"صناعة الخف الخشبي المعروف بالقبقاب وجمعه قباقيب، حرفة لها رصيد كبير في الموروث الشعبي في سوريا. ويعود تاريخها إلى أيام الفاطميين والعثمانيين"
ما إن تذكر “القبقاب” في العالم العربي حتى يتبادر الذهن صورة الممثل السوري الكوميدي الأشهر دريد لحام في دور غوار في مسلسل حمّام الهنا أو صح النوم. إنه الخفّ الخشبي الذي اشتهرت به حمامات البخار السورية القديمة.
صناعة الخف الخشبي المعروف بالقبقاب وجمعه قباقيب، حرفة لها رصيد كبير في الموروث الشعبي في سوريا. ويعود تاريخها إلى أيام الفاطميين والعثمانيين. هذه الحرفة باتت االيوم في طور الاندثار لأسباب عديدة ربما أهمها انتشار الأحذية البلاستيكية والإسفنجية الخفيفة والرخيصة.
يكثُر استخدام القباقيب في الحمامات والمساجد كونها تتحمل الماء والرطوبة. كما أنها مريحة في الحركة والمشي وصحية للذين يعانون من الأمراض الجلدية التي تصيب القدمين. وتحتاج صناعة الخفّ الخشبي أو القبقاب إلى مهارة وصبر.
تبدأ رحلة التصنيع بانتقاء الخشب ومنه الصفصاف لقدرته على تحمل المياه. يتم قطع الخشب على شكل أسافين، ثم يتم رسم طبقة القدم حسب المقياس المطلوب. وبعدها تزال الزوائد على الجانبين، تليها إزالة الزوائد الأمامية والخلفية من جهتي الأصابع وكعب القدم. وبعدها عملية التقديد وهي تشكيل كعب القباقيب وبعد ذلك يأتي دور التنعيم أي حف القبقاب ليتم طلاؤه وتشميعه وأخيراً تركيب الجلد على القبقاب ليصبح جاهزاً.
لانا صلاح عاينت رحلة تصنيع القبقاب الدمشقي وعادت بهذه الصور.