معرض لوحات يصور قضية المعتقلين والمفقودين السوريين

لوحة الرسامة فاطمة قونيلي وتظهر وجوه المعتقلين والمفقودين السوريين تصوير أمجد حسينو

لوحة الرسامة فاطمة قونيلي وتظهر وجوه المعتقلين والمفقودين السوريين تصوير أمجد حسينو

"الصور التي رسمت يدوياً من قبل ابنة أحد المعتقلين فكانت تجسد واحدة من حالات التعذيب وهي كرسي الشبح"

في المعرض الخاص حول قضية ضحايا التعذيب والمعتقلين والمختفين قسراً في سوريا والذي أقيم في مدينة غازي عنتاب، تم عرض لوحة ضخمة شملت صور أكثر من 5 آلاف معتقل ومعتقلة ومخفيين ومخفييات قسراً.

المعرض والذي استمر ليوم  واحد، الجمعة 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في صالة الآغور بلازا في مدينة غازي عنتاب التركية يأتي ضمن النشاطات التي أطلقها القائمون والناشطون في الحملة الدولية لإنقاذ المعتقلين في سوريا. في إطار الحملة التي بدأت في الأول من شهر أكتوبر الماضي.

ويضم المعرض أكثر من 30 لوحة صُممت ورسمت خصيصاً للحملة، وعبرت عن المواضيع التي أراد المسؤولون تسليط الضوء عليها وتوجيه الرسائل من خلالها. واختار أعضاء الحملة أربعة صور من وقفات احتجاجية لنساء وأطفال حملوا لافتات كتبت عليها عبارات ورسائل إلى آبائهم وأبنائهم في السجون والمعتقلات أو الذين ما زالوا مجهولي المصير إلى الآن.

أما عن الصور التي رسمت يدوياً من قبل ابنة أحد المعتقلين فكانت تجسد واحدة من حالات التعذيب وهي كرسي الشبح إضافة إلى طريقة نوم المعتقلين داخل المهجع المكتظ بعشرات الأشخاص، حيث لا مكان يتسع لهم وقد ينتظرون عدة أيام لكي يحصلوا على مكانٍ صغير للنوم دون أي راحة بكل تأكيد.

واللوحة الأكثر تأثيراً في نفوس زائري المعرض كانت رسمة تعبيرية لشاب قد قضى تحت التعذيب وهو مفتوح العينين كتب على جبينه أحد الأرقام الذي يرمز للعدد الذي وصل إليه من سبقه إلى الموت داخل المعتقل، واللوحة بعنوان “أرقام الموت“.

باقي اللوحات كانت من تصميم الشاب عمار الحاج وهو أحد المعتقلين الناجين من سجون النظام السوري، والذي تسلمت عائلته شهادة وفاته وهو مازال على قيد الحياة قبل الإفراج عنه، حيث جسّد في تصاميمه حالة الاختفاء القسري والموت داخل السجون، وكان أبرز ما قدمه لوحة رمزية لمعتقلين قضوا داخل السجون خرجوا من مقبرتهم الجماعية ليقولوا للعالم لا تنسوا المطالبة بمحاسبة قاتلنا، لا تنسوا المطالبة بجثثنا.

زار المعرض العديد من الناشطين والمهتمين بقضية المفقودين والمعتقلين السوريين إضافة إلى الإعلاميين المتواجدين في مدينة غازي عنتاب والذين قاموا بتغطية فعالة لهذا الحدث.

يذكر أن معرض الصور هو الفعالية الثالثة من الحملة الدولية لإنقاذ المعتقلين.

وسبق هذه الفعالية تصميم وطباعة منشورات خاصة، ضمت البيان الذي أصدره الحقوقيون من أعضاء الفريق مترجمة إلى اللغتين العربية والتركية، تم توزيعها على بعض المنظمات وطلاب الجامعات في مدينة غازي عنتاب.

كما كانت ندوة قانونية أقيمت في 23 أكتوبر/تشرين الأول، مع المحامية السورية أمل النعسان من غازي عنتاب والمحامي أنور البني عبر السكايب من ألمانيا، تناولت أهمية توثيق الانتهاكات الحاصلة بحق المعتقلين والضحايا الذين قضوا تحت التعذيب داخل السجون. وضرورة جمع الوثائق والأدلة من قبل الأهالي تمهيداً لرفع دعاوى للمحاسبة والمساءلة، على الجهات المسؤولة عن الانتهاكات والجرائم الحاصلة بحق المعتقلين. حيث تفاعل أهالي المعتقلين الحضور مع المحاور المخصصة، وشاركوا المحامين من خلال أسئلة واستفسارات في الندوة التي استمرت لأكثر من ساعتين.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني أقامت الحملة ندوتها الثانية مع بعض أهالي المعتقلين والمفقودين تناولت سماع شهادات حية لناجين من الاعتقال تحدثوا فيها عن معاناتهم الإنسانية والنفسية خلال فترة اعتقالهم. واستكمل الجزء الثاني مع أخصائي علم النفس الاجتماعي صفوان قسام الذي تناول في حديثه جانباً هاماً من الدعم النفسي والأمل الذي لا يسمح بالاستسلام لليأس في حياتنا.

كما شارك أعضاء الفريق نشاطاتهم على موقع الويب الخاص بالحملة كذلك على موقعي تويتر وفيس بوك، إضافة إلى صور وفيديوهات باللغتين العربية والانجليزية تعبر عن حالة الاعتقال والاختفاء القسري، إضافة إلى إحصائيات عن أعداد المفقودين والأشخاص الذين قضوا تحت التعذيب، وعدد من الفيديوهات لتوعية العائلات بأهمية التوثيق من أجل المحاسبة والمطالبة بحقوق أبنائهم.

تستمر فعاليات الحملة حتى نهاية شهر نوفمبر من خلال فيديوهات التوعية القانونية الموجهة لعائلات المعتقلين والمفقودين والناجين من السجون. كما ستختتم الحملة فعالياتها بفيلم قصير صامت يتحدث عن معاناة المعتقلين داخل السجون والظروف الإنسانية السيئة التي يعيشونها هناك.