“بيان وأمانة” مشروع إحصاء شامل في كفرنبل

وقع الاختيار على 12 باحثاً من بين 80 تقدموا إلى مسابقة نظّمها المجلس المحلي في مدينة كفرنبل، لتنفيذ مشروع “بيان وامانة” وهو المتعلق بالمسح الإحصائي الجديد الخاص بالمدينة وضواحيها.
أيمن كليدو (48 عاماً) وبصفته رئيس المجلس المحلي يقول: “كان آخر إحصاء لسكان المدينة منذ أربع سنوات، قامت به منظمة اتحاد المكاتب الثورية، وبسبب النقص الكبير في المعلومات الإحصائية، وتغير الواقع الديموغرافي والحاجة الماسة للكثير من المعلومات التي تهم المجلس المحلي. كان من الضروري تنفيذ مسح إحصائي في كفرنبل يشمل كل السكان من أهل المدينة والنازحين. ويستمر المشروع لمدة ثلاثة أشهر بإشراف المجلس المحلي وبالتعاون مع مركز رؤية للتنمية المجتمعية”.
رئيس مكتب العلاقات الخارجية في المجلس المحلي في كفرنبل محمود الخطيب (٣٦ عاماً) يلفت إلى أن “مؤسسة بدائل موّلت مشروعاً يهدف الى تمكين وزيادة الثقة بين المجلس المحلي والأهالي، يتضمن في محتواه زيادة اللقاءات والموائد العامرة”. ولكنه خطيب يضيف قائلاً: “إلا اننا في المجلس المحلي استطعنا إقناع مؤسسة بدائل باستبدال المشروع السابق بمشروع إحصاء متكامل بالتعاون مع مركز رؤية للتنمية المجتمعية، بهدف إنشاء قاعدة بيانات دقيقة، يتم الاعتماد عليها في تحديد الاحتياجات الحقيقية لمدينة كفرنبل. وقد كان اختيار المجلس المحلي لمشروع الإحصاء السكاني للمدينة ضرورياً، لأنه يدعم عملية اتخاذ القرارات بناءً على ارقام دقيقة، ولضمان تقديم خدمة فعالة في المكان والزمان الصحيحين”.
ويتابع الخطيب: “يعاني المجلس المحلي في كفرنبل مثل كل المجالس المحلية من عدم إشراكه بالخطة الإغاثية والخدمية، التي تقوم بإعدادها وتنفيذها المنظمات العاملة في المناطق المحررة. والمجلس لا يملك سوى الرفض أو القبول دون ان يكون فاعلاً في التنفيذ او التخطيط.. وتتذرع المنظمات بعدم وجود كوادر محترفة لدى المجالس المحلية. او عدم وجود بيانات دقيقة يتم على اساسها تبني الخطط الاستراتيجية وتنفيذها. لذلك عمل المجلس المحلي في كفرنبل بدورته الحالية على بناء الشخصية الموثوقة الخاصة به ومنذ اليوم الأول. ليكون مثالاً يحتذى واُسلوب عمل يتبع، ولم يدخر المجلس المحلي في كفرنبل جهدا في تعزيز الثقة به”.

جلسة لمتابعة أعمال مشروع إحصاء سكان كفرنبل تصوير مصطفى الجلل

منسق مشروع “بيان وأمانة” عبدالرزاق الحمود (35 عاماً) يقول: “اعتمدنا الاستمارات الالكترونية بدلاً من الاستمارات الورقية، وذلك اختصاراً للجهد والمال، وذلك عن طريق برنامج إحصائي يتم تحميله على الهواتف النقالة، يحوي التطبيق استمارات تتضمن البيانات المراد الحصول عليها، وبعد تعبئة هذه الاستمارات يتم ارسالها بشكل يومي من قبل الباحثين وبدورها تصل إلى إدارة المشروع مباشرة”.
وأوضح الحمود: “أن تنفيذ المشروع يتم بشكل تشاركي بين المجلس المحلي ومركز رؤية للتنمية المجتمعية، وقد تم تنفيذ دورة للباحثين لمدة 4 أيام، تضمنت التدريب على استخدام البرنامج الإحصائي من خلال الهاتف، إضافة إلى مفاهيم ومبادئ عامة للعمل الميداني. بعد تقسيم منطقة العمل إلى 12 قطاعاً جغرافياً، حسب الطرقات الرئيسية لمدينة كفرنبل وتم تكليف كل باحث بالقطاع الخاص به”.
ويضيف الحمود : “تم تعيين 7 مشرفين للمشروع (من المجلس ومن مركز رؤية) من حيث تقسيم العمل في ما بينهم حسب الاختصاص. منهم من اختص بالاستبيان الألكتروني وتحديثاته وحل المشاكل العالقة والرد على استفسارات الباحثين، ومنهم من اختص بالإشراف والتدقيق بعمل الباحثين ميدانياً، والتأكد من أخذ البيانات بشكل دقيق، وبعضهم تم تكليفه بالأمور المالية والمشتريات. أما منسق المشروع فقد تكفل بإعداد التقارير المالية والفنية وإرسالها للجهة الداعمة بشكل دوري والتدقيق والإشراف على عمل جميع الباحثين والمشرفين وتقييم العمل وتوجيه الكادر”.
وعن الصعوبات التي تواجه العمل يقول الحمود: “عدم وجود بعض المواطنين في منازلهم يضطر الباحث للعودة اإلى نفس المنزل عدة مرات لضمان الحصول على بياناتهم. ويرفض بعض الأهالي الإدلاء ببياناتهم بسبب الخوف، بحكم عملهم الذي يفرض عليهم السفر إلى مناطق النظام ومنهم لأسباب أخرى، ومنهم لعدم الثقة بالمجلس”.
ووصف أبو محمود (51 عاماً) أكبر الباحثين الميدانيين عمراً مشروع الإحصاء بأنه : “أفضل المشاريع التي نفذها المجلس المحلي، لأن مردود هذا المشروع سينعكس إيجاباً على عمل المجلس مستقبلاً. أما عملي كباحث ميداني كان في البداية لغاية مادية بحتة، لكن بعد يومين من العمل تحول الهدف إلى متعة التعرف أكثر على أهل مدينتي لأنني دخلت إلى بيوت لم أدخلها من قبل”.
وأضاف أبو محمود: “لا أستطيع عد فناجين القهوة التي شربتها في المنازل التي زرتها وكانت على الغالب أكثر من 20 فنجان يومياً، لم أشعر بالتعب و الإرهاق نهائياً رغم تكرر زيارتي لبعض المنازل التي لا أجد فيها من يتعاون معنا، وخاصة من النازحين وبعض المقيمين الذين لديهم ما يجعلهم يتحفظون عن تقديم الوثائق من هوية شخصية أو دفتر عائلة”.
أبو العبد (63 عاماً) أثنى على قيام المجلس بهذا المشروع قائلاً: “أشكر من قلبي أعضاء المجلس على حرصهم الشديد، وتحريهم الدقة لتنفيذ وتقديم كافة الخدمات للأهالي رغم أنني لم أستفد من المجلس نهائياً”.
أما المعلمة أم عمار (55 عاماً) فرفضت تقديم المعلومات، ولم تترك تهمة إلا واتهمت اعضاء المجلس بها، معتبرة أنهم يجمعون المعلومات من الأهالي ليستفيدوا على حسابهم. وقالت أم عمار: “منذ 5 سنوات لم يصلنا من المجلس المحلي أي سلة إغاثية، ألا يعني ذلك أنهم لصوص؟ يقولون عنا أننا أغنياء ولسنا محتاجين، لن نتعاون معهم بعد الأن”.
رئيس مكتب الإحصاء في المجلس المحلي صلاح زعتور (41 عاماً) يوضح أن المشروع أنجز بنسبة 85% تقريباً. ويتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع خلال شهر حزيران/يونيو 2016 .