يوميات العيلة مسلسل درامي يحاكي الواقع في إدلب
الملصق الإعلاني الخاص بمسلسل يوميات العيلة
كانت لافتة حركة الكاميرا وهي تتنقل بين الأحياء لرصد يوميات السوريين وآمالهم، كوابيسهم وأحلامهم في الثورة. “يوميات العيلة” مسلسل جديد تقف خلفه مجموعة من الشباب الطموح في تجربة جديدة من نوعها في المناطق المحررة.
مخرج المسلسل عبود الشامي (30 عاماً) يقول لحكايات سوريا: “العمل هو عبارة عن مسلسل متكامل مؤلف من 30 حلقة، في كل حلقة يتم معالجة ومناقشة قضية معينة موجودة في المجتمع بعيداً عن الافتراضية. يتم التصوير في مدينة إدلب، ولم تنته بعد عملية التصوير”.
وبحسب الشامي “يشارك في العمل مجموعة من الشباب الموهوبين، ويلقي المسلسل الضوء على قضايا ومشاكل اجتماعية معينة يعاني منها الشباب والمجتمع بشكل عام، كموضوع الشباب العاطل عن العمل، وغلاء الأسعار الفاحش، ومعاناة النازحين، واستغلال أصحاب البيوت في المناطق الشمالية الحدودية الأكثر أمنا للنازحين الفارين من القصف والموت والدمار، وغيرها من الموضوعات والقضايا الاجتماعية “.
وعن الصعوبات التي تواجه العمل يقول الشامي: “الشباب المشاركون يعملون بشكل تطوعي، وفي جهد واحد على الرغم من قلة الإمكانيات التي يعانون منها، إذ لم تقدم لهم أي جهة الدعم، كما نواجه صعوبات تأمين اللوازم اللوجستية لإتمام نجاح العمل”.
و يعتب الشامي على وسائل الإعلام المحلية ويعتبرها غير مهتمة بالفن، فمنذ بداية الثورة وحتى الآن لا يوجد وسائل إعلام، ولا جهات داعمة للفن الثوري، لقد تدهورت الدراما السورية بشكل كبير بسبب الحرب وبسبب هجرة الفنانين، وما تبقى منها يسعى لتسليط الضوء على إفشال الثورة من قبل النظام الذي راح يستخدم الدراما ليبيض صفحته .
ويقول الشامي في نهاية حديثه: “نحن قادرون على أن نقدم شيئاً من داخل المناطق المحررة، كعمل مسلسلات وأفلام ومسرح، ولدينا الفنانين والطموحين والموهوبين، لكن عدم وجود شركات منتجة هو ما يعيق عملنا”.
وينوه بأنه إذا ما تم تسويق العمل فسوف يكون بوابة لكثير من الأعمال الدرامية من داخل مدينة إدلب لكشف حقيقة وضع الثورة التي شوهها النظام بإعلامه وبالدراما الخاصة به .
كاتب المسلسل ومدرب فريق العمل ضياء عسود ( 35 عاما) يوضح لحكايات سوريا “أن أداء الشباب المشاركين في العمل كان متفاوتاً حسب موهبة كل شخص، فالبعض يتمتع بأداء واضح التميز، والبعض كان أداءه متوسطاً، لكنهم كانوا جيدين بشكل عام، ويعملون كفريق واحد موحد”.
ويضيف عسود وكله ثقة: “على الرغم من كل الصعوبات التي تواجه عمل الفريق إلا أننا مستمرون في العمل، ريثما يتم إنتاج عمل درامي متميز في المناطق المحررة، والذي سيكون مناصراً للشعب ومطالباً بحقوقه .“
قليلة هي الأعمال الفنية الدرامية التي صورت داخل سوريا لتعبر عن الثورة. باستثناء بعض التجارب الفردية التي ساهمت إلى حد ما في توصيف الواقع السوري في المناطق المحررة، وعبرت بصدق عن أمنيات الشارع السوري وتطلعاته .
محمد أبو حشيش (27 عاماً) أحد الممثلين في المسلسل يقول لحكايات سوريا: “أشعر بسعادة كبيرة لمشاركتي في هذا العمل الذي أمارس فيه هوايتي المفضلة في التمثيل، ولأننا نعمل كفريق واحد لا أظن أنه يوجد شيء سيصعب علينا. ونأمل جميعاً نحن الكادر بتوفيق من الله وأن يلاقي عملنا نتيجة وصدى كبير بعد عملنا، حتى يؤثر في أكبر شريحة ممكنة، وتوصل الرسالة بالشكل المطلوب”.
لاقت أخبار المسلسل رواجاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الشمال المحرر، وعبر الكثير من الناشطين والمواطنين عن سعادتهم بعودة الفن إلى المناطق المحررة .
الناشط الإعلامي سليم البيوش (33 عاماً) يصرح لحكايات سوريا: “أن القصف والدمار لم يمنع الناشطين أو الفنانين الثوريين من التصوير في الداخل السوري، وقدموا أعمالاً تحكي عن واقع الحياة المرير في الداخل. لكن ربما افتقدت هذه الأعمال الحرفية في الأداء، ولم تتوفر لها نهائياً الإمكانيات اللازمة ولو بأقل الحدود” .
لذلك ينظر البيوش إلى الأعمال الفنية التي برزت في ظل الثورة على أنها نتاج نضوج لأفكار ثورية بحتة، طرحها ناشطون وفنانون ومواطنون رغبوا بتوصيل الفكرة عبر مشهد تلفزيوني، بعدما انكسرت الرقابة المخابراتية للنظام.
ويؤكد البيوش “أن ما أعطى قيمة نوعية لهذه الأفكار هو أنها صدرت في جوقة فنية خالصة، من مناطق تتعرض يومياً للقصف والتدمير الممنهج، في وقت يفترض بالسكان أن يفكروا في كل شيء إلا الفن، الذي يحتاج إلى جو خاص، وعوامل تسمح للفنان بالإبداع” .
الثورة السورية غيرت وجيشت المشاعر والوجدان والتفكير والرؤى والتجارب، وصار الفرد السوري يدرك أن له دوراً اجتماعياً وسياسياً يجب أن يقوم به .