الهيئة السياسية تكرّم مؤسسات الثورة
شهادات تقدير خلال الحفل التكريمي تصوير أحمد عكلة
" أقامت الهيئة السياسية في محافظة إدلب حفلاً تكريمياً ضمَّ مختلف مؤسسات الثورة العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وذلك بهدف تشجيعها من أجل تطوير عملها وتعزيز التعاون في ما بينها."
تحت عنوان “معاً لمأسسة الثورة” أقامت الهيئة السياسية في محافظة إدلب حفلاً تكريمياً ضمَّ مختلف مؤسسات الثورة العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وذلك بهدف تشجيعها من أجل تطوير عملها وتعزيز التعاون في ما بينها.
وحضر الحفل ممثلون عن عدة مؤسسات ومبادرات، أبرزها مديرية الدفاع المدني ومديرية التربية الحرة ومديرية الصحة والشرطة الحرة والمؤسسة العامة للإعلام . وقد تخلّلَ الحفل كلمات للحاضرين وتوزيع لجوائز رمزية عبارة عن دروع لممثلي تلك المؤسسات.
حكايات سوريا التقت رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب رضوان الأطرش (42 عاماً) الذي أوضح “أن حفل تكريم المؤسسات والفعاليات الناجحة في المناطق المحرّرة تمت مناقشة فكرته ضمن الاجتماع الدوري للمكتب التنفيذي في الهيئة السياسية، وأخذنا القرار بالإجماع”.
ويضيف الأطرش: “وضعنا جدولاً للحفل وتمّ انتقاء المؤسسات التي واصلت عملها وحافظت على تماسكها دون انقطاع، رغم صعوبة الظروف سواء كانت مادية أو أمنية، حيث أنّ أغلب المؤسسات التي تمّ دعوتها حصدت جوائز محلية أو عالمية إن كان على مستوى الأفراد العاملين فيها أو المؤسسة”.
وكرَّم الحفل الدفاع المدني السوري الذي استطاع أن يحصد جوائز عالمية كان أخرها جائزة الأوسكار وجائزة صنّاع الأمل في الإمارات، عدا عن كونه قد أثبت جدارته وحظي بسمعة جيدة بين المدنيين في مناطق المعارضة.
أبو عثمان أحد أعضاء الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب (29 عاماً) يقول لموقعنا: “السجل الحافل الذي تتمتع به مراكز الدفاع المدني وذلك من خلال إنقاذها لعشرات الآلاف من الأرواح، واستشهاد عشرات العناصر في سبيل العمل الإنساني، أكسب الدفاع المدني تشجيعاً في الأوساط المحلية والعربية والعالمية”.
ويوضح أنّ التكريم الذي نالتهُ مؤسسة الدفاع المدني من الهيئة السياسية في إدلب يعتبر فخراً لأعضاء المراكز بالإضافة لكونه محفّزاً لعناصر الدفاع المدني على مواصلة العمل، وتأكيداً على الجهد الجبّار الذي يقوم به المتطوعون في شتّى المناطق.
ويأمُل أبو عثمان بأن تكون هناك خطوات عملية لتنظيم عمل مؤسسات الثورة، وإعادة هيكلتها لتكون أكثر مرونة في التعامل مع كل الظروف والمتغيرات.
كما اختارت الهيئة السياسية المؤسسات التي تُعتبر حديثة الولادة وذلك لتشجيعها على الاستمرارية وتشجيع العمل المؤسساتي فيها، ومنها المؤسسة العامة للإعلام وهي مؤسسة حديثة الولادة وتضم أكثر من 80 إعلامياً يعملون مع وكالات وقنوات إعلامية محلية وعربية ودولية وينشطون في مناطق المعارضة.
مدير المؤسسة العامة للإعلام أحمد عاصي (34 عاماً) يقول لحكايات سوريا: “أخذت المؤسسة على عاتقها مسؤولية توحيد الخطاب الإعلامي في محافظة إدلب والمناطق المحرّرة، ونقل الصورة إلى العالم بلغة واضحة وصريحة وواقعية بعيداً عن أسلوب التهويل”.
ويضيف عاصي: “نعمل على توحيد الخطاب الثوري بعد حالة التششت التي عانى منها الإعلام في الفترة السابقة، ومن شأن حفل التكريم تفعيل دور المؤسسة بين المؤسسات الحاضرة وإضفاء الشرعية عليها مع ممثلي مؤسسات الثورة في الداخل السوري”.
ومن ضمن المؤسسات الفاعلة التي حضرت الحفل التكريمي، مديرية صحة إدلب وهي إحدى المؤسسات التي استطاعت بالرغم من القصف على المشافي العامة في مناطق المعارضة في الشمال السوري، أن ترمّم نفسها والبدء في عملية إصلاح للمشافي.
بدوره، يقول محمد العبدالله (46 عاماً) وهو أحد العاملين في المجال الطبي، أنّ من شأن التكريم أن يعزّز دور المؤسسات ويساعدها على الريادة في العمل والارتقاء في مستواها، وينمّي الشعور الإيجابي لدى العاملين فيها ويثمّن جهودهم بأنّ هناك مَن يقدّر عملهم ويثني عليهم من خلال تسليم تلك الجوائز الرمزية للممثلين عنهم.
ويضيف العبدالله: “أنّ التكريم يُعتبر اللقاء الأول الذي يضم عدداً كبيراً من المؤسسات منذ بداية الثورة، فأغلب هذه المؤسسات تمتلك الكوادر المؤهلة والحرفية في العمل، ومن المهم حشد الطاقات واستخدامها في الطريق الصحيح من أجل تعزيز صورة المؤسسات الثورية الهادفة التي تنسّق مع الهيئة السياسية من أجل مقارعة النظام محلياً إقليماً ودولياً”.
وفي الختام يقول رضوان الأطرش: “أنّ الهدف من حفل التكريم ليس دمج المؤسسات الثورية فلا يمكن مثلاً دمج التربية مع التعليم أو الصحة مع الإعلام، إنما خطة الهيئة هي وضع آلية عمل مشتركة لإعادة ترتيب عمل مؤسسات الثورة ووضعها أكثر في خدمة المواطن وتشجيعها على ذلك”.
كما وجّه الأطرش نداءً إلى جميع الدول والمنظمات الداعمة بضرورة مساعدة تلك المؤسسات لتكون بديلاً عن مؤسسات النظام في مناطق المعارضة من أجل الوصول إلى نواة الدولة المؤسساتية التي تتمتع بالشفافية.