مشاركة المرأة من أجل التغيير خطوة نحو التمكين
من النشاطات الخاصة بتمكين المرأة
نظراً لظروف الحرب، وسيطرة الفصائل المتعددة، والانتفاضات والنزاعات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تراجع دور ونشاط المرأة في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة.
وبما أن إدلب الواقعة شمال غرب سوريا هي المنطقة الأخطر عالمياً، والأضعف في مشاركة المرأة قياساً بباقي المناطق كان لا بد من وجود نوايا صادقة لتمكين المرأة من الوصول للقيادة وتمثيل النساء في عملية صنع القرار السياسي، وعمليات السلامة والأمن والقضاءعلى كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
من هنا كان لا بد من العمل من أجل تحقيق مشاركة المرأة في السلطة وفي مواقع صنع القرار والعمل على تعبئة المجتمع رجالاً ونساءً والتوعية للقيام بتغيير المواقف المجتمعية السلبية التمييزية ضد المرأة ودورها. حملات تتبنى آليات وإجراءات تمكنها من إنجاز ذلك.
والتذكير بحق المرأة في نظام الكوتا النسائية الذي يساهم في تعزيز وتفعيل دورها في المجتمع بشكل عام، والحياة النيابية بشكل خاص من خلال خلق وإعداد كوادر نسائية لها ميزة في مجال عمل البرلمان .
تبنّى فريق المجد التطوعي حملة نشر الكوتا النسائية من خلال إطلاق مشروع مدته ستة أسابيع ضمن فعاليات تمكين المرأة سياسياً تحت عنوان “مشاركة المرأة – حلول مؤقتة من أجل التغيير”.
ويهدف المشروع إلى الحث على فهم أوسع للظروف والتحديات التي تواجه مشاركة النساء، وتشجيع النقاش وتعزيز مشاركات مماثلة، وبناء تضامن وتعاضد بين المناصرات والمناصرين لمشاركة النساء في العالم العربي، وبناء قدرات النساء من أجل التغيير.
شارك نحو 108 شخص من الذكور والإناث، كأعضاء مؤثرين في مجتمع إدلب ومعرة مصرين بأربع جلسات نقاش حول طاولة مستديرة في كل من المنطقتين لعرض نظام الكوتا وإعداد عريضة والخروج بتوصيات ختامية.
تمت دعوة ممثلين عن المنظمات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والنقابات والاتحادات والمجالس المحلية. حضر نحو 53 شخص في كل من مدينة إدلب ومعرة مصرين لنقاش عدة محاور ضمن الجلسات.
ومن ضمن المحاور موضوع قدرة النساء بالوصول إلى مراكز القرار في المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وهيئات الحكم المحلي مقارنة بالذكور. ومدى التزام هيئات الحكم المحلي بتدابير وإجراءات تمكين الأنثى المشاركة بعملية اتخاذ القرار والوصول لمراكز القيادة.
إضافة إلى موضوع التحديات والصعوبات التي تواجه كلا الجنسين في الوصول إلى المراكز القيادية ضمن المؤسسات أو الشركات. كما جرى طرح عنوان وصول المرأة إلى مراكز قيادية هامة في الحكم المحلي والمؤسسات. وكيف تستطيع القاعدة الشعبية دعم وصول الانثى إلى مراكز قيادية والأدوات والأنشطة الواجب اتباعها من أجل ذلك.
استمر النقاش لمدة 4 ساعات. في كل جلسة مع الميّسر سامر بلشة. وتعددت وتنوعت آراء الحضور حول هذه المحاور بين مؤيد ومعارض.
وبعد انتهاء الجلسة تم إعداد التماس مع توصيات ختامية لمناقشتها لاحقاً في منتدى مفتوح في كل من مدينة إدلب ومعرة مصرين وبحضور 52 شخص استمر النقاش لمدة أربع ساعات أخرى واشتد الحوار تارة وتقاطعت الآراء تارة أخرى. وبنيت خلال النقاش اسئلة على اسئلة لتحديد أولويات السيدات للمشاركة والوصول إلى مراكز صنع القرار وأخذ أدوارها في الأحزاب السياسية التي هي قيد الإنشاء.
ومن أهم خلاصات المنتديات وأول الأولويات، تدريب السيدات ضمن المجتمع. لذلك تمت دعوة 12 عضواً من المنظمات المحلية في كل من إدلب ومعرة مصرين الى تدريب لمدة ثلاثة أيام على مدى 15 ساعة تدريبية هدفه العام الحث على فهم أوسع للمحاصصة النسبية والكوتا النسائية.
تعددت محاور التدريب لتضم تعريف ومفهوم الكوتا النسائية، ودواعي ومسببات وجود نظام الكوتا النسائية والجهات المعارضة لنظام الكوتا، وأسباب الاعتراض، وفهم أشكال الكوتا النسائية وأنواعها وخصائصها ومعوقاتها. والتعريف بالجهات الفاعلة وأدوارها في عملية إنجاز نظام الكوتا النسائية وزيادة فرص تمكين النساء سياسياً. والتأكيد على إجراءات وأدوات القاعدة الشعبية لتمكين المرأة سياسياً.
المتدربة ضحى صادق (35 عاماً) وهي إحدى ناشطات المجتمع المدني في إدلب قالت بعد المشاركة “بالنسبة لي كان التدريب مثمراً للغاية، حيث أنه يعزز مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي والوصول لمراكز القيادة”. وأكدت صادق على ضرورة حضور هكذا تدريبات ومناقشات مجتمعية لزيادة فرصة اكتساب المعلومة وزيادة بناء قدرات النساء.
كما وأكد المدرب سامر بلشة “أن المشروع هو عبارة عن تجربة فريدة في مناطق الشمال السوري. ويهدف المشروع الى تعزيز المساواة في المجتمع وذلك من خلال إشراك النساء بالعملية السياسية”.
وترافقت أنشطة المشروع منذ بدايتها في 17 شباط/فبراير مع حملة إعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على أهداف الحملة وعلى رأسها إقامة دولة مدنية تضمن للنساء حقوقهن وتمنحهن الهامش المطلوب لقيادة مجتمعاتهن.