نادي رياضي جامعي تشارك فيه الطالبات السوريات
فريق نادي جامعة إدلب الرياضي لكرة القدم تصوير رزان السيد
أطلق الحكم جميل عنداني صافرته معلناً بداية مشوار رياضي هو الأبرز في جامعة إدلب. إنّها أولى مباريات نادي الجامعة مع نادي الكسيبة الرياضي التابع لريف حلب، على أرض ملعب إدلب الصناعي. وهي أولى مباريات النادي على صعيد الأندية السورية في الشمال المحرر. وساد اللقاء الأجواء الحماسية عند جمهور الفريقين.
عملت جامعة إدلب على تشكيل نادي رياضي خاص لطلاب وطالبات الجامعة تشجيعاً منها على الإبداع والإنطلاق وعدم الخمول، وتحدي الواقع الراهن. ولإيمانها بأن العقل السليم في الجسم السليم، ولتفعيل دور الرياضة وخلق أجواء رياضية وحماسية لدى الطلاب الذين أنهكتهم الحرب على مدار ثمان سنوات، في خطوة لاقت استحساناً كبيراً لدى الطلاب والطالبات.
رئيس مكتب الطلبة في جامعة إدلب زكريا الخليف (35 عاماً) يقول لحكايات سوريا: “سعينا جاهدين لتشكيل نادي رياضي يغطي الأنشطة الرياضية، وأبرزها كرة القدم وكرة الطاولة إضافة إلى لعبة الشطرنج. وذلك بغية تنشيط الطلاب والطالبات لتحسين حالتهم النفسية التي تهمشت في ظل الأحداث الراهنة”.
ويصف الخليف مستوى اللاعبين بـ “الرائع والملفت للنظر” حيث أن معظم الطلاب كانوا يلعبون في الأندية السورية الحرة، وتشكيل نادي الجامعة فتح المجال أمامهم للإنضمام اليه.ويجدر بالذكر أن نادي الجامعة استطاع تحصيل اعتراف من الهيئة العامة للرياضة والشباب، وشارك في الدوري السوري الحر لأندية الدرجة الثالثة.
ويعتقد الخليف “أن هنالك إمكانية لتفعيل دور الطالبات في المستقبل القريب، من خلال إنشاء بطولات في لعبة الشطرنج وكرة الطاولة. لأن هدف النادي تفعيل الدور الرياضي لدى جميع الطلاب الذكور منهم و الإناث”.
من جهته أعرب عضو المكتب الرياضي أحمد السليم (23 عاماً) عن سعادته بتشكيل النادي لافتاً إلى وجود بعض الصعوبات التي تشكل عقبة أمام النادي. ويقول السليم: “لا يخفى على الجميع القصف الممنهج الذي يتبعه النظام على كافة القرى والبلدات، مما يعيق حرية الحركة والتنقل من مكان لآخر، كما أن استهداف النظام للمناطق الحيوية والملاعب الرياضية فرض علينا إقامة معظم المباريات والبطولات في مدينة إدلب”.
ويشكو السليم نقص التمويل حيث تعمل جامعة إدلب على سد جزء من احتياجات النادي مثل أجور النقل داخل المدينة، وتأمين أجور الملاعب. لافتاً إلى حاجة الفريق للمزيد من الدعم فهناك حاجات أخرى مثل تأمين المعدات والملابس الرياضية من أجل النهوض بالنادي إلى أحسن مستوياته.
شهدت نهاية العام 2017 وعامي 2018 و2019 نشاطاً رياضياً مقبولاً، تخلله العديد من المباريات والمشاركات من فرق متعددة. وكان النادي بمثابة متنفس للطلبة جعلهم يخرجون من الضغوطات النفسية التي يعيشونها بسبب الحرب والأوضاع المادية والاجتماعية والأمنية المتردية.
الكابتن نايف البيوش (22 عاماً) أثنى على النادي الذي احتضن الفرق الطلابية وقدم ما يلزم من دعم مادي ومعنوي وتدريبي لجميع الفرق المشاركة من مختلف أقسام الجامعة، فكان هنالك روح رياضية ومنافسة قوية بين مختلف الأقسام على البطولة السادسة بكرة القدم في نيسان/أبريل 2019، والتي فاز فيها فريق المعهد التقاني للإعلام.
لم يقتصر نشاط النادي وبطولاته على مستوى جامعة إدلب وإنما كان له مشاركات ببطولات مختلف الجامعات على مستوى المنطقة المحررة وحقق الفوز في كثير من الأحيان.
لاعب نادي الجامعة سهل القدور (22 عاماً) يقول: “بارك الله بجهود كل من ساهم في تأسيس هذا النادي الذي أعطى روح التآخي بين الطلاب، ولم شملهم. حيث أصبح لدي الكثير من الأصدقاء في الجامعة من زملائي الطلاب الذين يلعبون معي في النادي”.
وأكد القدور على ضرورة تعزيز مثل هذه النشاطات في الجامعة لاكتشاف المواهب والهوايات المكبوتة لدى الطلاب وإظهارها. معبراً عن فرحه الشديد لانتقائه من بين اللاعبين الذين تم إختيارهم لتمثيل الجامعة في المحافل الرياضية في المنطقة.
في السياق نفسه يشدد المرشد الإجتماعي وائل الجبير(39 عاماً) على أهمية وجود مثل هذه الأندية بكثرة وانتشارها لما لها من أهمية بالغة في تنمية قدرات الشباب واحتوائهم. والقضاء على وقت فراغهم وإبعادهم عن الانخراط مع رفاق السوء وممارسة العادات الشبابية الخاطئة، وتجنيبهم حالات الإدمان والسرقة والاكتئاب وحتى الإنتحار.
ويقول الجبير: “هذه الأندية تعد المكان الأمثل والبيئة الآمنة لتواجد الشباب بدلاً من التسكع في الطرقات والشوارع. كما تسهم في تجنب السمنة وأمراض القلب والسكري من خلال ممارسة الرياضات المختلفة. بالإضافة لأنها مكان انطلاق المواهب واكتشافها من قبل المدربين المؤهلين والإدارة الحكيمة لمثل هذه الأندية.”
وشارك النادي في البطولة الكروية التي أقيمت في مدينة إدلب، والتي حوت فرقاً كبيرة مثل نادي أمية وسراقب والنعمان، وغيرها من الفرق التي تلعب في دوري الدرجة الأولى للمناطق المحررة.
عن المشاركة الأنثوية في النادي، تقول أماني الحميّد (22 عاماً) إحدى طالبات جامعة إدلب: “إنها خطوة إيجابية من الجامعة أن تنشأ نادي رياضي، وذلك للتخفيف عن الطلاب الذين حرمتهم الحرب من ممارسة رياضاتهم وهواياتهم”.
وتعبر أماني عن سعادتها لإحتواء النادي للعنصر الأنثوي قائلة: “كنا في حاجة ماسة إلى مثل هذه النشاطات للخروج من جو الدراسة وما نعشيه من أوضاع مأساوية. حتى وإن كانت مشاركتنا مقتصرة على رياضة الشطرنج”. وتبرر أماني المشاركة المحدودة للطالبات بأنها بسبب عادات المجتمع وتقاليده، فالمجتمع الإدلبي مجتمع متحفظ ، يمنع مشاركات المرأة بالأنشطة الرياضية.
رغم الحرب وقساوة القصف على إدلب وريفها، لاتزال الروح الرياضية حاضرة في نفوس شبابها وطلابها والمتمثلة من خلال مشاركتهم القوية والفاعلة بنادي جامعة إدلب الرياضي.