معرض حرفي نسائي في مدينة سرمدا

أحد أجنحة المعرض وقد استقطب اهتمام الزائرات تصوير ريم أحمد

أحد أجنحة المعرض وقد استقطب اهتمام الزائرات تصوير ريم أحمد

نجحت منظمة بركة الإنسانية برعاية المعرض الحرفي “مكّنّي” الذي نظمته رابطة المرأة المتعلمة في مدينة سرمدا مع بداية العام 2017. هذا المعرض الذي بدأ التحضير له في شهر أيلول/سبتمبر 2016، هدف للإضاءة على دور المرأة السورية في النهوض بالمجتمع.

المدير الميداني لمنظمة بركة الإنسانية صبحي التعتاع (31 عاما) يقول: “تمكين المرأة السورية هو هدف رئيسي وأولوية بالنسبة لمنظمتنا، ومن هذا المبدأ تم تبني فكرة المعرض بعد طرحها من قبل رابطة المرأة المتعلمة. تم الإعداد للمعرض على مدىي ثلاثة أشهر، وافتتاحه يعتبر انجازاً كبيراً في هذه الظروف الصعبة. يضم المعرض الكثير من الأقسام وأبرزها عملية إعادة تدوير المخلّفات، وأعمال النسيج والخياطة والقصب والحياكة”.

“من شأن مثل هذه المعارض، رفع كفاءة وثقة النساء الأرامل وزوجات الشهداء بأنفسهن، لا سيما في هذا الوضع الصعب الذي تمر به سوريا، والسير إلى جانبهن حتى يتمكّن من متابعة الطريق بدون مساعدة أحد” بحسب ما أكد التعتاع.

صالة كبيرة في مدينة سرمدا في ريف إدلب حولت حلماً صغيراً إلى حقيقة. هذه الصالة ضمّت أكثر من 300 قطعة هي نتاج جهود ما يقارب 80 سيدة. هذا المعرض كان بمثابة الخطوة الأولى في طريق تمكين المرأة السورية ومساعدتها على تحدي المصاعب.

الأستاذ الجامعي موسى الفضل (57 عاماً) عبّر عن سروره وإعجابه بالمعرض وقال: “لم أتوقع أبدا أن يصل المعرض إلى هذا المستوى العالي من الجودة، تحف فنية عرضت من خلاله بجهود المرأة السورية المكلومة رغم كل المصاعب التي تعترض طريقها سواء صعوبة العيش أو عدم تقبل عملها من قبل بعض الجهات المتواجدة على الساحة السورية ذات التأثير الكبير في الحد من انتشار مثل هذه النشاطات. أتمنى أن تستمر مثل هذه المعارض والأعمال لأنها تعكس مدى الوعي والثقافة التي يعيشها المجتمع السوري الجبار”.

“رابطة المرأة المتعلمة منظومة نسوية اجتماعية تربوية تسعى لرفع وعي المرأة في مختلف المجالات ودعمها ومساعدتها، تأسست منذ أكثر من سنة في مدينة إدلب بجهود تطوعية”. تقول مديرة الرابطة نيرمين خليفة (33 عاما). وتضيف “معرض مكّنّي وغيره من المشاريع المشابهة تساهم في عودة التوازن لحياة المرأة السورية، خاصة تلك التي تعرضت لظروف قاسية، ويزيد من ثقتها بنفسها ويمكن أن يكون المعرض كنوع من تسويق إبداعات تلك النساء للمنظمات وسوق العمل”.

وتتحدّث خليفة عن حملات “ترويج لمنتجات المعرض في تركيا على أمل أن يكون هناك ريع مادي يعود على المشاركات والرابطة، بما يساعدهن على النهوض والسير قدماً”.

وتلفت خليفة إلى الجوائز القيمة للأعمال المميزة والمكافآت لكل المشاركات بالمعرض والمشرفات عليه من قبل منظمة بركة الإنسانية. وتختم خليفة بالقول: “ترغب الرابطة بإيجاد شراكة حقيقية مع المنظمات الداعمة لتستمر بمثل هذه المشاريع المميزة وتتقدم على طريق تحقيق أهدافها في تطوير دور المرأة والنهوض به”.

يستهدف المعرض النساء اللواتي لا معيل لهن ولعوائلهن كنساء الشهداء والمعتقلين، وينصبّ التركيز على محاولة تعليم النساء مهنة معينة يتمكنّ من خلالها من الاعتماد على أنفسهنّ والابتعاد عن طلب المساعدة أو تسوّل المعونات، وفق ما أكد أحد القائمين على العمل.

إيناس (20 عاما) متطوعة في رابطة المرأة المتعلمة ومشاركة في معرض مكّنّي، تقول: “شاركت بعرض 21 قطعة، استخدمت في صناعتها الصوف والحرير. وأغلب الأعمال كانت عن طريق المخرز. بدايتي في رابطة المرأة كمتطوعة منذ التأسيس. والآن مشاركتي في هذا المعرض هي نوع من التحدي للواقع الذي نعيشه في سوريا من جهة، واثبات لذاتي وقدراتي التي لطالما منيت نفسي أن أجد لها متنفسا”.

كانت يسرى العمر(28 عاما) بحاجة إلى مهنة تمكّنّها من تحصيل لقمة العيش الكريمة لها ولطفلتها، بعد أن فقدت زوجها شهيدا في إحدى غارات الطيران على قريتها الكائنة في ريف إدلب الجنوبي. تقول يسرى: “من خلال هذا المعرض يمكن أن أروج لمهنة صناعة السلال القصبية التي اتقنتها جيداً والتي تعتبر في يومنا هذا من المهن المهددة بالانقراض. المعرض نافذة مهمة يمكن أن نطلّ عبر نافذته إلى الخارج من خلال عرض المنتجات في تركيا كما وعدنا القائمون على العرض”.

أم أحمد إحدى زائرات المعرض وقفت مطولا أمام جناح بعينه. تقول أم أحمد: “إعادة تدوير المواد أكثر ما لفت انتباهي في المعرض، مواد عديمة الفائدة يمكن أن تتحول إلى أشياء مفيدة وجميلة جدا”.

من جانبها عبّرت سعاد يوسف عن بالغ سعادتها بحضور هذا المعرض، وخاصة عندما تمكنت ابنتها من الحصول على جائزة أفضل عمل تم عرضه، تقول سعاد: “خسارة ابنتي لزوجها لم يكن عائقا في إكمال حياتها، بل كان محفزا كبيرا من أجل تربية أبنائها وخير دليل على ذلك الأعمال التي قدمتها في المعرض، أنا فخورة بها كثيرا”.