الجميع. مؤيد (28 عاماً ) يقول: “الخطوة كانت جريئة جملة وخجولة تفصيلاً. الإعلان كان خجولاً جداً، فمثلاً كان ينقصه ذكر مكان الاجتماع وختم المجلس”.

يرد مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي أبو معروف بأن الإعلانات كان هدفها إيصال الصوت الى أكبر عدد ممكن من الناس، وأن وجود البلدة في منطقة هي أصلاً في مرمى مدفعية قوات النظام أجبر المجلس على التكتم والحرص على سرية مكان الاجتماع. ويضيف: “إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتكتم على الأمور الخطيرة فهذا يعنينا في تلك الظروف. لا بد من أخذ الحيطة والحذر، فمنطقتنا في مرمى مدفعيات النظام… عدا ذلك فإنّ صدر المجلس المحلي رحب يستقبل الجميع في أي وقت”.

الجمال الظاهر والبالغ عمره 22 عاماً مؤسس “هيئة الحراك الثوري”، يعزو سبب عزوف الشباب عن الانتساب الى المجلس المحلي الى فقدانه التأييد الشعبي: “قد تكون الصعوبات التي لم يستطع المجلس المحلي أن يتخطاها والأخطاء التي وقع بها أفقدته حاضنته الشعبية”.

عمر البالغ من العمر 20 عاماً وهو عضو في “هيئة الحراك الثوري”، يرى أن تردد الشباب في الإقبال على الإنتساب إلى المجلس هو الخوف من تمدد تنظيم “الدولة الاسلامية” في ريف دير الزور الشرقي. وفي موجة الانتصارات العسكرية الأخيرة التي حققها التنظيم في حزيران/ يونيو في شمال غربي العراق والمناطق السورية المجاورة، ومنها محافظة دير الزور، دخل مقاتلوه فعلاً البلدة قبل انسحابهم إلى بلدة الموحسن.

 ويضيف عمر: “لأن المجالس المحلية تابعة لـ”الائتلاف الوطني” فإن تنظيم “الدولة الاسلامية” يعتبر أعضاءها مرتدين”.

*اسم مستعار لصحافي في سوريا.