إستعراض لأبرز مناقشات وسائل الإعلام الإجتماعية 27-8-2012
داريا: المجزرة الأكبر
بعد دخول الجيش النظامي مدينة داريا في ريف دمشق خلال الأيام القليلة الماضية، تناقلت الوكالات الإخبارية تقارير مفادها وقوع مجزرة راح ضحيتها مئات القتلى من المدنيين، قدر بنحو 300 – 400 قتيل. وإذا صحت هذه التقديرات، تكون هذه المجزرة هي الأكبر التي وقعت في سوريا منذ انطلاق الإحتجاجات في منتصف آذار/مارس في العام الفائت.
خبر المجزرة أثار موجة من التعليقات الغاضبة، تناقلها الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تعتبر داريا رمز السلمية في الإنتفاضة السورية، حيث قدمت الشهيد غياث مطر الذي كان ناشطاً سلمياً، بالإضافة إلى عشرات المعتقلين مثل إسلام دباس ويحيى شربجي. كل هذا جعل النظام السوري يصب جام غضبه على داريا، كما يشرح الصحفي السوري إياد شربجي إبن هذه المدينة في تدوينة له على فيسبوك. ومما جاء في تدوينته: “بالمجمل كانت داريا بحق عقل وقلب الثورة بلا منازع وبقي خطابها ومسيرها المنتظم ناضجاً أكثر من أي مكان آخر. الآن لا أجد مبرراً للمصير الذي [تلاقيه] اليوم إلا الحقد الأسود على كل ذلك، لا تصدقوا أن الجيش الحر كان مبرراً للنظام ليفعل ما فعل، أبداً.”
في الإتجاه نفسه يشرح المخرج السوري أسامة محمد آلية تفكير النظام السوري، قائلاً إن القتل هو الطريقة الوحيدة التي سيتعامل بها النظام: “ما جرى في داريا “من دم” ليس نزوةً إنه مخيلة النظام، نظام يفكر بالقتل، بواسطة القتل، يعني القتل أداة التفكير، يقتل ريثما يقتل يعني القتل على راس لسانو.”
علا ملص تنتقد أداء المجلس الوطني وتأخره في اتخاذ القرارات وخاصة بعد مجزرة داريا وتكتب عبر صفحتها: “ناطرين بس المجلس الوطني يعلن انو داريا مدينة منكوبة، لنقدر نبكي بشكل رسمي… وننتقل على يلي بعدو.”
وتعبر أنوار العمر عن ألمها لارتفاع عدد الضحايا في المدينة: “لن تكفي مدارس دمشق وريفها لنسميها بأسماء شهداء داريا لوحدها.”
إعلام النظام “شريك في الجريمة”
بادر الإعلام الرسمي إلى تحميل “الإرهابيين”، كما سماهم، مسؤولية مجزرة داريا، وقد أثار تقريربثته قناة الدنيا المقربة من النظام سخط الشارع السوري المؤيد للمعارضة، إذ ظهر جنود من قوات النظام وهم يستعرضون الجثث، مدّعين أن مسلحي المعارضة هم من قتلهم.
عن الدموية التي عرض بها التقرير تعلق Dndn O Bas عبر صفحتها: “تقرير قناة الدنيا من بطولة ميشلين عازار يصلح أن يصنّف (وبدون أي مبالغة) كفيلم رعب قصير… أكاد أرى هيتشكوك يرتعش في قبره.”
أداء مراسلة الدنيا أثناء تغطيتها للمجزرة كان سبباً لينتقدها عبد الحميد السهيل بعبارات قاسية: “ميشلين عازار ومن خلفها الاعلام السوري أي حقد تضمرون هل انتم بشر؟!! من اي صدر رضعتم كل هذه الخسة والدناءة؟!! من اين لكم كل هذا النفس المسموم؟!! ولأجل من تنفذون كل تلك البروباغاندا الاعلامية؟ هل يستحق من تدافعون عنه كل هذا الإجرام؟!!”
في حين كتبت سلمى العبد الله عبر موقع التويتر، معربة عن انعدام الحس الإنساني لدى طاقم تلك المحطة: “ميشلين عازار ومن معها لايمكن ان يطلق عليهم بشر، تخجل الانسانية ان ينتمي اليها هؤلاء ولا اعتقد ان الحيوانات ستقبل بهم #مجزرة_داريا”
الكاتب إسلام أبو شكير يعلق على التقرير التلفزيوني عبر صفحته على فيسبوك مستهزئاً: “ما فعلته مذيعة الدنيا في داريا هو الالتزام بقواعد الإسعاف الأولي، والحديث مع المصابين بانتظار وصول الإسعاف، هذا واجبها الإنساني وهذا ما تشكر عليه.”
حسيب يجيب على نفس الصفحة: “يا رب ان كنت سأموت (حصيلة يومية) فاجعل ذلك بصمت بلا كاميرا سافلة تشوهني.”
الذات الإلهية هدفاً للإنتقاد
في مقابل نمو الطابع الديني للإحتجاجات ضد النظام، بدأت تظهر عدة تعليقات من قبل سوريين معارضين تطال الذات الإلهية في النقد، كتعبير عن استيائهم من الحالة التي وصلت إليها سوريا، وخصوصاً ازدياد المجازر.
Modar Kherbek عبر صفحتهعلى فيسبوك يكتب: “يتباحث الله اليوم مع رسله وملائكته بضرورة نقل قتلة الأطفال من جهنم إلى الجنة فبعد أن رأوا بأم أعينهم امرأة تقابل طفلة في حضن أمها القتيلة قالوا لا وألف لا أن تشارك هذه المخلوقة جهنم مع أحد ٱخر، هكذا نطقت كل الملائكة وهكذا انقلبت كل القوانين الإلهية.”
فخر شلبي يعترض على ما اعتبره تجاهل الله لكل هذه المشاهد الدموية ويكتب عبر صفحته: “سوريا توقفي عن الدعاء يبدو ان الاله قد اصيب بالصمم ساموت بصمت تام ولن انطق بالشھادﺓ.”
أحمد حسن أيضاً يجد التأخر بالرد من الله شيئاً مستغرباً ويكتب عبر صفحته : “لو كنت مكان الله لاعتذرت للشعب السوري عن الجرائم التي ترتكب بحقه تحت سمعي وبصري.”
هذه التعليقات من جهتها غالباً ما تثير حفيظة المتدينين. Itsy Syit تستاء من التطاول على الذات الإلهية وتطالب المنتقدين بإظهار الإحترام لمن يؤمن بوجود الله معلقةً على حسابها في فيسبوك: “اتمنى من كل يلي عم ينقل تعليقات عن رب العالمين يحترم الناس المؤمنة فيه ويلي بيهينها اي مسخرة عليه او على قدراته ويلي مو مؤمن فيه رجاء لا تحط الحق عليه وتكتب تعليقات مالها فايدة ولا بتقدم ولا بتاخر.”
حازم رعد أجاب على التعليق السابق: ” تركو العالم تعبر، وقت اللي ما يعجبكن التعبير قيموه بالسالب، دعو عليه بينكن وبين حالكن، وقت اللي كتير تتدايقو نزلو شي جديد وعّوا فيه العالم عن معتقداتكن بما يتناسب وسياق المجموعة، وإذا فقعت معكن انسحبو بس لا حدا يعمللنا فيها نبي.”