التلوث الناجم عن مصافي النفط يؤرق المواطنين
مجموعات مطلبية جديدة أنشئت في سوريا مؤخرا على الفيس بوك، هذه المرة للتخلص من التلوث الذي شوه البيئة ونشر الأمراض بين السكان.
مجموعة “مطالبة مليون سوري ب(شيلو المصفاي عكيفنا وبعدين احلموا عكيفكن)” استقطبت حتى الآن منذ إنشائها في أيار الماضي أكثر من 1500 عضو.
وكانت مصفاة حمص للنفط أنشئت عام 1958 غرب المدينة على بعد أربعة كيلومترات فقط، وهي تنتج فضلا عن النفط، الاسفلت وفحم الكوك النفطي والكبريت.
وتنتج عن المصفاة وفقا للمجموعة روائح سيئة جدا، كما تعتبر مدينة حمص (150كلم شمال دمشق) من أشد المدن السورية تلوثا، بسبب وجود المصفاة والعديد من المعامل والمنشآت الصناعية الأخرى، ما أدى إلى انتشار الأمراض السرطانية بين السكان.
ويقول أحد الأعضاء، “حتى في أشد أيام الصيف حرارة لا نستطيع فتح النوافذ بسبب الروائح السيئة”.
بينما اقترح آخر بسخرية، “إبقاء المصفاة مكانها ونقل مدينة حمص إلى مدينة أخرى”. واقترح آخر توزيع كمامات مجانية على السكان “فهذا أوفر من نقل المصفاة”.
مجموعة أخرى لهدف مماثل أنشئت في الشهر نفسه تحت عنوان “بانياس مدينة الجمال بلا تلوث” وضمت حتى الآن أكثر من مئتي عضو.
وتعرف بانياس (40 كلم شمال مدينة طرطوس الساحلية) بطبيعتها الخلابة وإطلالها على البحر، لكن الأمور تغيرت وفقا للمجموعة بعد إنشاء مصفاة للنفط شمال المدينة ومحطة توليد للطاقة جنوبها.
“فغدا منظر المدينة محزن وكئيب ومداخن المصفاة والمحطة تنفث السموم على المدينة وفي البحر وعلى الجبال والقرى المطلة”.
وتتساءل المجموعة بعد صدور قرار حظر التدخين في الأماكن العامة، ماذا عن مدخنة بطول 300 متر تنفث الدخان ليلا نهارا.
وعبر أحد الأعضاء عن استيائه الشديد من انتشار التلوث في المدينة متحدثا عن تجربته الشخصية بعد اصابة طفلته وعمرها سنة ونصف بسرطان الدم، وتابع أن الدراسات كشفت أن جو المدينة الملوث هو من الأسباب الرئيسية لانتشار مرض السرطان.
وحفلت صفحة المجموعة بالعديد من الصور التي تظهر تلوث المدينة وسحابات الدخان التي تغطي سماءها وأجواءها.