مركز بصمات الإجتماعي لتمكين المرأة السورية

من إحدى الورش التدريبية التي تقدمها بصمات تصوير محمد ابراهيم

من إحدى الورش التدريبية التي تقدمها بصمات تصوير محمد ابراهيم

"بين مركز بصمات والمراكز النسائية الأخرى الأمل كبير، حيث يقع عبء ضخم على المرأة السورية وهي بحاجة لأن نُعطيها ونُمكّنها كي تُعطينا في المُقابل"

محمد ابراهيم

افتتح مركز بصمات الإجتماعي أخيراً، الورشة التدريبية الرابعة للخياطة في إدلب بمشاركة 25 سيدة. وقد جاءت فكرة ورشة الخياطة انطلاقاً من صعوبة الحالة المادية لأغلب الأسر في المدينة، بحيث تقوم كل سيدة بإنتاج قطع الملابس وببيعها في المحيط الذي تتواجد فيه لتستفيد وتعيل أسرتها.

وتأتي هذه الورشة في إطار التمكين المهني الذي يهدف لتعليم وتدريب السيدات على قص وتزيين الشعر والمكياج والتزيين والخياطة والصوف.

مركز بصمات الاجتماعي في إدلب هو واحد من مراكز منظمة بصمات المنتشرة في مناطق من سوريا بالإضافة إلى دول الجوار. وهو يقدّم مشاريع تمكين للمرأة من خلال الورشات المهنية وتدريبيات التمكين المعرفي. وقد تمَّ تخريج 1200 سيدة من المركز خلال العام 2016، لتمسك كل سيدة شهادة حضور تشجيعية قد تساعدها في الحصول على عمل، بالإضافة إلى أنَّ الورشات المهنية هي بالأصل مُعدّة لأن تصبح المرأة مُنتِجة.

في ما يخص الدورات التمكينية، قالت أمينة لول (26 عاماً) وهي إحدى المستفيدات من دورة تعليم اللغة الإنجليزية: “هي دورة مفيدة جداً، وفيها نتعلم أساسيات ومبادئ اللغة الإنكليزية من قواعد ومحادثة، وقد أصبحتُ قادرةً على القراءة وتأليف الجمل باللغة الإنجليزية وسأستمر باكتساب المعرفة فقد أحببتُ الإنكليزية أكثر فأكثر بفضل المركز”.

في السنوات الأخيرة لم يكن من مراكز تدريبية للنساء في إدلب، وتحديداً قبل سيطرة المعارضة عليها. وإن وُجدت فكانت لا تلاقي إقبالاً من السيدات بسبب خوفهن من حواجز النظام المنتشرة في المدينة، لكن بعد سيطرة المعارضة على إدلب تمَّ افتتاح عدة مراكز خاصة بالنساء ومن بينها مركز بصمات.

مديرة المركز عهد الحاج حسن (23 عاماً) تقول لموقعنا: “مركز بصمات الإجتماعي في إدلب هو واحد من عدة مراكز منتشرة في مناطق أخرى من إدلب وريف دمشق وحلب ودول الجوار والتي تتبع لمنظمة بصمات بإدارة السيدة مجد شربجي”.

وتضيف مديرة المركز: “يعمل مركزنا على التمكين المهني والتمكين المعرفي، كدروس اللغتين العربية والإنكليزية والتمكين السياسي وندوات حقوق الإنسان وجلسات الدعم النفسي، بالإضافة إلى تدريبيات في التمريض والمعالجة الفيزيائية. ويتوفر في المركز مشروع اللعب الآمن للطفل والذي يُتيح لكُل سيدة مستفيدة من دوراتنا اصطحاب أطفالها معها أثناء وقت الدورة حتى لا يكون هناك أي سبب يمنعها من الحضور، وبالتالي ينضم الأطفال في وقت تدريب أُمهاتهن لمشروع اللعب الآمِن”.

كما تنوِّه الحاج حسن إلى أنَّ “الحرب دفعت كل سيدة في منزلها لأن تكون ممرضة ومعلّمة وعاملة في آن، وخاصةً أن الكثير من النساء فقدنَ معيلهن سواء الزوج بالنسبة للمتزوجات أو الأب والأخ بالنسبة للفتيات، وأكثرهن وجدنَ أنفسهن في وضع يحتّم عليهنَ العمل وقد صرنَ بحاجة لكافة أنواع التمكين، وهو ما يقوم المركز بتقديمه”.

وداد رحّال (47 عاماً) مساعدة إدارية في مركز بصمات في إدلب ومدرِّبة في جلسات التمكين السياسي، تقول لحكايات سوريا: “نتطلع هذا العام لتنظيم أربع ورشات تدريبية في التمكين السياسي، تهدف لتعريف السيدات العاملات في المراكز والمنظمات النسائية بحقوقهن وواجباتهن، وقد أنهينا أول دورة منذُ فترة قصيرة حيث تضمَّنت تعريف السيدات بالتمكين السياسي ومواضيع عن مبادئ حقوق الإنسان والمرأة والطفل”.

تضيف الرحّال: “نُكيِّف تلك الجلسات مع ما يتناسب من عادات وتقاليد المجتمع السوري والبيئة المحلية، وقد لاقت الدورة الأخيرة للتمكين السياسي رواجاً كبيراً بين السيدات لأنها كانت دورة عمليّة فتحنا فيها الآفاق لمناقشة أفكار من الواقع”.

ويسعى المركز لاستقطاب السيدات من مختلف الأعمار والمستويات، وذلك لإحداث أكبر فائدة ممكنة ضمن شرائح المجتمع كافة لأنّ وصول التمكين إلى كل السيدات يعدّ أولوية.

وبين التمكين المعرفي والمهني، تقول عهد الحاج حسن: “لدينا خطة بأن نُدرِّب 1600 سيدة في العام 2017 ضمن المجالات المختلفة، فـبين مركز بصمات والمراكز النسائية الأخرى الأمل كبير، حيث يقع عبء ضخم على المرأة السورية وهي بحاجة لأن نُعطيها ونُمكّنها كي تُعطينا في المُقابل”.