وانتصرت لأحلامي
أطفال يحضرون دورة صيفية في أحد مدارس مدينة دوما، الدورة تتضمن "مواد تعليم مسرع" للأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة في السنوات الماضية بسبب ظروف الحرب في سوريا. الصورة بتاريخ 16-08-2017.
"كان الحلم الذي يراودني كل ليلة، أن أعمل في أحد بنوك دمشق كمحاسبة. كنت بعيدة عن الواقع وطائرة في الأحلام. "
انا فتاة بعمر الورد (22 عاماً) أسعى جاهدة لاحقق آمالي وطموحاتي في هذه الحياة. وفي ظروف الحرب القاسية التي تعاني منها أغلب الأسر السورية.
كنت أخطط وأحلم لأبني مستقبلي الناجح. كان ذلك صعباً للغاية. عانيت الكثير من المشاكل بسبب المجتمع والأهل. كانت تضعف من همتي وقوتي وتشتت افكاري. ورغم ذلك كنت على إصرار دائم لأبذل كل ما في وسعي لاحقق حلمي. واعتمد على دراستي من دون مساعدة، غير التعليم الذي اتلقاه.
كان الحلم الذي يراودني كل ليلة، أن أعمل في أحد بنوك دمشق كمحاسبة. كنت بعيدة عن الواقع وطائرة في الأحلام. الأفكار الصعبة التي تغلب على عقول بعض المتشددين كانت تحاول ان تحبط أملي. لكن لم أستسلم كان ذلك في الاشهر الأخيرة من سنة 2013 .
إلى أن جاء ذاك اليوم الموعود. يوم إعلان نتائج الامتحانات (الثانوية العامة). كانت لحظات صعبة للغاية، الثواني تمر بصعوبة. بلحظات احلام تتحقق واحلام تنهار. جاءني اتصالـ وبدأت تظهر الدموع وتتلألأ في عينيّ.
من السعادة المفرطة، بدأت أبكي واضحك. لا ادري ماذا حصل لي. تلك اللحظة غيرت مسار حياتي. تحقق حلمي، نجحت ونلت معدلاً يؤهلني لادخل الجامعة. ودخلت فرع العلوم المالية والمصرفية، التي كنت أطمح لدخوله.
بدأت الحياة تتغير علي. واصبحت أتعامل مع الناس بنضوج اكثر. أحاول ان أبني شخصية جديدة. كانت سعادتي لاتوصف ازداد نشاطي، وازداد تكثيف الدراسة على أمل أن أحقق حلمي وأصبح محاسبة. كل من رآني تكلم عن السعادة التي تظهر في عينيي.
لكن نميمة النساء والحقودين على نجاحي، والعادات والتقاليد إضافة إلى الوضع الأمني، كلها عوامل منعتني من إكمال الطريق.
بدأوا بالعمل على تحطيمي، وذلك من خلال تسميم عقل والدي بادعاءات تمس شرفي. وبدأت تبدأ العواقب بالظهور يوماً بعد يوم. وأصبح موضوع دراستي مشكلة لكل من حولي.
أستغرب أحياناً كيف يمكن لشعب أن يكبت حرية المرأة وينتهك حقوقها. بعد ثلاثة أشهر من مشواري الجامعي، منعوني من الذهاب إلى الجامعة، و كسروا أملي ولم يبالوا ولم يهتموا لمشاعري.
حالتي النفسية والصحية أصبحت ميئوسا منها، أنام وأستيقظ والدموع في عينيّ. لكنني لم استسلم أبداً. هناك ما يعطيني الأمل. بدأت أستعيد ثقة عائلتي. وأحاول اقناعهم بأن أكمل دراستي. ولم املّ أبداً، بدأت أفتح مواقع التعليم على شبكة الأنترنت. وأتلقى الدروس عن طبيعة دراستي.
بعد ذلك رأت عائلتي إصراري على التقدم، وتوضحت عملية تسميم الأفكار التي حصلت. وبعد جهد كبير لاقناعهم، وافقوا على تكملة دراستي، وإعادة الروح لحياتي.
بدأت اشارك في أي شيء يحافظ على استقلاليتي ومبدأي ومشواري المليء بالعواقب. أصبحت أعطي الدروس الخصوصية، وأحفز الأطفال على حب العلم، وبناء الطموحات، وعدم الضعف أمام قرارات أي شخص يحاول الوقوف في طريق أحلامهم.
أصبحت حاقدة على كل من حاول أن يعرقل أحلامي. وتمنيت أن يصيبهم ما أصابني، وان الله لايضيع حق مظلوم. بدأت بتعلم اللغات الأجنبية ومحاولة اتقانها عن طريق بعض المعاهد الموجودة. وأكملت دراستي.
أعمل الان على ابتكارات جديدة في الحياة لتسعد الجميع وأسعد نفسي. ولأثبت لنفسي وللجميع أنه لا يوجد استسلام عندما يوجد إصرار على الشيء. وأشجع الجميع على الاستمرار بقراراتهم في الحياة.
حلا عاصي (22 عاماَ) من مدينة دمشق طالبة محاسبة تعمل مدرسة اطفال .