فتيات قاصرات يقاتلن داعش
PKK uses underage girls in hostilities Spodaren Roje - YPJ organization
"أهلها راجعوا الجهات المسؤولة في الحزب والتي أنكرت معرفتها بالموضوع في بادئ الأمر، قبل أن تعود وتقر بأن آفين تحضع لدورة تدريبية سياسية مدتها شهر واحد. "
ظهرت آفين صاروخان (12 عاماً) على شاشة تلفزيونية كردية بلباس عسكري وسط مجموعة من الفتيات القاصرات على جبهة دير الزور، كمقاتلة ضد تنظيم داعش.
آخر مرة شوهدت فيها آفين كانت أمام مدرستها في مدينة الدرباسية في ريف الحسكة. يومها اقتادها مسلحون إلى سيارة سوداء تعود لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، التابع لـ “حزب العمال الكردستاني”، الناشط في مناطق شمال سوريا، بحسب شهود عيان.
أهلها راجعوا الجهات المسؤولة في الحزب والتي أنكرت معرفتها بالموضوع في بادئ الأمر، قبل أن تعود وتقر بأن آفين تحضع لدورة تدريبية سياسية مدتها شهر واحد.
آرام صاروخان عم الطفلة أفين قال لموقع حكايات سوريا: “ان قوات الأسايش اختطفت الطفلة أفين بهدف الانتقام من ذويها على خلفية قضية تتصل بتزويج شقيقتها أمينة. تلك المليشيات قامت منذ فترةٍ وجيزة، بعملياتِ اختطافٍ لفتيات من الدرباسية، جميعهن قُصّرّ، تتراوح أعمارهن بين 13 و14 عاماً، وحملتهن السلاح وزجتهن في المعارك الدائرة حالياً في محافظة دير الزور”.
جوان رمو وهو ناشط في مجال الإعلام قال لموقعنا: “إنّ هذه الأفعال ليست غريبة على حزب الاتحاد الديموقراطي، والمليشيات التابعة له، وهذه ليست الحالة الأولى، فقد سبقها اختطاف الطفلة همرين عيدي و بريشان عنتر من عامودا، وغيرهما الكثير من الحالات المشابهة في المناطق الواقعة تحت سيطرته”.
ويضيف رمو: “المفارقة أنّ الحزب فسخ زواج اخت أفين لعدم اكمالها 18 عاماً، معتبراً أنّ هذا الزواج باطل، وأن البنت لاتزال قاصراً، ليخطف من هي بعمر 12 ربيعاً، ويرسلها إلى جبهة القتال، في الوقت الذي يصرح فيه الحزب أنه لا يوجد شيء اسمه تجنيد اجباري”.
ويقول الصحفي الكردي رامان يوسف: “الحزب له باعٌ طويل في اقناع الناس بالانضمام الى صفوفه، وخاصةً المراهقين، وقد مارس هذا العمل في جميع المناطق الكردية، كما أنّ للحزب معسكراتٍ خاصة في دعم وتوجيه المنتسبين الجدد بمنطقة رميلان، وفيه العشرات من القُصّرّ دون سن ١٨، حيث تم فصلهم عن ذويهم ويتم تدريبهم لفترة طويلة وبأساليب خاصة”.
ويتابع يوسف: “أنا ضد رواية أنّ الأسايش والحزب يخطفان بشكلٍ علنيّ و سلطويّ، ويأخذون القصر الى المعسكرات .. حصلت حالات كانت بسبب وجود عوائل تستعمل العنف ضد الاطفال، ويتم تزويج الفتيات في سن اقل من القانوني، أو تزويجهن لأشخاصٍ غير مرغوبين وتتركيهن المدرسة. هذه التصرفات غالباً ما انتهت بانتحار بعض الفتيات”.
ويعرب يوسف عن اعتقاده “أنه لا يتم دوماً اختطاف الفتيات في مناطق سيطرة المليشيات، بل ربما هي رغبةً منهن بسبب وجود مشاكل عائلية، تجبر الاطفال على القبول بهذا الشيء، وبعدها يتم عزل الأطفال وقطع التواصل بينهم وبين ذويهم لفترة طويلة، وحتى ولو طالب الأطفال بالعودة لأهلهم، فإن الأمر مرفوض وشبه مستحيل”.
الحقوقي مضر الأسعد يقول من جهته: “تكررت كثيراً حالات خطف القاصرات والأطفال وتجنيدهم ضمن صفوف الميليشيات من خلال الترغيب والترهيب، حتى اصبحت عادةً في محافظة الحسكة أو المناطق التي تحت سيطرة الحزب وميليشياته، وهذا الامر يعتبر مخالفة قانونية واخلاقية، لأنه لا يمكن تجنيد الأطفال وزجهم في الحروب والقتال، وهذا الأمر يعتبر جريمة حرب”.
ويشير الاسعد إلى “أنّ عدد الأطفال الذين يتعرّضون للخطر المباشر من جراء ذلك في تزايد، بحيث يتم تجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة مثل ميليشيا “PYD” وعادة يكون عملهم حمّالين، وحراس، ومخبرين أو مقاتلين و دروع بشرية…”
ويشدد الأسعد على “أن القانون الدولي الإنساني، يُلزم جميع أطراف النزاع بالإمتناع عن تجنيد القاصرين، أو استخدامهم للمشاركة في الأعمال العسكرية، كما يُلزم القانون الدولي الإنساني الأطراف أيضاً بضمان حماية المدنيين، والسماح لهم بمغادرة مناطق النزاع بأمان”.
وذكّر الأسعد أنه في عام 2015، وقّع 125 ناشطاً ومثقفاً كردياً سورياً، على بيان يدعون فيه، لمواجهة سياسة حزب الاتحاد الديمقراطي”PYD” رداً على «قيام الحزب بتجنيد القاصرات»، والذي يعتبر «مخالفة للمواثيق والعهود الدولية، مشيرين إلى أن بيانهم جاء انطلاقاً من إيمانهم بأن مكان الأطفال هو مقاعد الدراسة، وليس جبهات القتال.