شقق سكنية مجانية في ريف إدلب

وجد جمال وعائلته أخيراً، وبعد الكثير من البحث والعناء، منزلاً يقيمون فيه عقب تهدم منزلهم في بلدة كفرنبودة، التي كانت تشهد قصفاً عنيفاً والعديد من الغارات التي تشنها الطائرات الحربية الروسية.

عائلة جمال مثلها مثل العشرات من العائلات النازحة من ريف حماه الغربي، التي استقبلها المشروع السكني الخاص بالنازحين في كفرنبل، التابع  لجمعية الهدى الخيرية. هذا المشروع وضع حدّاً لمعاناة الكثيرين مع التشرد في ظل مع استمرار موجة الصقيع والبرد.

جمال (42عاما ) يروي قصة نزوحه ويقول “قصدنا العديد من القرى والبلدات بعد مغادرة بلدتنا. ولكننا لم نوفق بمنزل يمكن استئجاره، فنحن فقراء، ونزوحنا زاد من فقرنا وعوزنا”. توجه جمال مع أسرته المؤلفة من أربعة أولاد وزوجته إلى مدينة كفرنبل علهم يحظون بمنزل هناك. اضطروا للنوم في أحد الاقبية الغير مأهلة للسكن ريثما يعثرون على منزل. يلفت جمال إلى أن كثرة النازحين وغلاء بدل الإيجار حال دون ايجادهم لمنزل.

مشروع جمعية الهدى الخيرية السكني المجاني في مدينة كفرنبل تصوير هاديا المنصور

لا يغيب عن جمال الحديث عن حسن حظه رغم كل ما قاساه، حيث استدل على جمعية الهدى وطرح مشكلته على مسؤوليها.  وهناك تم تسجيل حالته، وخرج معه أحد الموظفين من الجمعية لمعاينة مكان إقامته مع أسرته، واعداً إياهم بالمساعدة. ويضيف جمال “في اليوم التالي تم استدعائي إلى مقر الجمعية، ومن هناك خرجت بصحبة الموظف المسؤول إلى مجمع أبنية سكنية تبدو وكأنها حديثة البناء، ومع ذلك كانت تعج بالنازحين”.  تسلم جمال مفتاح شقة صغيرة في أحد الأبنية، الشقة مؤلفة من غرفة ومنافعها، وتحوي بعض الأثاث.. . كانت فرحة جمال كبيرة عندما  انتقل مع عائلته إلى لشقة. يصف جمال ما جرى معه  قائلاً  “شعرت أن هموم الدنيا قد زالت عني بعد أن وجدنا مأوى يخلصنا من التنقل والتشرد. ليس ذلك وحسب وإنما يخلصنا أيضا من دفع بدل الإيجار، كون المسكن يتم منحه للنازحين مجانا.”

هذا المشروع الذي أزال هموم الدنيا عن كاهل جمال وغيره العشرات بل المئات، يتحدث عنه مديره محمد الهاجر (45 عاماً) وهو أحد أعضاء جمعية الهدى الخيرية في كفرنبل. ويقول الهاجر “بدأنا هذا المشروع قبل سنتين تقريبا، وهو مأهول بالسكان النازحين منذ بداية عام 2014”. ويهدف المشروع بحسب الهاجر إلى تأمين مأوى للنازحين الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم، مع استمرار الحرب والقصف، مقارنة بقلة المنازل في المناطق التي تعتبر أقل خطراً من غيرها. ويلفت الهاجر إلى أن “هناك مشروع سكني في كفرنبل، وآخر في قرية معرزيتة، وكل مشروع  يتألف من ستة أبنية، كل بناء يحوي 8 شقق، الشقة الواحدة تتألف من غرفة ومنافعها، وبعضها من غرفتين ومنافعها. يتم توزيعها بحسب عدد أفراد العائلة النازحة. وهناك مسجد خاص بكل مشروع سكني”. ويشير الهاجر إلى أن المشروع السكني في معرزيتة على وشك الانتهاء بعد أن قاموا مؤخرا بتجهيزه بالتمديدات الصحية والكهربائية والبلاط والسيراميك وكل ما يلزم. ويقول الهاجر أن الطيران الروسي استهدف المشروع مؤخراً وتحديداً في 25 كانون الأول/ ديسمبر 2015، ولكنه لم يصبه، ولم يتضرر البناء حامدا آلله على ذلك.

أما عن الشروط التي يجب توافرها لمنح النازح شقة في المشروع فهي أن يكون منزله مهدماً، وأن يكون فقير الحال. ويحق له استخدام هذه الشقة حتى تهدأ الأوضاع في منطقته. مع العلم أن معظم النازحين المقيمين في المشروع هم من ريف إدلب وريف حماه الغربي والشمالي بحسب الهاجر.

لم يقتصر بناء الوحدات السكنية للنازحين في ريف إدلب على جمعية الهدى، وإنما هناك أيضا مساهمة في هذا المجال من قبل جمعية الوفاء ومقرها كفرنبل. حيث تم بناء مشروعين سكنيين وهما قيد التجهيز وعلى وشك الانتهاء.

بإمكانكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية على الرابط التالي