مدونون يرفضون الحوار السوري الإسرائيلي عبر الانترنت
انتقد عدد كبير من المدونين السوريين تبني أحد المواقع الالكترونية للحوار بين مثقفين سوريين وإسرائيليين، مصرحين بأنهم ضد عقد أية نقاشات مع نظرائهم الإسرائيليين.
بدأ الجدال بعد مبادرة المدون السوري المقيم في كندا، كميل الكسندر طرقجي، الذي أطلق مؤخرا مشروع “شرق أوسط واحد” على أن يكون منصة لنقاش الكتروني حول عملية السلام العربية الاسرائيلية.
“المشروع الذي يمثل أول نقاش الكتروني مشترك بين سوريين وإسرائيليين، أنشئ بجهود شخصية لعدد من الأفراد، مدونين وأكاديميين ومحللين سياسيين وصحفيين وأخصائيين، بدؤوا بعمل لائحة شاملة لأبرز الاعتراضات على عملية السلام في المجتمعين السوري والإسرائيلي” وفقا لبيان نشر على الموقع في 17أيار.
عام 2008، عقدت سوريا وإسرائيل مباحثات سلام غير مباشرة بوساطة تركية. لكن المفاوضات توقفت بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في نهاية ذلك العام.
بدلا من النظر إلى الأرضية المشتركة من قبل كلا الطرفين، يطرح الموقع الجدالات ضد السلام عند الطرفين، ويوفر للسوريين والإسرائليين إمكانية محاججتها موافقة أو رفضا.
فيما يتعلق بالنقاش حول أن إسرائيل لن تنسحب من هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، بسبب أهميتها الاستراتيجية، كتب أحد المعلقين “الحفاظ على علاقات سلمية سيكون ذو أهمية استراتيجية أكبر”.
على الرغم من أن المشروع الالكتروني لم ينشر أية أسماء لمشاركين سوريين، فقد تضمنت بعض المقالات الصحفية أسماء عدد من المدونين مثل أنس قطيش، ومحللين معروفين، لأن الموقع وضع روابط لمواقعهم على صفحته. العديد من هؤلاء أنكروا أية مشاركة لهم في هذا المشروع.
“بعض الأخبار ذكرت أنني مشارك في مشروع شرق أوسط واحد، أريد أن أقول بوضوح أنه لا علاقة لي على الإطلاق بهذا المشروع وقد فوجئت لرؤية روابط لمدونتي على موقع المشروع. وقد طلبت إزالة تلك الروابط” كما كتب قطيش على مدونته.
طرقجي، قال في تصريح له أن المشروع لا يسعى نحو التطبيع بين سوريا وإسرائيل، لكنه “مبارزة بالكلمات” بين مواطنين من الطرفين. وأكد على أن المشروع مستقل تماما وممول من قبل تبرعات خاصة.
كما أوضح أن روابط بعض المواقع والمدونات السورية على صفحة موقعه لا تعني على الإطلاق أن أصحابها من المشاركين في المشروع، مضيفا أن جميع هؤلاء المنخرطين في المناقشات لا يزالون مغفلي الأسماء.
مدون آخر هو عبد السلام اسماعيل، أعلن على مدونته “أعواد ثقاب” بتاريخ 23أيار، عن رفضه للمشروع. وقد اتهم المشروع بأنه يهدف إلى تخفيف عداء السوريين ضد الصهيونية. وأضاف، أنه حتى تقرر القيادة السياسية توقيع اتفاقية سلام مع اسرائيل فإن أية اتصالات مع اسرائيليين تعتبر مرفوضة وبمثابة جريمة معاقب عليها في القانون السوري.
على الرغم من أنه لا يوجد مواد في القانون السوري تشير إلى الاتصال بإسرائيل، فإنه يوجد عدة مواد تعاقب الأفراد الذين لديهم صلات بدولة عدوة.
اسماعيل أضاف أنه حتى فيما لو تمت عملية السلام، فإن الشعب السوري سوف يتابع معارضته للتطبيع مع الإسرائيليين.
بشكل عام، يعتبر من المحرمات بالنسبة للسوريين إقامة أي نوع من التواصل مع اسرائيليين. السوريون عامة، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية، لديهم وجهات نظر ثابتة معادية لإسرائيل.