أزمة اللجوء من سوريا إلى كردستان العراق تنتظر حلاً جذرياً

يضيف تمدد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” عبئاً على الأكراد السوريين، الذين يحاول الكثير منهم اللجوء إلى إقليم كردستان العراق.

 بختيار حسن*

بعد إغلاق طويل، فتح معبر سيمالكا الحدودي بين إقليم كردستان العراق والمناطق السورية القريبة من القامشلي في وقت سابق من حزيران/ يونيو أمام اللاجئين السوريين، ولكن لكي يعودوا إلى سوريا، ما يعني استمرار خيبة الأمل بالنسبة إلى السوريين الأكراد الذي يسعون إلى دخول الإقليم.

لاجئون يحاولون العبور إلى لإقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي في شهر شباط/ فبراير. تصوير: بختيار حسن
لاجئون يحاولون العبور إلى إقليم كردستان العراق عبر معبر سيمالكا الحدودي في شهر شباط/ فبراير. تصوير: بختيار حسن

يفضل الكثير من الأكراد النزوح إلى كردستان العراق وليس إلى تركيا، لأنهم يعتقدون أن مخيمات النازحين هناك أفضل من حيث الخدمات والمساعدات والحماية. إلا أنّ تدفق اللاجئين من باقي مناطق العراق إلى إقليم كردستان في حزيران/ يونيو، هرباً من القتال بين “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) والجيش العراقي، قد وضع ضغطاً إضافياً على قدرة الإقليم على استقبال المزيد من اللاجئين.

عند زيارة موقع “دماسكوس بيورو” معبر سيمالكا قبل عدة أشهر، كان هناك عشرات اللاجئين العالقين على الجانب السوري من معبر سيمالكا، دون أن يحظوا بأي مساعدات إنسانية.

عبد الكريم كان أحد الذين التقاهم “دماسكوس بيورو” عند المعبر. قال عبد الكريم إنه ينام منذ أكثر من عشرة أيام مع أفراد عائلته في العراء. كان عبد الكريم أحد مقاتلي “لواء جبهة الأكراد” الذي يضم مقاتلين أكراد تشكل في ريف حلب وتحالف مع “الجيش السوري الحر” ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد. ولم يعد للواء وجود عسكري الآن  وتبعثرت عناصره بين قتيل وأسير وهارب ونازح. نزح عبد الكريم من بلدة كفر صغير الواقعة في ريف حلب مع عائلته بعدما تعرضت البلدة للقصف من قبل قوات النظام وتم السيطرة عليها من قبل تنظيم “داعش”.

إلى جانب عائلة عبد الكريم كانت هناك أكثر من 30 عائلة كردية أخرى نزحت من بلدات في ريف حلب بعد وقوعها تحت سيطرة “داعش” عليها، بالإضافة إلى عائلات كردية أخرى لجأت من ريف عفرين في محافظة حلب.

الاجتماعات السابقة التي عقدت بين “الهيئة الكردية العليا” ─ تضم “المجلس الوطني الكردي”، و”مجلس الشعب لغربي كردستان” التابع لـ”حزب الإتحاد الديمقراطي” ─ مع سلطات إقليم كردستان في إربيل، أفضت عملياً إلى السماح للمرضى فقط بالدخول.

بسبب هذه الإجراءات المشددة على العبور نشطت حركة التهريب. ويصطحب بعض المهربين ليلاً، العشرات من الراغبين في النزوح إلى الإقليم مقابل 350 دولار للشخص الواحد. وأغلب هؤلاء اللاجئين من الشباب، القادرين على السير في المناطق الوعرة ليلاً لمسافات طويلة تستغرق ساعتين.

وفي حادثة  تشهد على التوتر الذي يسود المناطق الحدودية في سوريا، ذات الأغلبية الكردية، قتلت قوات الأمن التركية في اليوم نفسه شاباً كردياً من قرية دير الصوان في ريف عفرين يدعى أحمد محمد (22 عاماً) بينما كان يحاول عبر الحدود إلى تركيا بشكل غير شرعي. وبحسب وكالة الأنباء الكردية”آرا نيوز”، فإن هذه الحادثة هي الثالثة من نوعها في شهر واحد.

ويلقي تمدد تنظيم “داعش” مؤخراً في المناطق على جانبي الحدود بين العراق وسوريا بظلاله على المجتمعات في المناطق ذات الأغلبية الكردية، إذ احتجز التنظيم نحو 150 طالب مدرسة معظهم أكراد، أثناء مرورهم على الطريق بين عين العرب (كوباني) وحلب في بداية حزيران/ يونيو، قبل إطلاق سراح بعضهم يوم السبت 28 حزيران/ يونيو. وأعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن التنظيم لا يزال يحتجز 133 صبياً منهم.

*اسم مستعار لصحافي يعيش في سوريا.