مكب جديد للنفايات في كفرنبل لبيئة صحية سليمة

تقطع السيارة الضاغطة الجامعة للقمامة نحو 14 كيلومتراً ذهاباً وإياباً لتصل إلى مكب النفايات الجديد إلى الشمال الشرقي من مدينة كفرنبل، تسير عبر طريق متعرج، بين أشجار السرو والصنوبر والكينا.

منذ ما يقارب الثلاث سنوات قامت إدارة المجلس المحلي في كفرنبل بنقل مكان مكب النفايات القديم القريب من منازل الأهالي، إلى مكانه الحالي بالتعاون مع المنظمة البولندية  للأعمال الإنسانية لأنه بات يشكل خطراً على  صحة الأهالي الذين يقطنون بالقرب منه.

يقول المهندس سعيد المرسال (28 عاماً) العضو السابق في إدارة المجلس المحلي ورئيس مكتب الخدمات في حديثه لموقع داماسكوس بيورو: “أصبح مكب النفايات القديم على مشارف المدينة بسبب الامتداد العمراني العشوائي لأهالي كفرنبل. وتحول إلى خطر كبير يهدد صحة السكان، وكان تأمين مكان مناسب بديل  أمراً ضرورياً” .

ويشير المرسال إلى أنه وبعد التواصل مع العديد من المنظمات استطاعت إدارة المجلس المحلي تأمين دعم خاص لمكب جديد للنفايات، بعد الاتفاق مع المنظمة  البولندية للأعمال الإنسانية على تنفيذ هذا المشروع.

ويوضح المرسال: “أن العمل بالمشروع بدأ في 17  كانون الثاني/يناير 2015 واستمرت أعمال التحضير لغاية    6 أيار/ مايو 2015 ، وقد تم جرف المكب القديم وتغطيته بتربة صالحة للزراعة، ثم تم الانتقال للعمل في تجهيز المكب الجديد الذي تبلغ مساحته 30 ألف متر مربع، حيث تمت تسوية أرضه، وفرشت بطبقة من الرمل إضافة لبناء سور من الحجر يحيط بالمكب” .

شاحنات جديدة لنقل النفايات إلى المكب الجديد في كفرنبل تصوير مصطفى الجلل

رئيس مكتب الخدمات الحالي في المجلس المحلي عبدالله الحاج (33 عاماً) يقول: “الجميع يعرف تأثير النفايات المنزلية على الصحة والبيئة، وكان نقل المكب عملاً جيداً، ورغم ذلك فإن المكب الحالي يحتاج إلى تطوير من أجل التخلص الصحي من النفايات، بحيث لا يترك أثراً بيئياً سيئاً من خلال الغازات السامة التي تصدر من النفايات، أو الدخان الناتج عن عملية حرق النفايات التي تشكل الطريقة الوحيدة أمامنا للتخلص من النفايات رغم المساوئ الكثيرة، حيث يقوم العمال بحرق النفايات بعد تجميعها من أجل توفير المكان لرمي النفايات الجديدة”.

الخبير البيئي المهندس عبد الرزاق الحمود (35 عاماً) يقول: “للنظافة أثر كبير في الحفاظ على البيئة السليمة، ولها أثرها في منع تلوث التربة والمياه والهواء، عدا عن ارتباطها بجعل البيئة مؤهلة لتكاثر الجراثيم والبكتيريا والحشرات الضارة والقوارض، وهي السبيل الناجع لمنع انتشار الأوبئة، وبعد عملية نقل مكب النفايات بعيداً عن الأهالي، لا يبقى إلا تأمين طرق مناسبة للتخلص من النفايات من خلال استخدام وسائل الحرق المناسبة، أو اللجوء الآمن لطمر النفايات والاستفادة منها مستقبلاً، إضافة لمعامل إعادة تدوير النفايات، وهذه تحتاج إلى قدرة مالية كبيرة تعجز عنها الدول والحكومات “.

وعن آلية العمل يقول متعهد جمع النفايات أبو محمد (38 عاماً): “نقوم بجمع النفايات من الحاويات وإفراغها في السيارة الضاغطة، ويتم نقلها إلى المكب الجديد، ثم نلجأ إلى تجميع النفايات وحرقها تقليدياً”.

ويشكو أبو محمد من غياب جرافة كبيرة خاصة لتجميع النفايات قبل عملية الحرق وبعدها. ويطالب المجلس المحلي بالعمل على تأمين مبيدات حشرية قوية للتخلص من الحشرات المنتشرة في المكب بشكل دوري لأن عملية الحرق لا تنفذ بشكل يومي، متمنياً زيادة عدد العاملين في مجال التنظيفات.

محمود الخطيب (36 عاماً) رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المجلس المحلي يقول: “إن إدارة المجلس المحلي ومكتب العلاقات الخارجية ومكتب الخدمات قاموا بتجهيز دراسات لمشروع خاص بحرق النفايات الطبية، وما تزال المراسلات مع المنظمات المهتمة متواصلة، آملين تأمين دعم أكبر لتجهيز محراق لجميع النفايات”.

كما أكد الخطيب “أن هناك دراسات للعمل على تجهيز معمل تدوير وفرز النفايات، لكن الكلفة الكبيرة لمثل هذا المشروع تقف في طريق تأمين الدعم اللازم و المناسب، وسنبقى متابعين لهذا المشروع لأنه لا يخدّم مدينة كفرنبل وحسب بل يخدم منطقة واسعة من ريف ادلب الجنوبي و ريف حماة الشمالي”.

وأثنى أبو عادل (53 عاماً) أقرب القاطنين من المكب القديم على المشروع الجديد قائلاً: “كانت رائحة المنزل لا تطاق، وكأننا نسكن ضمن المكب، عدا عن الأعداد الكثيفة للحشرات المنتشرة داخل المنزل، إضافة لإصابة عدد من الجيران بالأمراض الجلدية المتعددة وخاصة اللاشمانيا.  أما بعد نقل المكب وتغطية أرضه بتربة نظيفة فلم نعد نشم الروائح الكريهة، أو نشاهد الحشرات.”

رئيس المجلس المحلي في مدينة كفرنبل أيمن كليدو لفت إلى أن النظافة كهدف للجميع لا يتحقق إلا بتكامل الجهود بين المجلس المحلي والأهالي . ودعا الأهالي إلى التقيد بمواعيد رمي النفايات، وطالبهم بالتعاون الأمثل مع المجلس من خلال دفع ما يترتب عليهم من رسوم خاصة بالنظافة، من أجل تأمين دعم مالي يساهم في استمرارية تحقيق نظافة المدينة.

ويقول الكليدو: “منذ اليوم الأول انطلق عملنا في المجلس، لم ندخر جهداً في تحسين وضع النظافة في المدينة، من خلال تنفيذ عدد من حملات النظافة بدعم بسيط من المجلس أو من خلال تأمين دعم من المنظمات المعنية بالبيئة أو الخدمات الإنسانية. وقد تكللت جهودنا في المجلس بالحصول على منحة من البرنامج الإقليمي السوري الذي تديره  “منظمة كيمونكس” تتضمن تقديم سيارة ضاغطة وبعض العربات ومستلزمات خاصة بالعاملين من لباس كامل وغيره، مع تأمين أجور للعاملين لمدة ثلاثة أشهر، بعدها يتابع المجلس تأمين نظافة المدينة من الرسوم المادية التي سيتم جمعها من المواطنين”.

بإمكانكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية على الرابط التالي