الاعلام السوري شبه الرسمي يستنفر في مواجهة دعوات الفيس بوك

كرست بعض وسائل الإعلام المحلية المحسوبة على السلطة مساحات واسعة منها في اليومين الأخيرين لتسفيه ومواجهة دعوات الاحتجاج والتظاهر التي انتشرت على الفيس بوك مؤخرا من قبل نشطاء سوريين.

فعلى صفحتها الأولى كتبت جريدة الوطن السورية شبه الرسمية بتاريخ 1-2-2011، بأنه على الرغم من حجب الفيس بوك في سوريا منذ سنوات، “إلا أن مشاعر السوريين انتفضت عندما شاهدوا مجموعات من المخربين يدعون من خلال هذا الموقع ..إلى نشر الفوضى في سورية ويحرضون على بث الفتنة”.

وتابعت الصحيفة بأن ذلك “استفز مشاعر العديد من الشباب السوري المتواصل على الفيس بوك ودفعهم لتشكيل مجموعات بأعداد كبيرة تدعو لعدم الالتفات لمثل هذه الإشاعات” وأن الكثير من هؤلاء وضعوا صورة العلم السوري والرئيس السوري مكان صورهم مما رأت فيه الصحيفة أنه يعكس “حجم الوعي لمصلحة سورية”.

ووفقا للصحيفة فإن أصحاب تلك المبادرات هم من “المخربين” وأنهم ليسوا مواطنين سوريين، بل ذهبت إلى حد ادعاء حضور بعض الإسرائيليين في تلك المجموعات.

موقع عكس السير شبه الرسمي، نشر بتاريخ 31-1-2011 لرئيس تحريره عبد الله عبد الوهاب، مقالا عبر فيه بداية عن محبته وفخره بالرئيس السوري الذي وصفه بالتواضع والصراحة والحكمة.

ثم نفى إمكانية تكرار ما يحصل في تونس ومصر على الأراضي السورية، لأن نظام سوريا لا يرتبط بعلاقات مع اسرائيل ولا يتبع أمريكا على حد قوله. وبعد هذه المقدمة تطرق الكاتب إلى مجموعات الفيس بوك الداعية إلى التظاهر والاحتجاج في سوريا “وهم أشخاص بأسماء وهمية، وخارج سورية وعديمو المصداقية” كما قال، مضيفا بأن هؤلاء الأشخاص يقومون بذلك “لغايات بعينها” وأنها لم تلق إلا الإهمال من قبل السوريين كما قال.

أما موقع شوكوماكو شبه الرسمي، فقد كتب بالتاريخ نفسه يصف المجموعات التي أنشئت على الفيس بوك بغرض إعلان تأييد النظام السوري “في وجه بعض الصفحات المعدة من جهات غير معروفة …والتي دعت لإحداث خراب في المرافق السورية..”.

وتابع الموقع بعرض بعض التعليقات التي تشيد بسياسة النظام السوري الممانعة والتأكيد على استمرارية هذا النظام ونفي إمكانية تكرار ما حدث في مصر وتونس على الأراضي السورية.

وفي تعليق على التغطية الإعلامية شبه الرسمية لدعوات الاحتجاجات على الفيس  بوك، قال صحفي سوري رفض الكشف عن اسمه بأنه “من النادر أن تتعرض الصحافة الرسمية وشبه الرسمية إلى أي نشاط أو خطاب معارض في الداخل أو الخارج، إلا حين يكون الهدف إيصال رسائل أمنية معينة أو بقصد التشهير كما حصل في بعض القضايا سابقا”.

وأضاف :” يوحي هذا الاهتمام من الاعلام المرتبط بالسلطة بما يحدث على الفيس بوك بقلق السلطة وتخوفها من الإمكانيات التي يتيحها الفيس بوك للمواطنين من أجل التواصل والتنظيم على غرار ما حصل في الدول المجاورة”.