إستدعاء 6000 من الإحتياط في محافظة السويداء في شهر آب/أغسطس
شادي عزام
ذكر ناشطون في هيئات التنسيق المحلية في محافظة السويداء أنهم رصدوا أكثر من 6000 طلب استدعاء لجنود الإحتياط في المحافظة خلال شهر آب/أغسطس الماضي، وقد رفضت هذه المصادر التصريح عن أسمائها لدواعٍ أمنية.
المصادر نفسها أكدت أن هذه التقديرات تتوافق مع الأرقام المسربة من شعب التجنيد، وأنّ طلبات الإستدعاء تتركز على فرق المشاة، حفظ النظام، القوات الخاصة والحرس الجمهوري، ولم يتسنَ التأكد من هذه المعلومات من مصادر مستقلة أو جهات رسمية سورية.
وقد ذكرت مصادر هيئات التنسيق أنّ غالبية المطلوبين لم يلتحقوا بمراكزهم وقاموا بالهرب إما إلى محافظات أخرى أو خارج سوريا.
“الطلبات موزعة على أربع شعب تجنيد في محافظة السويداء، وعدد الأشخاص الذين التحقوا قليل جداً. أنا لا أعرف أي شخص التحق،” قال صحافي من مدينة شهبا رفض ذكر اسمه.
وفي سياق متصل، أجرت السلطات الأمنية مؤخراً حملات واسعة لتجنيد مقاتلي الإحتياط في مدينة القامشلي ذات الأغلبية الكردية، بحسب عدة مصادر من المدينة.
طلبات الإستدعاء في السويداء لم تستهدف ناشطي المعارضة فقط، بل كانت عامة، ولم تستثنِ إلا عناصر أجهزة الأمن غير الرسميين (الشبيحة) وأعضاء اللجان الشعبية، وهي ميليشيات محلية تم تسليحها من قبل النظام.
“في قريتي الصغيرة ريمة حازم طلبوا 80 شاباً خلال اليومين الفائتين، فكيف الحال في القرى الكبيرة؟” كتب الصحافي ماهر شرف الدين في مقال نشر الشهر الماضي على موقع “كلنا شركاء في الوطن،” علماً أن القرية يبلغ تعداد سكانها أقل من ألف نسمة.
ويؤدي الذكور في سوريا الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة سنة ونصف عند بلوغ سن الثامنة عشرة أو بعد إنهاء الدراسة الجامعية، ويصبحون بعدها ضمن قوات الإحتياط حتى بلوغ سن الثانية والأربعين. وقد أصدر الرئيس الأسد مرسوماً في شهر آذار/مارس من العام الماضي يقضي بتخفيض مدة الخدمة الإلزامية ثلاثة أشهر.
تتراوح التقديرات حول تعداد الجيش السوري بين 220000 و300000. وقد سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن مقتل 6536 من أفراد الجيش والأجهزة الأمنية حتى نهاية شهر آب/أغسطس الفائت.
على عكس حالات الحرب ضد عدو خارجي، مثل حرب تشرين عام 1973 التي خاضها الجيش السوري لاستعادة هضبة الجولان من الإحتلال الإسرائيلي، تأتي طلبات الإستدعاء حالياً في وقت يخوض فيه النظام معركة ضد المعارضة المسلحة، في ظل انقسام البلاد منذ شهر آذار/مارس من العام الماضي بين معارضين لنظام حزب البعث وموالين له. هذا الواقع جعل الكثيرين يشكّكون في شرعية الهدف الذي يضحي من أجله أفراد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بحياتهم.
“المئات من أبناء محافظة السويداء يموتون دون سبب سوى أنهم يخدمون في الجيش والأمن والشرطة في المحافظات السورية،” يقول ناشط معارض من مدينة السويداء رفض ذكر اسمه. “وهنا لا أقول بأن الجميع قتلهم النظام بسبب عدم تلبية أوامر إطلاق النار على المدنيين أو انشقاقه، بل هناك جنود قتلوا لمشاركتهم في سفك الدم السوري بسبب جهلهم وحجب الحقيقة عنهم كما حال أبناء المحافظات الأخرى المتورطين في قتل الشعب السوري.”
وجاء نداء من أكثر من تنسيقية ورابطة في السويداء تدعو إلى رفض الإلتحاق بالخدمة حيث أطلقت رابطة مغتربي السويداء الأحرار نداء عبر صفحتها على موقع فيسبوك، جاء فيه:
“نــــــــــــــداء إلى شــــباب الســــويداء
حفاظا على أرواحـكم وعلى نظـافة أيديكم من دم أبناء شـعبنا السوري نرجوكم عدم الإلتحاق بالجيش الأسدي للخدمة الإلزامية أو الإحتياطية أنتم مرسلون للموت فتصبحوا قَتَلة !!!أو مقتولين!!!
معركةٌ ضد شـعبنا السـوري ليست معركتنـا.”
هذا الرأي تكرر بكثرة لدى الحديث إلى الأشخاص الذين لديهم أولاد أو أقارب طلبوا لخدمة الإحتياط.
“لم أربِّ أولادي لكي أرسلهم للموت من أجل أي أحد،” يقول أحد أهالي قرية المزرعة، مع أنه لا يناصر المعارضة.