الشرطة الحرة تطلق حملة “لا تقتلني بفرحتك”

الشرطة الحرة توزع منشورات لا تقتلني بفرحتك تصوير ريم احمد

الشرطة الحرة توزع منشورات لا تقتلني بفرحتك تصوير ريم احمد

" ضبط ظاهرة اطلاق النار العشوائي في الوقت الراهن صعبة جداً، نظراً لكثرة انتشار السلاح بين الأهالي وهو أمر يقف عائقا كبيرا أمام عمل الشرطة"

ريم أحمد

أصيب الحاج عبد الرزاق الحمود (57 عاماً) فيما كان في منزله، بطلق ناري مصدره إشكال وقع على بعد كيلومترين بين فصيلين مسلحين تابعين للثورة السورية.

يقول الحمود “لم أتوقع أبدا أن أصاب بطلق ناري من جهة اعتبرها صديقة”. حمود كان في حديقة منزله، في وسط مدينة كفرنبل، يزرع الخضراوات.

في 20 أيار/مايو 2017 أطلقت شرطة إدلب الحرة، عبر جميع مراكزها في المناطق المحررة، حملة توعية تحت شعار “لا تقتلني بفرحتك” للحد من ظاهرة إطلاق النار بشكل عشوائي، نتيجة الفلتان الأمني وانتشار السلاح ومحلات بيعه دون أدنى رقابة من جهات مختصة.

رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة الرائد حسين خالد الحسيّان (45 عاماً) يقول لموقعنا: “نفذنا عدة حملات توعية، منها حملة لا للإشاعات، وحملة التوعية ضد غاز الكلور السام، وحملة التوعية للحد من حوادث السير، وآخرها كان لا تقتلني بفرحتك.. هذه الحملات قمنا بتنفيذها عبر مراكزنا المنتشرة في محافظة إدلب، وهناك حملات أخرى ستقوم بها الشرطة الحرة في المستقبل وجميع هذه الحملات تصب في مصلحة المواطنين”.

وعن كيفية اختيار الحملات يوضح الحسيّان: “بالنسبة لحملات التوعية التي تقوم بها قيادة الشرطة الحرة، هي من خلال الأعمال التي يقوم بها كل مركز، حيث ترفع إحصائية شهرية بعدد المخالفات المنظمة لدى كل مركز ونوعها، ومن خلال هذه الإحصائية فإن قيادة الشرطة تطلق حملات توعية للأخوة المواطنين، من شأنها الحد من الجريمة والخلافات والنزاعات التي تحصل ضمن المجتمع وتؤثر سلبا على الجميع”.

ويضيف الحسيّان: “تم الترويج لهذه الحملة من خلال المنشورات التي تم تصميمها وطباعتها في فرع الإعلام التابع لشرطة إدلب الحرة، ومن خلال الانتشار الواسع للشرطة والأماكن التي تتواجد فيها. تم توزيع المنشورات على كثير من الأخوة المواطنين، وتم لصقها في الساحات العامة والشوارع الرئيسية وعلى الصيدليات وفي المدارس والمساجد، كما تم التفاعل مع الأهالي من خلال لقاءات أجرتها الشرطة الحرة، وأخيرا عبر تقارير إخبارية عرضت في عدة وسائل إعلامية”.

ويلفت الحسيّان أن الحملة استمرت لمدة أسبوع كامل وتم التركيز فيها على مناطق مخيمات النزوح، والتي تعتبر أكثر عرضة من غيرها لخطر الإصابة بالعيارات النارية، نظراً لطبيعة الخيام والتي يسهل اختراقها بالرصاص.

وعن الأهداف التي تنشدها الشرطة الحرة عبر هذه الحملة، يقول الحسيّان: “هدف الحملة توعية الأهالي ولفت انتباههم إلى المخاطر الناتجة عن اطلاق العيارات النارية في الكثير من المناسبات، كتشييع الشهداء وأخبار الانتصارات في المعارك والأعراس وغيرها.. لأن هذا الموضوع تسبب مؤخرا في عدة حالات وفيات وإصابات”.

ويتوجه الحسيّان بالشكر لفصائل الجيش الحر، ومنظمات المجتمع المدني كافة على رأسها الدفاع المدني، والمجالس المحلية للمساعدة التي قدموها بتوزيع المنشورات وإنجاح هذه الحملة.

الحملة لاقت تفاعلاً كبيراً بين عناصر الشرطة الحرة والأهالي وفق ما ذكر ماهر الجابر (37 عاماً) أحد عناصر الشرطة في ريف إدلب الجنوبي. ويقول الجابر: “أسعدني جدا أن عدة أشخاص من المدنيين قاموا بطباعة المنشور بمبادرة شخصية منهم، وتوزيعه على أقربائهم وأصدقائهم”.

ويؤكد الجابر أن ضبط ظاهرة اطلاق النار العشوائي في الوقت الراهن صعبة جداً، نظراً لكثرة انتشار السلاح بين الأهالي وهو أمر يقف عائقا كبيرا أمام عمل الشرطة. وينوه بأن الشرطة الحرة تسعى إلى التنسيق والعمل مع بعض فصائل الجيش الحر والمحاكم المنتشرة في المناطق المحررة على وضع عقوبة مناسبة وشديدة بالنسبة لمطلق الرصاص في المناسبات، قد تصل إلى السجن لمدة أشهر وسحب السلاح بالإضافة إلى غرامة مالية كبيرة.

أبو أحمد (53 عاماّ) وهو أحد سكان مدينة كفرنبل يعتبر أن اطلاق الرصاص له مكانه المناسب، وهو جبهات القتال ضد قوات النظام وليس بين الخيام والمواطنين الآمنين في منازلهم. ويضيف أبو أحمد: “كل رصاصة تطلق في المناسبات على اختلافها سيأتي اليوم الذي نحتاجها فيه، وغير ذلك فإن الرصاص العشوائي سبب في الكثير من الحوادث المؤدية إلى الموت”.

وبدوره عبّر أحمد الفارس (31 عاماّ) عن مدى استيائه من ظاهرة اطلاق النار العشوائي بقوله: “ثوان قليلة فصلتني عن الإصابة بمقذوف ناري سقط على سطح منزلي، كنت أتفقد خزان المياه على السطح وما إن نزلت إلى المنزل حتى سقط المقذوف. لا أعلم من أين وكيف. لكن الذي أعلمه أن أحدهم قام بعمل طائش غير مسؤول عنه. أطالب جميع الجهات المسؤولة من شرطة حرة وجيش حر وجميع الفصائل على اختلافها أن تقف أمام مسؤولياتها وملاحقة مطلقي الرصاص العشوائي وإنزال أشد العقوبات بهم”.

هاجس لطالما عانى منه الأهالي في المناطق المحررة، وكان لزاماً على أحدهم تحمل مسؤولياته، فكان للشرطة الحرة المبادرة الأولى التي يطمح من خلالها الجميع إلى انهاء ظاهرة اطلاق الرصاص العشوائي، ويبقى السؤال مطروحا: هل ستطبق العقوبات المقررة بمطلقي الرصاص؟ أم أن كلام الليل يمحوه كلام النهار؟