مسابقة لاختيار مدرسين ومدرسات في إدلب

الأساتذة بانتظار المسابقة في إدلب. تصوير مصطفى الجلال

شهدت أخيراً 8 مجمعات تربوية، في 8 مناطق مسابقة أجريت برعاية مديرية التربية لانتقاء مدرسين ومدرسات لتعيين الناجحين منهم في الوظائف الشاغرة في المدارس.
بعد توافق مديريات التربية الثلاث في إدلب تم إجراء مسابقة في نيسان/ابريل 2016، لاختيار وتعيين مدرسين ومدرسات، لملء الشواغر الموجودة في المدارس بكافة الاختصاصات. حيث قام كل مجمع تربوي بتنظيم هذه المسابقة على مدى ثلاثة أيام بالتعاون مع الموجهين الاختصاصيين والتربويين وعدد من المدرسين ذوي الخبرة. وبلغ عدد المتقدمين أكثر من خمسة آلاف متقدم من الجنسين.
يقول رئيس المجمع التربوي في كفرنبل كاسر علي الشيخ (50 عاماً) في حديثه لموقع دماسكوس بيورو : “أجرت مديرية التربية مسابقة خاصة بالمدرسين والمدرّسات لانتقاء 1200 منهم، للعمل في المدارس التابعة لها في المناطق المحررة، ضمن المجمعات التربوية. أجريت المسابقة على مدة ثلاثة أيام، بعد الإعلان الوافي للمسابقة والتنسيق الكامل مع المجالس المحلية، التي تقع ضمن نطاق عمل كل المجمعات التربوية”.
ويضيف الشيخ: “تم الإعلان عن المسابقة في الراديو و بعض المجلات وصفحات التواصل الاجتماعي، على موقع المجمعات و موقع مديرية التربية. وتم تكليف لجان المقابلة للقيام بالاختبارات المطلوبة دون تمييز، وأجريت المقابلة اعتماداً على لوائح اسمية للمتقدمين صادرة عن مديرية التربية خاصة بكل مجمع تربوي، بعد تدقيق أوراق كل متسابق ومطابقته للشروط المطلوبة في المسابقة”.
وبحسب الشيخ فقد واجهت المجمعات التربوية بعض الصعوبات في مراجعة أوراق المتقدمين، وعن هذا الأمر أوضح الشيخ: “حاولنا بكل ما نستطيع التأكد من صحة كافة الشهادات التي قدمها المتسابقون، وخاصة للخريجين بعد عام 2014، إضافة للأعداد الكبيرة للمتقدمين وقصر مدة المسابقة”.
رئيس مكتب الإحصاء و التخطيط في مديرية التربية خالد الزيدان (44 عاماً ) وبصفته المشرف على المسابقة في مجمعات كفرنبل وخان شيخون ومعرة النعمان يقول: “الهدف من إجراء هذه المسابقة ملء كافة الشواغر في المدارس التابعة لمديرية التربية في مناطق إدلب المحررة بالكامل. إضافة لتوفير رواتب شهرية للمدرسين والمعلمين المفصولين والمنشقين عن النظام والمتوقفة رواتبهم، والخريجين غير المعينين، من كافة الاختصاصات التربوية والتعليمية”.
ويضيف الزيدان: “مديرية التربية سبق أن عالجت شغور 2600 وظيفة في مدارسها، وبعد هذه المسابقة ستتم ملء 1200 وظيفة من خلال تعيين المدرسيين والمدرسات الناجحين فيها، وذلك اعتماداً على درجة نجاح كل متسابق، مع الأخذ بعين الاعتبار توزيع هذه الوظائف على المجمعات، حسب حاجة كل مجمع تربوي باختلاف الاختصاصات، والمديرية مستعدة لقبول أي اعتراض عن نتائج المسابقة، والبت في هذا الاعتراض” .
نور الدين الاسماعيل ( 36 عاماً) عضو لجنة مقابلات في مجمع خان شيخون يعتبر أن المسابقة “كانت مهمة وضرورية من أجل تطوير الواقع التعليمي والتربوي في المناطق المحررة، ونواة لانطلاق بنية تعليمية متطورة. خضع فيها المتقدمون أمام اللجان إلى عدة أسئلة اختصاصية وتربوية. بحيث يتم تحديد شروط النجاح بالنسبة للمتسابق من خلال تلك الأسئلة التي تكوّن رؤية محددة لدى اللجنة”. ولكن الإسماعيل يعتقد “أن مديرية التربية الحرة وقعت في خطأ، كبير هو رفض قبول المعلمين الذين ما زالوا على رأس عملهم في مدارس النظام ،مما خلق نوعاً من الحساسية لديهم واقتصار القبول على المفصولين فقط ،هذا أمر لا يحتاج إجراء مسابقة وإنما قبول وتعيين فوري، أما المسابقة فهي خضوع جميع المتقدمين لمعايير النجاح أو الرسوب” .
رئيس مكتب التربية في المجلس المحلي نور الدين جعار (34 عاماً) يوضح ان مساعدة المجلس للمجمع التربوي “اقتصرت على توفير بعض الأثاث، ومساعدة المجمع على نشر الإعلانات الخاصة بالمسابقة، مع العلم أن التنسيق والتعاون بين المجلس والمجمع التربوي ليس له حدود عند توفر ما يمكن تقديمه” .
إحدى المتسابقات وهي في عمر الـ 24 عاماً، رفضت الكشف عن اسمها وهي تحمل إجازة في التربية الرياضية، انتقدت لجنة المقابلات في مجمع كفرنبل التربوي قائلة “جلست أمام لجنة المقابلات ولم أجد مختصاً في مادة التربية الرياضية، ولم يوجهوا لي أي سؤال ضمن اختصاصي، بل اكتفوا بأسئلة رياضية عامة يعرفها الكثيرون. وأنا لا أثق بأنني سأنجح في هذه المسابقة، لأنها كانت عبارة عن تحصيل حاصل”.
فيما قال متسابق آخر فضل عدم كشف هويته (28 عاماً): “كان الدخول على لجنة المقابلة منظماً و حسب الدور ما عدا بعض الاستثناءات، وكان مستوى الأسئلة أكاديمياً جيد مع وجود بعض المزاجية في طرح الأسئلة حسب المتسابق”.
أحد المتقدمين للمسابقة ويدعى ضرار الخطيب (36 عاماً) قال: “برأيي المسابقة صورية، وأسماء المدرسين الناجحين محددة مسبقاً، ولا تختلف هذه المسابقة عن المسابقات التي كان يقيمها النظام، والتي كان يسود طابع الواسطة والمحسوبية عليها، إضافة إلى وجود كثير من المتقدمين غير الخريجين لكنهم يملكون شهادات تخرٌّج مزورة” .
أما بحسب خريج الرياضيات مضر العلي (23 عاماً): “كانت المسابقة جيدة، وكانت الأسئلة ضمن الاختصاص و شاملة لمادة الرياضيات، وكذلك في الجانب التربوي، إضافة لبعض أسئلة الثقافة العامة، وبما أن اللجان كانت من خارج منطقة كفرنبل فقد اتسمت المسابقة بالمساواة والعدالة”.
رئيس المجمع التربوي في كفرنبل كاسر علي الشيخ دعا جميع المنظمات المهتمة بالعمل التعليمي والتربوي إلى التنسيق مع مديرية التربية في إدلب، التي هي هيئة وإدارة مدنية لا تتبع لأي فصيل عسكري مهما كانت أفكاره و سلوكياته. ومطالباً بدعم الجهة المسؤولة عن التعليم في إدلب، وخاصة التنسيق مع مديرية التربية والمجمعات عند استحداث أي مدرسة خاصة، من خلال تعيين المدرسين المسجلين في المجمعات، والناجحين في المسابقات التي تقيمها مديرية التربية، إضافة لوضع آليات صحيحة عند استحداث أي مدرسة وعند تعيين المدرسين.