الضحك لكسر الخوف
“قال مرة المخابرات السورية مسكت واحد ونزلت فيه تعذيب وهي عم تسأله..اعترف كم مرة فجرت نفسك..” تلك إحدى نماذج النكت والطرائف السياسية التي يتضمنها جدار مجموعة جديدة أنشئت مؤخرا على الفيس بوك تحت عنوان “لمن يجرؤ…نكت في السياسة”.
“نكت سياسية، مخابراتية، وحول كل ما يتعلق بالشأن العام” تعرف نفسها المجموعة التي استقطبت نحو 220 عضوا خلال أيام قليلة.
النكت السياسية منتشرة إلى حد بعيد في المجتمع السوري، وهو ما يعزوه البعض إلى الرغبة في التعبير الموارب عن هموم السوريين السياسية والمعاشية بسبب حرمانهم من التعبير الحر عن آرائهم.
يقول أحد مؤسسي المجموعة في لقاء معه عبر الاميل، أن كم النكت السياسية في الشارع السوري حول الفساد والقمع، “تثبت جليا مستوى الوعي السياسي العالي لدى السوريين”، معتبرا أن كل نكتة تأتي “لتفضح جانب معين قاتم في حياتنا السياية”.
ويعزو الهدف من إنشاء المجموعة إلى “المساهمة في نقد الواقع المعاش، فضلا عن أن النكتة لا تعبر عن آراء أشخاص فقط بل عن رأي جمعي، والمجموعة تنقلها من نطاق التبادل الشفاهي الفردي إلى نطاق علني ومكتوب”.
رغم أنه يعتبر أن ذلك يساهم في دفع السوريين إلى المزيد من الوضوح والجرأة في التعبير عن الرأي، إلا أنه من الملاحظ أن معظم النكت الموجودة في المجموعة قد أدرجت باسم الآدمن وآفراد معدودين لأن معظم الأعضاء فضلوا عدم نشرها باسمهم.
“هناك الكثيرون ممن يرسلون لنا النكت في رسائل خاصة لنقوم نحن بنشرها”.
بينما يعلق أحد الأعضاء في المجموعة “يشرفني أن أنضم إليكم، بالفعل شر البلية ما يضحك..ويحزنني أنني لم أجرؤ على الدخول باسمي الحقيقي”.
تتراوح النكت ما بين ممارسات الأجهزة الأمنية والفساد المستشري في رأس السلطة والسخرية من سياسيين وقادة لا يجرؤ أحد عادة على نقدهم علنا، بالإضافة إلى نقد الممارسات “الديمقراطية” ذات الطابع الصوري كالانتخابات وغيرها.
كما أدرج أحد الأعضاء مقطع فيديو مقتبس من الفضائية السورية، صور أثناء مسيرة شعبية خلال اجتياح غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي؛ وفي الفيديو (0:26 ثانية) تظهر المذيعة وهي تسأل امرأة عجوز عن رسالتها التي ترغب بتوجيهها إلى غزة وأطفال غزة، فتجيب العجوز:”الله يخلينا الرئيس والحكومة، يحميها ويحميلنا المخابرات”.