الأمل لتمكين المرأة والفتاة في أريحا
مشاركات في ورشة العمل على جهاز الكمبيوتر تصوير شادية تعتاع
"مركز الأمل باعثَ أملٍ تحومُ حوله سيدات وفتيات يحتجنَ العناية والتمكين كي يعطينَ... وجلَّ ما يعطينه يكون من أجل أسرهن، فالمرأة السورية يكون شغلها الشاغل أهلها ومنزلها"
كانت سلام (19 عاماً) تتابع محاضرتها في مركز الأمل لتمكين المرأة. قالت سلام “درجاتي في البكالوريا لم تكن تؤهّلني لدخول أي فرع في الجامعة .لذا قررت أن ألتحق بدورة الخياطة في مركز الأمل، كي أتمكّن من مزاولة مهنة أحبها، ومن نتاجها أُساعد أهلي في مصروف المنزل”.
سلام واحدة من المتدرِّبات في ورشة الخياطة والحياكة في مركز الأمل لتمكين المرأة، وهو المركز الذي افتتحتهُ منظمة سوريا للإغاثة والتنمية SRD في مدينة أريحا في ريف إدلب الشمالي في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
يوفّر المركز دورات متعددة تخص المرأة، في مجالات الخياطة وحياكة الصوف وقص الشعر والتجميل ودورات العمل على الحاسوب. بالإضافة إلى دورات في اللغتين الإنكليزية والتركية، ودورات تقوية الطالبات في صفَّي التاسع والبكالوريا.
مدير المركز جلاء خطّاب )37 عاماً) يقول لموقعنا: “نهدف في مركزنا لتمكين المرأة والفتاة، وبالتالي الاعتماد على النفس سواء في المهن أو في تطوير قدراتهن… وكذلك نقدّم لهن دورات في مجالَي الإسعافات الأولية والدعم النفسي”.
ويضيف خطّاب: “لقد تمَّ انتقاء المدرِّسين للغتين الإنكليزية والتركية ودورات التقوية والحاسوب بطريقة دقيقة وموضوعية، حيثُ تمَّ تعيينهم وفقاً لمسابقة بالتعاون مع مديرية جامعة إدلب وقد تمَّ اختيار الأوائل من كل تخصص باعتبار أنَّ جميع المدرِّسين الذين اخترناهم حاصلين على إجازات جامعية في مجالات تخصّصاتهم”.
مدرّبة الخياطة في المركز سهى (38 عاماً) تقول لحكايات سوريا: “كل دورة من دورات الخياطة تضم أكثر من 15 متدرِّبة. مدة الدورة شهرين ونصف، وتشمل التعلّم على مبادئ القص والتصميم”.
وتلفت سهى إلى أنهُ لا يتم تخريج إلاّ النساء اللواتي يتمكنَّ من احتراف المهنة على حسب الأُصول، أمّا البقية فيعمل المركز على تأهليهن في دوراتٍ لاحقة حتى يصلنَ إلى الهدف المرجو في الإحتراف.
سياسة المركز في عدم تخريج إلا مَن تصل إلى النتيجة المرجوة تنطبق كذلك على دورات حياكة الصوف وقص وتصفيف الشعر. تقول سناء (24 عاماً) وهي إحدى الفتيات اللواتي كنَّ قد التحقن بدورة حياكة الصوف: “تعلّمت حياكة االصوف بسبب رغبتي في تعلّمها، والآن بعد أن أتقنتها سأتخذها قريباً مهنةً لي أعيشُ منها، والإحتراف شيء مهم يعني أنكِ لن تنسى ما تعلّمته”.
ختام (17 عاماً) تعلّمت حياكة الصوف كي تحيك لنفسها ولأسرتها الملابس الشتوية: “ملابس تقينا من البرد في الشتاء في ظل غلاء أسعار المحروقات للتدفئة وكذلك عدم قدرة أهلي على شراء الملابس الجديدة لغلائها… فيكون البديل بيدي أُحيك لي ولهم ما نحتاجه”.
من ناحية أخرى تمَّ افتتاح مستوصف تابع لمركز الأمل في بلدة أورم الجوز، ويغطّي أريحا وبلدات أورم الجوز ونحلة ومصيبين.
في هذا السياق يقول الدكتور عقبة دغيم (32 عاماً) العامل في المستوصف: “نقدِّم جميع خدمات الطبابة والدواء بشكل مجاني، حيث يوجد في المستوصف طبيبان وثلاث ممرضات، بالإضافة لفريق جوّال يتألف من قابلة قانونية ومرشدة نفسية وممرضة”.
وعن الأدوية المتوفرة في المركز، ينوّه دغيم إلى أنَّ جميعها أدوية سورية بالإضافة إلى الأدوية التركية وتشمل الأدوية المزمنة والمسكنات.
أم محمد (42 عاماً) من مدينة أريحا إحدى المستفيدات من المستوصف، تقول لموقعنا: “كان قد تعرَّضَ زوجي لإصابة في يده اليسرى في إحدى المعارك. وقد خضعَ لعمليات عديدة حتى عادت يده لوضع شبه طبيعي، لكنهُ لا يستطيع مزاولة أي مهنة لتغطية تكاليف دوائه ومصاريف المنزل، لذا أتردَّد إلى المستوصف للحصول على الدواء بشكل مجاني فلا نملك ثمنَ شرائه من الصيدليات”.
بين الخياطة وحياكة الصوف، ودورات التقوية في المواد التعليمية والعمل على الحاسوب وغيرها من التدريبات… بالإضافة إلى المركز الصحي ومندوبيه الجوّالين، يكون مركز الأمل باعثَ أملٍ تحومُ حوله سيدات وفتيات يحتجنَ العناية والتمكين كي يعطينَ… وجلَّ ما يعطينه يكون من أجل أسرهن، فالمرأة السورية يكون شغلها الشاغل أهلها ومنزلها.