المونة بقسائم ألكترونية لمساعدة الفقراء

يشهد “بيت المونة” منذ افتتاحه ازدحاما شديداً، بعدما تحول مقصداً للعديد من الأهالي في بلدة حاس في ريف إدلب الجنوبي. “بيت المونة” والمونة هي كلمة عامية تعني المؤونة، وقد اعتاد أهالي الأرياف في زمن مضى أن يحتاطوا لعوامل الطقس القاسي، واحتمال انقطاع الطرق، عبر تخزين المواد الغذائية في البيوت، وكانوا يسمونها “المونة”.ويعود سبب الإقبال على “بيت المونة” إلى أسعار المواد الغذائية المخفضة. حيث تقوم العائلات بشراء جميع حاجياتها من المواد بسعر أقل بـ25 بالمئة من قيمة الأسعار في المحلات التجارية الأخرى. وذك نتيجة الدعم ، يتلقاه هذا المشروع من قبل إحدى المنظمات الخيرية.

“بيت المونة” ثمرة تعاون جمعية نماء العاملة في ريف إدلب الجنوبي مع جمعية البنيان للتنمية المجتمعية الكويتية، تم افتتاحه في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. تحت وطأة القصف اليومي المتواصل، وخصوصاً بعد تواصل شن الغارات الروسية على ريفي إدلب وحماة مما أجبر العشرات الآلاف من النازحين إلى الهروب إلى مناطق أكثر أمناً.

أنس الطراف (31عاماً) المسؤول عن بيع المواد الغذائية في بيت المونة يقول: “أن هذا المشروع يقوم برمته على مبدأ توفير المواد الغذائية الأساسية للمواطنين، وإلى أكبر عدد من المستفيدين من أهالي المنطقة بسعر التكلفة، و، يعد أقل من الأسعار المتداولة في السوق بشكل كبير”.

بيت المونة حيث التوفير من دون مشاوير الصورة من صفحة جمعية نماء على فايسبوك

يضيف الطراف : “هدفنا الأول من هذا المشروع تلبية حاجات المواطنين، من المواد الغذائية ومواد النظافة، حيث أنه من شأن هذا الأمر القضاء على ظاهرة الاحتكار التي يمارسها بعض التجار، لتتمكن مشاريع مثل هذه من النمو ومساعدة الناس، في التغلب على الواقع القاسي ، يواجهونه بشكل يومي”.

ويعد مشروع “بيت المونة” مشروعاً نموذجياً في المناطق المحررة. ويعمل في المشروع عدد من العمال مهمتهم مساعدة الزبائن وإرشادهم إلى المواد المطلوبة، وإفادتهم عن حالها. كما يقوم بعض العمال أيضا بإيصال المشتريات إلى المنازل.  .

أبو عبد الله، هو أحد الذين يبتاعون حاجياتهم  من بيت المونة. قام بجمع عدد كبير من المواد الغذائية تكفيه لمدة شهر وذلك بهدف التوفير. يقول أبو عبد الله: “بتنا بحاجة إلى هذه المشاريع أكثر من أي وقت مضى في ظل غياب الرقابة على الأسعار من قبل الجهات الفاعلة في المناطق المحررة”.

ويضيف أبو عبد الله: “وجدت كل ما أحتاجه من مواد للمنزل وبأسعار مناسبة، حيث أصبح من النادر في ظل الحرب التي يرزح السوريون تحت وطأتها، أن تجد كل احتياجاتك”. ويدعو أبو عبدالله إلى دعم مثل هذه المشاريع التنموية بدلاً من إرسال السلال الغذائية التي تعلّم الأهالي على الكسل.

ويعتقد أبو عبد الله أن هذا المشروع يهدف لخدمة العامة وليس مشروعاً ربحياً، حيث أن من أولياته مساعدة الناس من خلال تقديم أساسيات الحياة، بأسعار مريحة بعيداً عن التجار الذين يتلاعبون بقوت الناس.

مول  بيت المونة، أدخل ميزة جديدة على مفهوم التسوق، تعد الأولى في ريف إدلب، وهي التعامل بقسائم الكترونية مسبقة الدفع، سيتم تسليمها لعائلات شهداء الثورة وعائلات المعتقلين، بالإضافة إلى العوائل الأشد فقراً في المنطقة، والتي ليس بإمكانها شراء المواد الغذائية الأساسية.

أم خالد (40 عاماً) زوجة أحد شهداء قصف طائرات النظام لريف إدلب، سوف تتسلم قسيمة تمكّنها من جلب  المواد الغذائية مجانا بشكل شهري، بقيمة تتراوح بين 20 و25 دولاراً أميركياً.

تقول أم خالد: “زوجي كان يعمل في مواد البناء حيث أن معيشتنا كانت مقتصرة على عمله، وبعد استشهاده انقطعت كافة موارد الرزق التي تمكننا من سد الاحتياجات الأساسية في الحياة، في ظل ارتفاع كلفة المعيشة”.

وتضيف أم خالد: “هذه المبادرة من شأنها أن تساعدنا في جلب المواد الغذائية الضرورية بشكل مجاني، مما سيؤمن لنا فرصة في تحويل المصروف إلى أمور أخرى مثل الخبز وتوفير ملابس شتوية وحليب للأطفال”.

وعلى الرغم من ذ لك فإن هذا المشروع يمكن أن يلحق الضرر بتجار المواد الغذائية في المناطق المحررة، حيث تعتاش مئات العائلات من المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية في ريف إدلب. الأمر الذي قد يجبر بعضها على الإقفال أو تخفيض الأسعار بدرجة كبيرة.

تاجر المواد الغذائية حذف السعيد (34 عاماً) يقول “من الظلم القيام بمثل هذا المشروع دون النظر إلى المحلات التجارية الموجودة في البلدة، لأن هذا الأمر من شأنه إغلاق جميع المحلات التجارية  أو بيع المواد الغذائية برأس مالها”.

ويعتقد السعيد: “أن الحل الأنجع لهذا الأمر هو تسليم القسائم للعائلات الفقيرة، الأمر الذي يمكنها من شراء المواد الغذائية بأسعار مخفضة، وبالنسبة للأغنياء يمكنهم شراء المواد الغذائية من المحلات التجارية بأسعار أكثر ارتفاعاً”.

الهيئة العالمية للإغاثة والتعمير (انصر) التي تقف خلف هذه المبادرة تعتبر بحسب أحد مسؤوليها الذي فضل عدم ذكر إسمه أن هذا المشروع الذي حمل إسم “بيت المونة” وأقيم في بلدة حاس غرب مدينة معرة النعمان، يستهدف مساعدة نحو ألفي عائلة من خلال تقديم قسائم إلكترونية للشراء من السوق، كبديل عن السلع الغذائية الجاهزة، وذلك لمنح هذه العائلات حرية اختيار ما تحتاج إليه من مواد غذائية.

بإمكانكم قراءة هذا المقال باللغة الإنكليزية على الرابط التالي