“وأخيرا استيقظ المارد”

خلال ساعات قليلة من شيوع أنباء احتجاج عفوي قام به المئات وسط دمشق، بادر العديد من السوريين إلى إطلاق مبادرات الجديدة من أجل التغيير أو الإصلاح في سورية.

بدأت القصة بنشر موقع النداء التابع لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي لخبر تجمع أكثر من 1500 شخص في منطقة الحريقة في دمشق احتجاجا على قيام عناصر من شرطة السير بضرب مواطن سوري، ورفعهم هتافات من مثل “الشعب السوري ما بينذل” و”حرامية حرامية” في إشارة إلى أجهزة الشرطة في سوريا.

وهو ما أدى إلى تدخل وزير الداخلية في محاولة لتهدئة الجموع ووعده بفتح تحقيق في ما حدث ومعاقبة المتسببين.

وبعد ساعات قليلة نشر مقطع فيديو على اليوتوب يعرض لجانب مما حدث في أربع دقائق و55 ثانية، وسرعان ما انتشر الفيديو على نطاق واسع ليحصل على نحو 22 ألف مشاهدة في أقل من أربع وعشرين ساعة.

وجاءت عشرات التعليقات على الفيديو المذكور تحيي ما حصل وتتمنى أن تكون فاتحة للتغيير في سوريا.

“أخيرا استيقظ المارد” “هذه مظاهرة حضارية شجاعة” “يبدو أن الشعب بدأ يتعلم المطالبة بحقوقه المشروعة”.

وكان لما حصل وقع المفاجأة على كثيرين خاصة بعد فشل “يوم الغضب” الذي دعا إليه معارضون في المنفى مؤخرا. فقالت حركة “كفى صمتا” على موقعها الالكتروني ” كما كان متوقعا، من غير موعد، وبعيدا عن الشعارات الكبيرة وفي غفلة من اليأس ومقولات اليائسين عن أننا “غير”، بكل ما تحمله هذه “الغير” من سلبيات الإحباط وفقدان الثقة بالنفس وبالشعب، سوريون ينزلون الشارع ليقولوا كلمتهم “نرفض الذل والإذلال”.

وأضافت:” حصل ما حصل في غيبة دعاة “أيام الغضب”، وفي غيبة المعارضات والموالاة وشاشات التلفزيون، حصل كما يحصل عادة في أي يقظة شعب يرفض إذلاله بعد طول حين، ويؤكد أن الإحساس بالكرامة والحرية قد يقمع لكنه لا يسلب أبدا. تحية إلى الشعب السوري في معاناته ومقاومته لإسكات صوته وحرف رياح التغيير التي تهب على المنطقة من دياره”.

على أثر ذلك، أنشئت صفحة على موقع فيس بوك بعنوان “حركة شباب سوريا” استقطبت العشرات حتى الآن.

وعرفت المجموعة عن نفسها بأنها تجمع للشباب السوري المناضل في سبيل الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية، وحددت عددا من مطالبها ورؤيتها للواقع، من مثل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإلغاء الأحكام العرفية وتشجيع المبادرات للعودة بالمجتمع إلى السياسة وتشكيل لجان على مستوى البلاد لتنظيم الحراك العام الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وتمهيد الطريق لعقد مؤتمر وطني ووضع دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة.

كما تشكلت صفحة أخرى بعنوان “الشعب السوري مابينذل” استقطبت بدورها العشرات حتى الآن، عرفت نفسها على أنها “ساحة تعبير وملتقى لمن يعتبر نفسه مواطن على درجة سواء مع أي شخص يعيش على التراب السوري..”

وقالت المجموعة “من الواضح أن هناك ظلما كبيراً وقع ويقع على الناس، ومن حقهم أن يرتفع هذا الظلم عنهم، ومن حقهم أن يطالبوا المسؤول عن هذا الظلم بالتوقف عنه أو أن يغادر الموقع الذي ائتمنه الناس عليه… وفي الوقت ذاته هذا لا يعفي الناس من المسؤولية ، ولو بحدها الأدنى الذي هو الحديث عن الخطأ و رفع الصوت للتنبيه إليه فالصمت مشاركة وقبول بالخطأ والظلم و الجريمة”.

من ناحية أخرى أطلق عدد من السوريين عريضة الكترونية باسم الشعب السوري موجهة إلى الرئيس بشار الأسد، مطالبة بالعمل على تحسين الوضع المعيشي للسوريين ومحاربة الفساد وإطلاق الحريات العامة.