شبكة الصرف الصحي تغرق منازل كفرنبل

العمل متواصل لإنهاء مشكلة تمديدات الصرف الصحي في كفرنبل تصوير مصطفى الجلل

العمل متواصل لإنهاء مشكلة تمديدات الصرف الصحي في كفرنبل تصوير مصطفى الجلل

يعاني الكثير من أهالي مدينة كفرنبل منذ مطلع العام 2017، من فيضان مجاري الصرف الصحي في منازلهم. وذلك بسبب الانسدادات المتكررة في الشبكة الرئيسية القديمة، التي يبلغ عمرها نحو 50 عاماً.

“شبكة صرف صحي متهالكة ومتآكلة، تمتد على مسافة أكثر من 20 كيلومتراً، تحولت هذه الشبكة من مشروع خدمي إلى مشروع صرف أموال دون فائدة. وأصبحت شوارع المدينة كما لو أنها أصيبت بالجدري” يقول رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي في كفرنبل محمد خير السويد (33 عاماً).

ويضيف السويد “مشروع الصرف الصحي أفرغ صندوق المجلس من الأموال، ومنعه من تنفيذ مشاريع خدمية أخرى. يدفع المجلس شهرياً على المشروع أكثر من نصف مليون ليرة سورية، أي نحو 50% من وارداته. لذلك أطلق المجلس المحلي في مدينة كفرنبل نداء استغاثة للمنظمات المهتمة بالقطاع الخدمي، من أجل تجديد شبكة الصرف الصحي في المدينة، منتظراً التجاوب معه، من أجل الخلاص نهائياً من هذه المشكلة، التي تتفاقم يوماً بعد يوم”.

ويتابع السويد:” يعتبر مشروع تجديد شبكة الصرف الصحي في مدينة كفرنبل من أهم المشاريع الملحة والمستعجلة. فلم يعد هنالك جدوى من صيانتها، لأنها ترهق كاهل صندوق المجلس المحلي. حيث يقوم المكتب الخدمي يومياً بتلقي العديد من الشكاوى، التي يسارع عمال الصيانة إلى معالجتها مباشرة قدر المستطاع”.

ويلفت السويد إلى أن آخر دراسة لمشروع تجديد شبكة الصرف الصحي القديمة في مدينة كفرنبل تعود لعام 2010. أنجزت حكومة النظام الدراسة ولكنها أوقفت تنفيذ المشروع كعقاب للمدينة على انحيازها إلى جانب الثوار”.

أبو أحمد (58 عاماً) يعمل منذ سنوات طويلة كمتعهد في مجال الصرف الصحي يقول: “لأن الشبكة قديمة، تتكون من قساطل اسمنتية غير مسلحة، أقطارها بين 20 و30 سم لا تخدّم كثافة سكانية كبيرة، كان يجب تجديدها منذ أكثر من 25 عاماً. بالإضافة إلى اهترائها فإن آثار الانفجارات الناتجة عن غارات الطيران زادت من تآكلها وتهدمها”.

ويضيف أبو أحمد: “تحتاج مدينة كفرنبل إلى استبدال خطوط الشبكة الرئيسية القديمة، وزيادة أقطار القساطل، كما تحتاج إلى قساطل مقاومة لأنها منطقة صخرية، ولوجود ارتفاعات عالية في مقاطع الحفر”.

ويحذر أبو أحمد من أن التأخر في تجديد هذه الشبكة لأكثر من عام سيؤدي إلى غرق معظم منازل المدينة.

جرار زراعي وصهريج مياه ومولد كهرباء ومضخة شفط وحفارة كهربائية، تلك هي الأدوات التي يستخدمها أبو الهنا (31عاماً) فني صيانة شبكة الصرف الصحي في كفرنبل.

يشكو أبو الهنا عدم قدرة فريق الصيانة على متابعة كافة الشكاوى بسبب كثرتها. ويقول أبو الهنا: “فريق صيانة شبكة الصرف الصحي مؤلف من أربعة أشخاص، منذ بداية عام 2017 عانينا الكثير بسبب ازدياد شكاوى الأهالي من الانسدادات المتكررة لمصارف المياه، خصوصا في الشوارع التي تمتد تحتها الشبكة القديمة “.

ويضيف أبو الهنا: “عدم ضخ المياه في المنازل كما يجب بسبب ترشيد المياه، ونزوح الأهالي المؤقت نتيجة غارات الطيران، ووجود الكثير من النفايات الصلبة في المجاري، هي الأسباب الرئيسية لمشاكل التصريف”.

أحمد البيوش (56 عاماً) يثني على عمل المجلس المحلي في كفرنبل ويقول: “لم يكلفني المجلس أي قرش لقاء صيانة قسطل الصرف أمام منزلي، عانيت الكثير من هذه المشكلة، مياه ملوثة وروائح كريهة غطت المنزل لأكثر من ثلاثة أيام”.

الواقع الراهن يثير حفيظة عادل العيسى (29 عاماً) من أهالي كفرنبل، فيقول: “بسبب الانسداد في أحد قساطل الصرف الصحي تحولت المياه الملوثة لتصب في حفرة أساسات البناء الذي أبنيه في وسط المدينة. أعاقت هذه المياه عمال البناء و الحفر عن القيام بأعمالهم، توجهت فوراً بشكوى للمجلس المحلي الذي لم يقصر بفتح مكان الانسداد ، وتخليصي من هذه المشكلة مجاناً”.

رئيس المكتب المالي في المجلس المحلي رأفت حاج رشيد (32 عاماً) يشكو قلة وجود موارد مالية في صندوق المجلس ويوضح أن كلفة صيانة شبكة الصرف تشكل عقبة كبيرة مقابل الخدمات الأخرى التي يقدمها المجلس، لأن أجور الصيانة مجانية للمواطنين يتحملها المجلس رغم العجز المالي الذي يعاني منه.

وبدوره دعا رئيس المجلس المحلي أحمد الحسني (31 عاماً) كافة المنظمات والهيئات العاملة في منطقة كفرنبل، والمنظمات التي تعمل في مجال الخدمات، لمساعدة المجلس المحلي بأي طريقة ممكنة من خلال توفير دعم مالي لتغطية كلفة الصيانة اليومية، أو من خلال تأمين دعم مالي يغطي عملية تجديد شبكة الصرف الصحي كاملة، من أجل إنقاذ أهالي المدينة من غرق منازلهم.