إستعراض أبرز نقاشات الإعلام الإجتماعي 30-10-2012

الهدنة كأنها لم تكن

بعد طول انتظار، ومباحثات شاقة مع المبعوث الدولي الأخضرالإبراهيمي، أعلن طرفا النزاع في سوريا التزامهما بهدنة عيد الأضحى اعتباراً من صباح الجمعة 26 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الإثنين 29 تشرين الأول/ أكتوبر، مع احتفاظهما بـ”حق الرد”. إلا أنّ القتال بين الطرفين لم يتوقف على الجبهات الساخنة في معرة النعمان وحلب ودير الزور. حصيلة القتلى لم تنقص في تلك الأيام عما كانت عليه قبل الهدنة، حيث قدر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وقوع 400 قتيل أثناء أيام العيد الأربع، معظمهم من المدنيين.

إستهداف باب الحديد في حلب بالقصف الجوي ثاني أيام العيد، السبت 27 تشرين الأول/أكتوبر. أوغاريت نيوز – يوتيوب

منذ اليوم الأول للهدنة، عبر ناشطون سوريون عن خيبة أملهم بما نتج عنها. إذ علت أصوات أعضاء “تنسيقية دمشق الكبرى” منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة على صفحتها على فيس بوك، مناشدة كل من الله والأخضر الإبراهيمي والمجتمعين الإسلامي والدولي لإيقاف الهدنة: “باسم ثوار وأحرار حرستا نناشد العالم الإسلامي والإنساني التدخل العاجل والفوري لإيقاف هذه الهدنة المزعومة التي زادت فيها حالات القنص والقصف…… أين أنت أيها الإبراهيمي أين أيها العربي أين الضمير…….. يالله مالنا غيرك يالله…”

الناشطة السورية ريما دالي، التي اشتهرت بحملها اللافتة الداعية إلى وقف القتل أمام مجلس الشعب، علقت على صفحتها في فيس بوك على استمرار القصف الجوي بالتزامن مع الحديث عن الهدنة: “سقف الوطن المرصوص بطيارات الميغ يعلن أن لا حاجة للهدنة فالحمام طار ولم يعد يحط على هذه الأرض.”

أما الناشطون على الصفحة الساخرة على فيس بوك “لا تشلشنا مشلوشين”، فقدموا تحليلهم الخاص للوضع: “جبهة النصرة وأنصار الشريعة ما بدن هدنة… والجيوش ملزمة بالهدنة بشرط عدم قمع المظاهرات وإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف التحليق الحربي… والنظام ملزم بالهدنة بس حيقمع جميع المظاهرات إذا طلعت وحيحلق حربيا وما حيطلق سراح المعتقلين…. والمجتمع الدولي يرحب والعالم يراقب والأمم المتحدة تبارك….”

وقد علق المخرج السينمائي السوري أسامة محمد على صفحته على فيس بوك على وفاة الهدنة بيومها الأول، قائلاً “بالأخضر كفناه”، وهي عبارة من أغنية لمارسيل خليفة، في إشارة ساخرة إلى فشل دور الأخضر الإبراهيمي.

 عودة الحراك المدني

 مظاهرة يوم الخميس 25 تشرين الأول/أكتوبر قبل يوم واحد من بدء الهدنة رسمياً. سوق مدحت باشا، دمشق القديمة – يوتيوب

شهدت سوريا يوم الجمعة عودة الحراك السلمي، حيث خرجت عدة مظاهرات في العاصمة السورية دمشق، لعل أهمها تلك التي خرجت من الجامع الأموي ومن سوق مدحت باشا في المدينة القديمة على الرغم من التشديد الأمني وانتشار عناصر الشبيحة بشكل مكثف في تلك المنطقة. وهتف المحتجون للشهداء والنازحين وطالبوا بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة مماثلة في جوبر في ضواحي العاصمة.

 وقد أشاد الناشط السوري إياد شربجي بعودة المظاهرات السلمية إلى الشارع، معلقاً على  صفحته على فيس بوك: “هديت الأوضاع شوي وشعلت البلد مظاهرات ورجعت الهتافات والأغاني والدبك واللافتات الحلوة… هذا دليل واضح على أن السوريين يتوقون إلى التعبير عن أنفسهم بهذه الطريقة الجميلة، وأن من أجبرهم على حمل السلاح لم يستطع انتزاع جمالهم وسلامهم الداخلي الذي لا يلبث أن يظهر مجدداً، من قال أن السلميّة انتهى زمنها؟”

 كما تتالت دعوات الناشطين للإستمرار بالتظاهر، فقد دعا رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات على صفحته على فيس بوك الشعب للخروج إلى الشارع لاختبار مدى جدية النظام بالالتزام بالهدنة المزعومة: “إذن فلتعم التظاهرات كافة أنحاء سوريا… ولتكن امتحانا للنوايا..!!”

الصحفي السوري وائل التميمي، المقيم في بريطانيا، دعا على صفحته في فيس بوك إلى استغلال الهدنة من اجل إعلاء صوت الحراك السلمي: “فإن أغمدوا سلاحهم، أشهروا الصوت مجددا: سوريا بدها حرية.” ونشطت خلال العيد عمليات “بخ” الشعارات المؤيدة للثورة. في دوما، إلتقطت “عدسة سام” صورة لحائط حمل المقولة الشهيرة للمسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس “إننا محكومون بالأمل”.

فيس بوك – عدسة سام

وكان العيد والحرية متلازمين في سراقب في محافظة إدلب، كما ظهر في إحدى الصور التي نشرتها صفحة “جدران سراقب” على فيس بوك.

فيس بوك – جدران سراقب

بأي حال عدت يا عيد

التسوق للعيد، منطقة بستان القصر في حلب. فيس بوك – عدسة شاب حلبي

للعام الثاني على التوالي غابت فرحة العيد عن منازل معظم السوريين، وقد استغل السوريون ساعات الهدوء القليلة في بعض المناطق الساخنة من أجل شراء حاجيات العيد، فقد أظهرت صورة التقطتها “عدسة شاب حلبي” عودة نسبية لحركة الناس إلى السوق في منطقة حي بستان القصر في حلب.

واكتفى الناشطون السوريون بمعايدة كافة الشعب السوري على صفحاتهم الإلكترونية كل على طريقته، فعايد رئيس “تيار بناء الدولة السورية” لؤي حسين السوريين على صفحته على فيس بوك متمنياً حلول السلام في العيد القادم: “لنتمنى للآخر، أي آخر سوري، أن يكون في العيد القادم بخير وسلام: ومن يكون بخير وسلام فلن يكون قاتلا ولا مقتولا. لسنا بحاجة لأن نكون قتلة أو قتلى.”

أما الكاتب فايز سارة، فعايد على صفحته كل الضحايا السوريين: “عيدنا يوم تصبح سوريا حرة فيها سلام وعدالة وكرامة ومساواة وفي الطريق اى هناك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والعودة للمهجرين واللاجئين.”

وتتساءل الناشطة السورية المعارضة سهير الأتاسي ( @suhairatassi ) على تويتر إذا ما كان النظام يقدم هدية إلى الشعب السوري في الوقت الذي يرتكب فيه القتل: “#Syria هل أصبحت الهدنة عيدية السفاح..؟؟!!!”

ولم ينس الناشطون السوريون معايدة الشهداء الذين تركوا أثرهم على الثورة، فعايد الناشط السوري في الأردن حمودة مكاوي على صفحته على فيس بوك الشهيد إبراهيم القاشوش مغني الثورة السورية الذي صدح بصوته في ليالي حماه مطلقاً الأهازيج الثورية التي تناقلها السوريون في كل أنحاء العالم: “في هذا العيد نسي كل  السوريين أن يهنؤا روح الشهيد إبراهيم القاشوش… يا قاشوش كل عام و روحك ببطولة…. ويلا ارحل يا بشار…..”