إستعراض أبرز مناقشات الإعلام الإجتماعي 5 – 11- 2012
الصراع السوري يعبر “باب الحارة”
تصدر صفحات التواصل الإجتماعي صباح يوم الإثنين خبر مقتل الممثل الشاب محمد رافع، نجم مسلسل “باب الحارة”، على أيدي معارضين مسلحين. وقد تبنت في وقت لاحق “كتيبة أحفاد الصديق” العملية، مؤكدة عثورها على بطاقة أمنية صادرة عن إدارة المخابرات الجوية تجيز له حمل السلاح، بالإضافة إلى امتلاكه سلاحاً رشاشاً ولائحة بأسماء مطلوبين. وكان رافع قد شارك في عدة احتفالات إعلامية داعمة للنظام السوري.
ومع تأكيد خبر الوفاة، تتالت ردود فعل الوسط الفني مستنكرة العملية، حيث تحدت الفنانة المؤيدة للنظام سلاف فواخرجي القاتل، بحسب صفحات مؤيدة للنظام على موقع فيس بوك:” إذا كانت الرسالة إلى فناني سوريا فلقد زدنا به شرفا وقوة وصمود فما أجمل أن نزف إلى السماء ملتفة أجسادنا بالعلم السوري فنتطهر به شرفا وعزة.”
أما الفنانة المعارضة كندة علوش، فقد طالتها اتهامات بأنها قد شمتت بمقتل رافع، قبل أن تتناقل المواقع الفنية وصفحات معجبيها على موقع فيس بوك خبراً يشير إلى أنها تستنكر مقتل الممثل الشاب.
الجيش الحر: تحت المجهر من جديد
كان سلوك الجيش الحر الأسبوع الماضي محط الإنتقادات الدولية والمحلية، بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إعدامات ميدانية نفذها الجيش الحر بحق ثمانية وعشرين جندياً يوم الخميس 1 تشرين الثاني/نوفمبر، بالقرب من بلدة سراقب في محافظة إدلب. جاءت هذه الحادثة بعد أقل من أسبوع على القتال الذي دار بين الجيش الحر ومقاتلين من حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي المقرب من حزب العمال الكردستاني، في منطقة الأشرفية شمال حلب، مما أثار حفيظة العديد من النشطاء السوريين الأكراد المؤيدين للثورة. كما يلي هذا الحدث خطف الصحافي اللبناني فداء عيتاني على يد مسلحين من المعارضة في مدينة أعزاز، بحجة أن عمله مخالف للثورة.
في هذا السياق، وجهت مجموعة “شباب مصياف الثورة” على صفحتها في موقع فيس بوك دعوة إلى الجيش الحر إلى التبرؤ ممن قام بقتل الأسرى في سراقب: “الانتقام دين الجبان، والثورة قامت لتنصر الحق لا لتستخدم السلاح في نصرة النظام……، هذا السلوك المشين والفضح العلني لكل ما هو شاذ عن الطبيعة لا يشبه إلا فاعليه.”
بعض التعليقات على هذا الرأي أيدت الإستمرار في قتل جنود النظام بغض النظر عن أي اعتبارات، بما أن هؤلاء يقومون بالأعمال نفسها، بينما وافق البعض الآخر على لوم الجيش الحر.
“في كافة المظاهرات في جميع المدن والقرى السورية رفع شعار قائدنا الى الابد سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وحتى الجيش الحر قالها فلماذا لانلتزم باوامر قائدنا وبتعاليمه،” كتب عبد المحسن سعد الدين معلقاً.
وفي مدونة “المندسة السورية” رأى يبرودي سوري أن الجدل الدائر حول سلوك الجيش الحر يدل على أن “الثورة بخير،” بحسب تعبيره.
وجاء في التدوينة: “إن انتقاد هذه المشاهد دليلٌ كبير على أن الشعب السوري هدم جدار الصمت على أي خطأ… فكما من حقك أن تنتقد من وقف ضد هذه الممارسات… من حقه هو أن يقف ضدها… لا شيء يمنعه… فالجميع صار خاضعاً للمحاسبة والمراقبة والمسؤولية.”
نهاية المجلس الوطني؟
وجهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ضربة قاسية إلى المجلس الوطني السوري، حيث أعلنت أن الوقت قد حان لتجاوزه وضم “من يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم” إلى صفوف المعارضة. وقد انطلقت اجتماعات بين شخصيات معارضة في الدوحة يوم الأحد، تبحث مستقبل المجلس الوطني وسبل توحيد المعارضة.
أعادت تصريحات كلينتون الجدل حول فعالية المجلس الوطني، حيث علق الناشط شاود طه على صفحته في فيس بوك، قائلاً: “كلام الشعب الذي يباد ويقتل ويشرد كل يوم لم يصل إلى مسامع السادة في المجلس الوطني……. وأما عندما نسمع وزيرة الخارجية الأمريكية علناً تنتقد سلوكياتهم وضعفهم في توحيد صفهم… جمح المجلس الوطني من سباته وأصبح كالملسوع بتصريحاته النارية ضد أمريكا والغرب…… هذا ما يثبت ويؤكد بأن المجلس وأعضائه همهم البروزة وحضور المؤتمرات وزيارة الفنادق وركوب الطائرات.”
أما جماعة الإخوان المسلمين في سوريا فقد نددت بتصريحات كلينتون على موقع تويتر (@ikhwanSyria): “مؤامرة كبرى تحاك للقضاء على المجلس الوطني السوري #Syria.”
هذا الموقف استدعى العديد من التعليقات التي تنتقد كل من الإخوان والمجلس الوطني، إتهم بعضها الجماعة بالإنتهازية السياسية.
وقد تناول الكاتب ياسين سويحة في مدونته “أمواج إسبانية في فرات الشام” ردود فعل الإخوان المسلمين تجاه الإنتقادات الموجهة إليهم: “الاخوان يعلنون عن وجود مؤامرة كبرى ضد المجلس الانتقالي، ثم يعلنون بعد ساعاتٍ عن مشاركتهم بها بعد وضع مجموعة ملاحظات تبدو وكأنها حفظٌ لخطّ العودة في حال فشل المبادرة أكثر مما هي مآخذ جوهريّة………. من حقّ الإخوان المسلمين أن يمارسوا السياسة، لكن ليس من حقّهم أبداً ممارستها دون تقبّل أنه من حقّ الآخرين رفضهم ورفض سلوكهم.”
النظام السوري يعصف بأميركا
ساهم مؤيدو الرئيس السوري بشار الأسد في شرح الأسباب الكامنة وراء وقوع الإعصار ساندي الذي ضرب ساحل الولايات المتحدة الشرقي، بالقول إن إيران، بالتعاون مع النظام السوري، تسببت بهذه الكارثة الطبيعية، كما جاء في صفحة “أخبار القوات المسلحة السورية” على فيس بوك: “هنالك مصادر تأكد أن إعصار ساندي الذي يضرب أمريكا قام بتحريض من أجهزة متطورة جداً يملكها نظام إيران المقاوم البطل وبالتنسيق مع نظامنا الممانع. كما أكدت المصادر أن هنالك خبراء من سوريا ساهموا في هذا العمل هذه عاقبة من يهاجم سوريا الأسد ويهدد أمنها.”
وتجدر الإشارة إلى أن محتوى الصفحة لا يوحي بأنها ساخرة.
وقد نشرت صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد” رسماً كاريكاتورياً يسخر من هذه الرواية، مصحوباً بتعليق يطلب من الأسد إرسال عاصفة مماثلة إلى إسرائيل لتدميرها، فكان الرد: “يريدون من سيادته أن يصنع اعصارا لإسرائيل الا يعلمون ان بموت كل اسرائيلي سيموت مقابلها فلسطيني بريء وأكثر؟”