إستعراض لأبرز مناقشات وسائل الإعلام الإجتماعية 1-8-2012
حلب: “أم المعارك”
تشهد مدينة حلب، عاصمة سوريا الإقتصادية، إشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي، وصفت بأنها حرب شوارع. وقد سمى الرئيس السوري بشار الأسد ما يجري حالياً “معركة مصيرية“،
في حين سجل مراقبو الأمم المتحدة أنّ المعارضة تستعمل الدبابات، فيما يعمد الجيش السوري للمرة الأولى إلى إدخال الطيران الحربي في القتال.
عبر موقع المندسة، نشرت فري سيريا تدوينة توضح فيها أهمية البعد الدولي للمعركة: “أهمية حلب، لا تقف عند الاقتصاد، بل تشمل التنوع العرقي فيها، وهيَ تعتبر مركز الأرمن في سوريا، كما تشمل أحياء عدة بـ صبغة مسيحية خالصة (…) وهذا كله يجعلها محط أعين دولية عدة.”
محمد عمر وعبر صفحته على فيسبوك يوجه بعض التساؤلات إلى قيادة الجيش الحر عن خطتهم في السيطرة على المدينة ويوجه إليهم نداءً: “ألم نعتبر من تجربة حماة في الثمانينات عندما تحصن الشباب المجاهد في الأحياء السكنية مما تسبب في دمار نصف المدينة وقتل عشرات الألوف من أبنائها ونزوح مئات الألوف منهم؟”
حموي حر يجيب على الصفحة نفسها: “لواء التوحيد فكر بالكلام يلي كاتبه ونظم الكتائب وجعلون تحت رايه وحدة بس عم يتكرر نفس الخطأ للأسف وهو التمركز بين الأحياء والسيطرة عليها.”
عمل الجيش الحر العسكري كان محط إعجاب المدوّن عدنان العبيد (@AlobaidAdnan) :”تكتيكات الجيش الحر [في] #دمشق و#حلب [تشير] إلى إمتلاكه خبرة لوجستية إحترافية تقوم على تقويض وإنهاك العدو.”
وعن الوضع الميداني نقلت صفحة آفاق يسارية على فيسبوك حال المدينة في ظل غياب الدولة عنها: “على مدى أيام ثلاث ولا شرطي سير في حلب في المناطق التي تسمح بالحركة، لا تقاطع ولا إشارة مرور ولا عربة حجز، فنصف الشوارع مغلقة ونصف الأحياء مغلقة ونصف الحياة مغلقة.”
في ظل الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة يرى مصطفى الجرف أن الحسم يأتي عبر تأمين الاحتياجات الأولية: “الخطوة الحاسمة الآن ليست عسكرية كما يعتقد الكثيرون… الخطوة الحاسمة هي كسب معركة العقول والقلوب… أن تعمل المعارضة السورية بمساعدة الدول الصديقة وتحت اشراف الهيئات الثورية المحلية والجيش الحر على تأمين احتياجات الناس الأساسية: بنزين وغاز وخبز!”
ورداً على ما تناقلته القنوات الرسمية عن انسحاب الجيش الحر من بعض الأحياء في حلب، سخر أيهم المجاهد قائلاً: “نؤكد على الانباء التي تتحدث عن انسحاب ثلاثة عناصر من الجيش الحر الى حي المشهد لشراء السوس انسحاباً تكتيكياً انتهى بالعودة الى قواعدهم سالمين.”
الإعدامات الميدانية: جرائم بإسم الثورة؟
بعد تشكل مجموعات المعارضة المسلحة، بدأت منظمات حقوقية تصدر تحذيرات من ارتكابات تقوم بها هذه المجموعات، لا تقل سوءاً عما يُتهم به النظام.
فقد أوصت منظمة العفو الدولية مؤخراً عبر تقرير لها بضرورة مساءلة كل من القوات السورية والمعارضة المسلحة، لأنّ “أفراد المعارضة لم يعودوا يتمتعون بحصانة من المسؤولية أكبر من تلك التي تتمتع بها القوات الحكومية.”
عبر موقع يوتيوب تم نشر مقطع لإعدام بعض الأشخاص ميدانياً على يد الجيش الحر، حيث جاء في وصف المقطع: “هؤلاء قاموا بقتل 15 من الجيش الحر فقبض عليهم بنفس اليوم وتم اعدامهم علما بان هناك المئات من الاحرار قتلوا على ايديهم منذ بداية الثورة… هذه العائلة هي موالية للاسد وتمد العصابة بالشبيحة ويمولونهم.”
وسيم حسن شارك المقطع عبر صفحته على فيسبوك وعلق قائلاً: “من ينفذ هكذا أحكام بالعلن لن يفرق عن النظام المجرم، يا خوفي نطلع من بالوعة ونوقع بمزبلة.”
وفي السياق نفسه يتساءل بسام حداد: “هل أنت مع إعدام المرتزقة والشبيحة المجرمين ميدانيأ، هؤلاء الذي يتم القبض عليهم بعد معارك عنيفة؟ ولماذا؟”
Aliaa Alrai تجيب على هذا السؤال: “نعم لأن بقاءهم على قيد الحياة هو إزهاق لحياة أبرياء سيقضون على أيديهم إن نجو ولأن قتلهم دفاع عن النفس لا جدال حوله.”
في حين تجد Majada Ghrer أن التشبّه بالنظام وممارساته منافٍ للثورة وأخلاقها: “أنا ضد أن أكون مثل عدوي قاتلة وأرفض بيع أخلاق الثورة.”
النقد المحرّم
النقاش حول شرعية الإعدامات التي ينفذها الجيش الحر هو واحد من عدة نقاشات تجري على مواقع التواصل الإجتماعي حول ممارسات المعارضة بشكل عام.
يوضح فادي العبد رأيه في أهمية النقد، قائلاً إن “الفكر الذي لا يحتمل النقد يتحول (…) الى ارهاب.”
في حين يرى الفنان التشكيلي السوري ناصر الحسين أنّ المعيار المستخدم لدى البعض في التقييم هو أن تتطابق مع الآخر بأفكارك: “البعض إذا ما إجت معارضتك على مسطرة معارضته، بيغيرلك إصطفافك وبيعملك موالي.”
ياسين الحاج صالح يكتب عبر صفحته على فيسبوك: “ما بدنا نخلص من الزغير اللي عامل حالو “سيد الوطن”، بدنا نخلص من كل الزغار اللي بدهم يعملوا حالهم سادة. بدنا السوريين إخوة ومواطنين متساوين.”
وفي مقال حول الموضوع نفسه للمحامية رزان زيتونة، نشرته صفحة تنسيقية منطقة مصياف على فيسبوك، نقرأ: “غالبا ما يرفض معظم الثوار وأنصار الثورة، الإشارة إلى أخطائهم المرتكبة باسمها، بحجة أن ذلك يصب في مصلحة النظام. تعزز مواقف أولئك، صيحات المترددين وأنصاف الثوار، الذين يتصيدون الأخطاء ويستخدمونها وسيلة لإعلان مخاوفهم وترددهم، فتكون كلمة حق أريد بها باطل.”
ورداً على القمع الممارس ضد طرح الآراء والأفكار بحرية كتب شادي أبو كرم عبر صفحته على فيسبوك: “اللي ما بيوافقك بالرأي سحقه بأرضك فوراً. حكمة كل الأغبياء ومعظم “النشطاء” أيضاً.”