الشام الإنسانية تُطلق مشروعاً للحالات الطبية الحرجة
فريق عمل مشروع التعاضد يعاين الحالات قبل دعمها تصوير أحمد العكلة
الطفل أحمد (8 سنوات) يعاني مشاكل عدّة في القدم اليُسرى، أبرزها أنها اقصر من قدمه اليمنى بـ 8 سم. عاش أحمد حالة اكتئاب بسبب وضعه هذا، بعدما خضعَ لعمليات جراحية عدّة، لم تأتِ بنتيجة.
اليوم تجدّد الأمل لدى أحمد وعائلته، بأن تتغيّر حالته، بعدما ساعدهُ مشروع تعاضد الخيري، الذي أطلقتهُ مؤسسة الشام الإنسانية.
يقول والد أحمد، حسن الدرويش، لموقع حكايات سوريا: “استلمنا من مشروع التعاضد مبلغ ألفي دولار أميركي، لإجراء عملية تصحيح وتطويل للعظم على عدة مراحل لدى طبيب مختَص… ونأمل هذه المرة أن نصل لنتيجة”.
مؤسسة الشام الإنسانية كانت قد أطلقت مشروع التعاضد بدعمٍ من مؤسسة راف القطرية. ويختص المشروع بصرف مبالغ مالية، لعلاج الحالات الصحية المستعصية، في عدد من المحافظات السورية التي تتواجد فيها المؤسسة. وتصل تكلفة بعض العمليات لـِ 5 آلاف دولار أميركي، وهو مبلغ ضخم جداً، لا يقدر عليه الفقير من دون مساعدة.
نور خطاب مدير المشروع يصفه بأنه “تكاملي اجتماعي يعني بالحالات الحرجة والتي هي بحاجة إلى عمل جراحي، حيث أن الحالات تتضمن أسرة مهجرة ومنكوبة والأسر الفاقدة للمعيل. وهو عبارة عن تقديم مبلغ مادي من أجل إجراء العمل الجراحي من خلال تركيب الأطراف الصناعية أو الجرعات وسماعات الأذن وما شابه ذلك”.
ياسمين (9 سنوات)، اكتشفت عائلتها إصابتها بمرضٍ نادر يُسمّى حمّى البحر الأبيض المتوسط. وهو إضطراب وراثي تظهر أعراضه بين عمر 5 و15 عاماً.
وكانت العائلة منذ أربع سنوات، بدأت بإحضار الجرعات اللازمة لمعالجة ابنتها. وتبلغ قيمة الجرعة الواحدة 330 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 650 دولاراً أمريكياً. لكنّ الأوضاع المادية للعائلة، لا تساعدها في إتمام العلاج، لأنّ ياسمين تحتاج لجرعات بشكل منتظم.
علي الداني (34 عاماً) طبيب أخصائي في الأمراض الهضمية، يشرف على علاج الطفلة ياسمين، يقول لموقعنا أنّ ياسمين تتعالج بالكينين وهو علاج يستمر لمدى الحياة. ويضيف بأنّ ياسمين أصيبت مؤخراً بداء كرون، وهي تحتاج لجرعة كلَّ شهر.
والد ياسمين، حسن الأقرع (57 عاماً) يتحدّث عن ازدياد الهَم، نتيجة إصابة ابنته بمرضين. ويسرد لموقعنا، عن معاناة العائلة في مسيرة علاج الطفلة، وكل شيء مكلف منذ أربع سنوات، فحتى التحاليل مكلفة جداً.
مؤسسة شام الإنسانية، أعطت حسن مبلغ 4 آلاف دولار، لتخفيف العبء في رحلة علاج ياسمين. ويلفت الطبيب علي، إلى أنّ هناك حالات مماثلة كحالة ياسمين، تحتاج لعلاج. لكنّ الوضع المادي الصعب لا يمكّنها من ذاك.
ويختم الطبيب علي حديثه: “أتمنى بأن تحصل هذه الحالات على المساعدة، كما حصلت ياسمين، في حال توفرت المزيد من الجهات الداعمة للحالات الصحية المُستعصية”.
مصطفى محمو (50 عاماً) كان يعمل مدرّساً لأكثر من عشرين سنة. لكنهُ تعرَّض لإصابة كسر في عظام الفخذ وتقطّع أربطة الركبة اليمنى، وذلك نتيجة غارة جوية شنّها النظام السوري على بلدته الكستن في ريف إدلب الغربي.
يقول محمو لموقع حكايات سوريا: “أجريتُ عدّة عمليات في الفخذ الأيسر، وأنا أحتاج لعملية تصنيع أربطة في الركبة اليمنى. لكنّ هذه العملية غير متوفّرة في المشافي العامة، لذا يجب أن أُسافر إلى تركيا لإجراء العملية، ووضعي المادي لا يسمح بذلك”.
يُضيف محمو بسعادة: “في يوم، تفاجأت بقدوم فريق من مؤسسة شام الإنسانية، وعرضوا علي المساعدة. وقد عرفوا عن حالتي بعد بحث، وقدّموا لي المبلغ المالي المطلوب لإجراء العملية. وقد ذهبت إلى تركيا وأجريت عملية تصنيع أربطة للركبة اليمنى”.
تحسّنت حالة مصطفى محمو بعد إجراء العملية، وها هو اليوم يخضع لفترة نقاهة في المنزل، يأمل بعدها بالعودة إلى عمله التربوي، بعد توقّفٍ بسبب الإصابة.
هذه كانت أبرز الحالات التي التقى فيها موقعنا، والتي تتلقّى المساعدة من مؤسسة الشام الإنسانية في مشروع التعاضد.
يُذكَر أنّ مؤسسة الشام تعمل في الداخل السوري في المجالات الطبية والإغاثية والمشاريع التنموية. وعلى الصعيد الطبي، لها العديد من المشافي والمنظومات الإسعافية.