القراصنة السوريون.. بلا قضية!
لا تزال قائمة المواقع الالكترونية المحلية التي تتعرض للقرصنة، في ازدياد، ومع ذلك، من الملفت للنظر أن القراصنة الذين يقومون باختراق تلك المواقع ليست لديهم أية رسالة جدية على غرار ما يحصل عادة لدى اختراق المواقع من قبل الهاكرز حول العالم.
فخلال الأشهر القليلة الماضية، تعرضت للقرصنة العديد من المواقع الحكومية الرسمية كموقع وزارة الداخلية وموقع وزارة الكهرباء وموقع جامعة دمشق وموقع وزارة النقل وموقع المؤسسة العامة للبريد وموقع سوق دمشق للأوراق المالية وموقع مديرية التربية بالرقة، وموقع وزارة الأوقاف وغيرها.
وفيما وجه بعض القراصنة رسائل محددة عبر اختراقهم لبعض المواقع، كانتقاد انقطاع الكهرباء أو أوضاع الشباب السوري، إلا أن معظم حالات القرصنة جاءت بلا هدف حقيقي بل لمجرد التنبيه إلى أن “الموقع ضعيف” في وجه الاختراقات.
ويقول أحد “خبراء” القرصنة السوريين في لقاء معه عبر البريد الالكتروني أن “عمليات القرصنة تلك تتم فقط بهدف الإثارة والتسلية، ونستطيع استنتاج ذلك من طبيعة الرسائل التي تركها المخترقون والتي تريد أن تقول لقد انتصرنا عليكم وتمكنا من اختراق موقعكم”.
وهو يعتبر أن ضعف بعض المواقع قد سهل عملية الاختراق لكنه ليس السبب أو الدافع الوحيد وراء ذلك. “أعتقد أن المخترقين لا يحملون رسالة حقيقية تهدف إلى رفع مستوى الأمان في المواقع ولو كان ذلك صحيحا لأمكنهم ببساطة إرسال بريد إلى القائم على الموقع يشرحون فيه الثغرة التي يجب إصلاحها”.
ويستغرب القرصان السوري سلوك القراصنة السوريين “في جميع أنحاء العالم هناك مجتمعات للهاكرز تحكمها مبادئ وقوانين، والعديد منها تنشط لأجل أهداف تؤمن بها وتسعى لتحقيقها، منها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أما أفراد الهاكرز السوريين فلا قضية ينشطون لأجلها ولا يحركهم سوى الإثارة والتسلية”.
وهو يعتبر أن ذلك يعكس جزءا من واقع الشباب السوري الذي يتوفر على معارف تقنية وبرمجية كبيرة في كثير من الأحيان لكنه لا يوظفها في المكان المناسب وللهدف المناسب.