جامعة أميركية تعتمد شهادات طلاب جامعة حلب المحررة

مسؤولو جامعة حلب يبلغون الطلاب بموضوع الاتفاق مع الجامعة الأميركية تصوير أحمد عكلة

مسؤولو جامعة حلب يبلغون الطلاب بموضوع الاتفاق مع الجامعة الأميركية تصوير أحمد عكلة

"عرض الاتفاق الأولي بين جامعة حلب الحرة والجامعة الأمريكية على كل من مجلس جامعة حلب ومجلس التعليم العالي في الحكومة المؤقتة من أجل توقيع الاتفاق التفصيلي والنهائي للطرفين المذكورين"

وقعت وزارة التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة مذكرة تفاهم أولي مع جامعة AITU الأميركية لجهة اعتماد شهادات طلاب جامعة حلب في المناطق المحررة.
وقع مذكرة التفاهم وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور عبد العزيز الدغيم بحضور معاون وزير التعليم العالي للبحث العلمي والعلاقات الخارجية الدكتور جمال أبو الورد كما وقعها عن مجلس الأمناء في جامعة AITU الأمريكية المفوض الدكتور نبيل غانمسي.
ويقول وزير التعليم العالي في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور عبد العزيز الدغيم لموقع حكايات سوريا: “أن الجامعة الأميركية هي جامعة خاصة في ولاية فلوريدا، مسجلة في وزارة التعليم الأمريكي. وتم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة حلب الحرة والجامعة الأمريكية دون بند تنفيذي حتى يتم إصدار قرار من رئاسة الجامعة”.
ويضيف الدغيم: بعد توقيع الاتفاق سنقوم بتقديم أوراق الطلاب في جامعة حلب الحرة ولمن يرغب منهم بالتسجيل في الجامعة الأمريكية، حيث يصبح الطلاب مسجلين في الجامعتين وهذا الأمر مقابل رسوم دراسية في مناطق النزاعات والحروب على بند المسؤولية الإجمالية حيث يقومون بأخذ 500 دولار على الفترة الدراسية في 4 سنوات.
ويشير إلى أن البرنامج التدريسي تقوم به جامعة حلب الحرة وتم الاتفاق عليه مع إمكانية التعديل من قبل الجامعة الأمريكية. بالإضافة إلى أن الامتحانات ستقوم بها جامعة حلب من حيث الأسئلة والامتحانات والنتائج وتسجل في جامعة حلب وترفع النتائج للجامعة في فلوريدا. وعند التخرج يمنح الطالب شهادة من الجامعة الأمريكية وكأنه طالب فيها.
ويرفد الدغيم: “في هذه الجامعة لا يوجد دراسات تطبيقية كالطب والهندسة، وإنما باقي الفروع كلها موجودة كالاقتصاد والحقوق والآداب والتربية وبإمكان الطالب التسجيل والحصول على شهادة من الجامعتين”.

وقد عرض الاتفاق الأولي بين جامعة حلب الحرة والجامعة الأمريكية على كل من مجلس جامعة حلب ومجلس التعليم العالي في الحكومة المؤقتة من أجل توقيع الاتفاق التفصيلي والنهائي للطرفين المذكورين، وذلك بعد الاتفاق على الخطوات المستقبلية.
من جهته يقول الأكاديمي قتيبة الياسر لموقع حكايات سوريا: “ضمن الاتفاق تقوم الجامعة الأميركية بمصادقة الشهادات من وزارة الخارجية الأمريكية، وبالتالي يصبح الطالب يملك شهادة موقعة من الخارجية الأمريكية قد يستفيد منها في إكمال الدراسة في جامعات العالم أو حتى في مجال التوظيف خارج البلد”.
ويضيف الياسر: “هناك كثير من الملاحظات من قبل الأكاديميين في الحقوق من أن تكون الجامعة وهمية وافتراضية، حيث يتم البحث في هذا الموضوع حتى التحقق، وهذا أنه من غير المحتمل التوقيع على اتفاقية شراكة كاملة مع أي جامعة إذا لم يكن لها أصول في الدولة التي تتبع لها”.
ويشير إلى أن عدداً من الجامعات الأوروبية والأمريكية أعطت تراخيصاً لعدد من الكليات الجامعية في المناطق المحررة حيث أن 4 طلاب متفوقين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام تمت دعوتهم ليكملوا دراستهم في فرنسا وهذا الأمر يعتبر محفزاً للطلاب.
ويأمل قسم كبير من طلاب جامعة حلب الحرة أن تكون هذه الخطوة هي قطفاً لثمار جهودهم في مواصلة التعلم والدراسة رغم الحرب والقصف الذي يطال المناطق القريبة من جامعاتهم، وخطورة الذهاب إلى مقاعد الدراسة في ظل غياب الأمن في المناطق المحررة.
ويقول الطالب في كلية التربية في جامعة حلب الحرة فادي العلاوي: ” نحن كطلاب في المناطق المحررة افتقدنا إلى التعلم بشكل كبير، بسبب غياب المؤسسات التعليمية المعترف بها. لذلك فإننا نحتاج إلى وجود مؤسسات تعليمية معترف بها دولياً، من أجل أن تواصل عملها بتنظيم أكبر بغض النظر عن الجهة المعترفة”.
ويضيف العلاوي: ” نحن نستفيد من هذه القرار كونه أول اعتراف دولي بجامعة حلب الحرة. ويعود ذلك إلى الخذلان الدولي في دعم التعليم ومحاربته في الشمال السوري، لذا فإن هذا الأمر يعطي دافعاً نفسياً للطلاب في مواصلة دراستهم وإزالة مخاوفهم في ذهاب سنوات دراستهم سدى”.
ويعتقد العلاوي أن “الكثير من الطلاب يرغبون في إكمال دراستهم خارج القطر وذلك من خلال معادلة شهادتهم عن كل عام دراسي بكلفة 125 دولاراً بالإضافة إلى رغبتهم في الحصول على مزيد من الاعتراف الدولي بجامعتهم من أجل أن يكون للطالب خيارات وفرص أكبر في تحديد وجهته المستقبلية.
من جهة أخرى يقول الطالب في جامعة حلب الحرة خالد الإبراهيم: “أن هذا الاعتراف ليس له قيمة تذكر إذا لم يتم تبني طلاب جامعة حلب الحرة من قبل الجامعة الأمريكية من حيث تقديم الدعم اللازم للطلاب مقابل الرسوم المالية والمشاركة في المنهاج الدراسي واستقطاب المتفوقين إلى هذه الجامعة”.
ويلفت الإبراهيم إلى “أن التعليم الجامعي في المناطق المحررة يملك كوادر تدريسية تضاهي مناطق النظام بالإضافة إلى استمرارهم في تسيير أمور الجامعات رغم الظروف الصعبة للغاية، ولذا فهم يحتاجون دعماً دولياً من قبل الدول الصديقة للشعب السوري في مجال التعليم الذي يفتقر لأدنى درجات الدعم”.
ويذكر بأن جامعة حلب الحرة تتبع للحكومة السورية المؤقتة وتضم عدداً من الكليات في ريفي إدلب وحلب، منها كلية التربية في معرة النعمان وكلية الهندسة المعلوماتية في مدينة الدانا وكلية الطب البشري في مدينة كفرتخاريم، ويدرس فيها مئات من الطلاب الجامعيين الذي رفضوا الذهاب إلى مناطق النظام.