الطبابة في المناطق المحررة تدعمها دورات ومعاهد طبية

دراسة التمريض فيها جانب عملي في المشافي تصوير مها الأحمد

لم يكن عمر(20 عاماً) يتوقع أن يحقق ولو جزءاً بسيطاً من حلمه بدراسة الطب بعد أن فقد الأمل بالذهاب إلى الجامعة في حلب لإكمال دراسته بسبب الظروف الأمنية. عمر حصل على الشهادة الثانوية من الائتلاف السوري المعارض في العام 2015، ثم انتسب للمعهد التقني الطبي في معرّة النعمان فور افتتاحه في نهاية شهر سبتمبر/أيلول من العام 2015. كان عمر من بين الذين اجتازوا اختبار المقابلة الذي أجري في المعهد.
يقول عمر أن معه نحو 50 طالباً في المعهد، حيث يتابعون دراستهم التي ستستغرق سنتين. ولا يغيب عن عمر التذكير بأن الدراسة في المعهد مجانية. ويتحدّث عمرعن تخصصه الذي يتضمن فترة من التدريب العملي مدتها 3 أشهر من كل 5 أشهر، وهي الفترة التي تسعده كثيراً. خصوصا أنه يشعر بدوره وهو يقوم بمساعدة المرضى لأن التدريب العملي يقام في في مشافي حقيقية. مثل المشفى الوطني ، وهو تحت إشراف أطباء محترفين. هو يمارس التمريض بشكل عملي، واحيانا أخرى على دمى إلكترونية تصدر تأوهات وأصوات حسب نوع الإصابة ان كانت كسراً او مرضاً.
أما في مادة إدارة المشافي يتم التدريب فيها على استخدام الأجهزه الطبيه كأجهزة تصوير الأشعه، جهاز طبقي محوري، والمعقمه، ايكو عادي. بالاضافه للدروس النظرية التي تتطلب حفظ بعض المصطلحات الطبيه والأجنبية من خلال دراسة مواد المعهد وأهمها: مادة التشريح، فيزيولوجيا، اساسيات التمريض، أدويه، مصطلحات طبيه.
مؤسس المعهد التقني الطبي الدكتور فايز مطر (45 عاماً) وهو من حمص يوضح أن المعهد يحظى بدعم من قبل هيئة التعليم الطبي، وهي هيئة تضم مجموعه من الأطباء السوريين المغتربين في دول الخليج العربي. أمّا غالبية مدرسي المعهد فيملكون شهادات ماجستير في التمريض. ويطمئن مطر الطلاب إلى وجود فرص عمل لهم بعد التدريب الذي يتلقونه. فهم ومع انتهاء دراستهم سيملكون مهارات وأهلية تسلم العمل في المشافي، مثل المشفى الوطني في معرة النعمان وغيره. أما في ما يتعلق بمسألة الاعتراف بشهادة المتدربين فيوضح الدكتور مطر أن المعهد يسعى للاستحصال على هذ الاعتراف بالتنسيق مع هيئة الائتلاف السوري .
الدكتور مازن سعود مدير المشفى الوطني في معرة النعمان يؤكد حاجة المنطقة لمثل هذه المشاريع في ظل إستمرار الوضع وهجرة العديد من الأطباء إلى الخارج بسبب الحرب. ويعد بالعمل على إنشاء كلية للطب أيضا في المحافظة بالتعاون مع مديرية التعليم في إدلب.
نادين (19 عاماً)، واحدة من أربعين طالبة ممن كن يتابعن دورة تمريض أقيمت في معهد بليون الصحي وهي بلدة تقع في شمال غرب جبل الزاوية. تقول نادين أنها تحب مهنة التمريض، وهي تتعلم الآن كيفية تركيب السيروم والقسطره وإعطاء الحقن بالاضافة إلى دراسة الإسعافات الأولية والطب الوصفي والتشخيص وطب الطوارئ. وتوضح نادين ان القسط مجاني، وعند انتهاء قسم البنات من دورتهن يتم الإعلان عن دورات أخرى للذكور لمدة ثلاث أشهر أيضا في نفس المعهد.
الدكتور مطر يلفت الانتباه إلى أن المعهد في بليون يختلف عن معهد التقني الطبي في معرة النعمان، وذلك لأنه يوفر دورات تمريض فقط مدتها ثلاثة أشهر، تقسم لشهر ونصف نظري وشهر ونصف عملي في مشافي معرة النعمان. ويوضح مطر ان دراسة الدورات تختلف بكون المتخرج منها مؤهل ليعمل مساعد ممرض فقط بدون شهاده أيضا. بينما في معهد المعرة، يحصل الطالب على شهادة ممرض بعد إنهاء دراسته.
إبن بلدة كفرنبل مناف حميدي (37 عاماً) كان معيداً في كلية التمريض في حماه، وهو يعمل كمدرس في معهد بليون الطبي. يقول حميدي أن المعهد يحظى بدعم من قبل منظمة “هاند إن هاند” الطبية، وهي المسؤولة عن توفير المعدات وكل ما يلزم للمعهد. وبحسب حميدي سيتم تعيين المتخرجات بدرجات متفوقة في مشافي بليون وما حولها ليعملن كمساعد ممرض .
حميدي وبعض زملائه بصدد إنشاء معهد طبي أكاديمي في كفرنبل وقد تم التجهيز له بعدما وجدوا المكان الملائم، والإعلان عن التسجيل فيه للطلاب الحاصلين على الشهاده الثانوية من الائتلاف او غيره. وبالنسبه للدعم يقول مناف حميدي: ” كما يشير إلى وجود معاهد طبية في مناطق أخرى كجرجناز في ريف إدلب وبرناس شمال غرب جسر الشغور.
اما معهد كفرنبل التقني الطبي فقد بدأ على شكل دورات، مدّة كل دورة 6 أشهر. كلفة الدراسة في المعهد 15 ألف ليرة سورية. ويتم حاليا العمل بحسب مناف حميدي “تطوير المكان و تهجهيزه ليصبح مؤهلا لافتتاحه كمعهد أكاديمي نظامي، تبلغ مدة الدراسة فيه سنتين بأربعة فصول دراسية، كل فصل مدته 4 أشهر. ويوضح “أن الرابطة الطبية المغتربين السوريين (SEMA) قامت بتبني المعهد ودعمه”.
ويشير حميدي إلى “أن المعهد معدّ لاستقبال نحو 60 طالباً بقسمي التمريض والمعالجة الفيزيائية بعد اجتيازهم فحص المقابلة”. وينوه الى انه قد تم تامين قسم من لوازم التدريب كاجهزة قياس الضغط والحراره ، هياكل عظمية، دمى طبيه الكترونية حديثة. ويقول أن هذا المعهد هو الوحيد في ادلب وريفها الذي يشمل في دراسته المعالجه الفيزيائية”.وفي ما يتعلق بمسألة الاعتراف بشهادة المعهد يوضح “أن المنظمه الداعمة تعطي الأولوية لطلابها بالتوظيف مستقبلاً في مشاريعها مع الإيمان بفكرة إن التمريض رسالة انسانية وليس وظيفة”.
الممرضة سلام من كفرنبل (30 عاماً) تقول انها أعطت دورات عديده في التمريض منذ العام 2013 مدة الدوره الواحده شهرين متتاليين وأحياناً ثلاثة، وذلك في مركز مزايا النسائي ومركز ألوان للاطفال. ويتابع الدورات عادة السيدات المتزوجات والفتياتن وتتراوح الأعمار بين 12 و35 سنة. تتركز الدورة على أشياء بسيطة مثل كيفية إعطاء الحقن وتركيب القسطره والسيروم وتعقيم الجروح والحروق وبعض مبادئ التشخيص والإسعافات الاولية. وتضيف ان هذه الدورات تعطى حاليا في جميع مراكز مزايا المنتشرة في المنطقه. وتقول سلام : “لا شيء يسعدني كتعليم الأطفال بين سن 11 و16عاماً على مبادئ التمريض.”