مكافحة التسرب المدرسي في مخيمات النزوح السوري
الأطفال في مركز الترفيه في مخيم الجبل تصوير خالد عبد الكريم
"5 مراكز في ريفي إدلب الغربي واللاذقية، تم تجهيزها لاستقبال الأطفال الموجودين في المخيمات، للعمل معهم في إطار مشروع الحد من التهرّب المدرسي"
حملة عيش الطفولة بدأت نشاطها في مراكزها التي افتتحتها داخل المدارس المموجود في مخيمات النازحين عند الحدود مع تركيا.
“5 مراكز في ريفي إدلب الغربي واللاذقية، تم تجهيزها لاستقبال الأطفال الموجودين في المخيمات، للعمل معهم في إطار مشروع الحد من التهرّب المدرسي” بحسب ما أوضح مدير الحملة أحمد حاج بكري.
ويلفت الحاج بكري إلى “أن الغرف المجهزة تضم عدداً كبيراً من الألعاب ودفاتر الرسم والأشغال. وفي كل غرفة سيكون هناك مسؤول يتواصل مع الأطفال بشكل يومي، ويحاول توجيه نظرهم إلى أهمية العلم وضرورته بالتزامن مع عمله على رسم البسمة على وجوه الأطفال من خلال اللعب والمرح، وإخراجهم من حالة الحرب والنزوح التي يعيشونها قدر الإمكان”.
وبعد شهر من بدء نشاطها باتت المراكز التابعة للحملة تستقبل ما يزيد على ٢٥٠ طفل بشكل يومي. نحو ٥٠٪ منهم من المتسربين من المدرسة، وتعمل معهم لتطوير قدراتهم واكتشاف مواهبهم وإعادتهم لمقاعد الدراسة.
من جهته عبر الطفل محمد عبد الستار عن سعادته الكبيرة بوجود غرفة الألعاب في مدرسة المخيم. فهو كل يوم يذهب إليها ليقضي بعض الوقت من المرح والسعادة.
وقال محمد: “قبل وجود الغرفة كنا نلعب بالقرب من خيم عائلتنا ولم يكن هناك من ألعاب جميلة. كنا نقضي وقتنا بالركض ولعب بعض الألعاب التي اخترعناها. أما اليوم فنحن نلعب داخل الغرف ونفعل كل ما نحب ونريد، هناك كرات قدم ومسابقات وألعاب سرعة وبناء وتركيب وهذا شيء جميل جداً .”
أم خالد وهي من سكان مخيم الجبل من جهتها تعتبر “أن الغرف وفرت مكاناً آمناً للأطفال بشكل عام ولأطفالها بالتحديد”. وهذا ما دفعها لإرسال أطفالها، مشيرة إلى رغبتها الكبيرة في عودة طفلها المتسرب إلى مقاعد الدراسة من جديد.
وتقول أم خالد: “حسن انقطع عن التعليم قبل عامين، بسبب نزوحنا من قريتنا وتنقلنا بين عدد من المناطق لينتهي بنا الحال في هذا المخيم. وهو رفض فكرة التواجد مع أطفال أصغر منه سناً لأنه يخجل منهم، ويخاف أن يسخروا منه. ولكن مع تردده على الغرف بشكل منتظم أصبح يحب التوجه للمدرسة للمشاركة بالعب والنشاطات داخل الغرف وأتمنى أن نتمكن من إقناعه بالعودة للمدرسة مع بداية العام القادم” .
علياء محمد وهي مشرفة على واحدة من غرف الأنشطة تقول: “أن التعامل مع الأطفال صعب جداً خصوصاً المتسربين منهم، ومن يعيش حالات نفسية مثل من فقد أحد أفراد أسرته أو دمر منزله. فهم ليسوا في حالة طبيعية كما باقي الأطفال”.
وتضيف علياء: “سعادة الأطفال وفرحهم بالغرف، يدفعنا إلى الاستمرار ومضاعفة الجهود لتخليص أطفالنا من هذه المشاكل ودفعهم للعلم من جديد. فهو الطريق السليم والأفضل الذي يمكن أن يسلكوه للوصول إلى حياة كريمة.”
وتوضح علياء “أن أساس الحملة هو التعامل مع مثل تلك الحالات، وتحسين وضعهم النفسي وتطوير قدراتهم وتحسين سلوكهم ليعودوا إلى الوضع الطبيعي ويعيشوا طفولتهم كما يجب”.
يذكر أن حملة عيش الطفولة بدأت عملها منذ ما يقارب 3 أشهر في الداخل السوري مع عدد من المتطوعين وبدعم من معهد صحافة الحرب والسلام وهدفها الحد من نسبة التسرب المدرسي وتوفير أماكن صحية لأطفال المخيمات ليلعبوا ويمرحوا .