مشفى السيدة مريم تخصصات طبية تلبي طموح الأهالي
حين أنجبته والدته كان عمر أزرق اللون، لحاجته إلى الأوكسجين بأقصى سرعة، ومن حسن حظه أن عملية الولادة تمّت في مشفى تتوفر فيها حواضن للخدج والأطفال حديثي الولادة. قام طبيب الأطفال بوضع قناع الأوكسجين لعمر ونقله إلى الحاضنة، حتى عاد لونه إلى طبيعته بعد فترة بسيطة من الزمن.
صباح يوم الأربعاء 15 حزيران/ يونيو 2016، بدأ الكادر الطبي في مشفى السيدة مريم باستقبال المرضى من النساء والأطفال، بدعم ورعاية من منظمة سوريا للإغاثة والتنمية بحسب ما ذكر المدير الإداري للمشفى محمود السويد (40 عاماً) : “بسبب الحاجة الماسة لوجود مشفى تخصصي لأمراض الأطفال وحديثي الولادة وأمراض النساء، سارعت منظمة سوريا للإغاثة والتنمية لاستحداث مشفى السيدة مريم في مدينة كفرنبل، بسبب موقعها الجغرافي الذي يؤمن لأهالي المناطق المحررة وللنازحين من ريف حماه الشمالي هذه التخصصات الطبية التي لا تتواجد إلا في المشافي الخاصة”.
ويضيف السويد: “تتألف المشفى من 8 أقسام هي : العيادات الخارجية، المختبر، “المخاض” قسم التوليد، العمليات، الحواضن، جناح المرضى، الصيدلية، وقسم الإدارة. ويتألف كادر المشفى العام من نحو 50 موظفاً، بينهم 7 أطباء و20 ممرضة وقابلة قانونية، و6 فنيي تخدير ومختبر، يعملون على مدار اليوم”.
ويلفت السويد إلى أنه: “تم إجراء أكثر من 90 عملية قيصرية، ونحو 85 ولادة طبيعية، كما استقبلت عيادة الأطفال 1368 حالة و1204 حالات مرض نسائية، وتم قبول نحو 166 طفل و طفلة، و154 حالة ولادة خلال شهر تموز/ يوليو الماضي مع استقبال 362 طلب تحليل مخبري”.
الاختصاصي في طب الأطفال ذو الفقار الغزول (32 عاماً) يقول عن استحداث المشفى: “جاء استحداث مشفى متخصص ومجهز لأمراض الأطفال في هذه المنطقة كهدية للأهالي، ولأن العلاج في المشفى مجاني، يستطيع الأهالي التوجه لهذه المشفى دون تردد، حيث كان الأهالي يعانون الكثير عند حاجتهم للمشافي والحواضن، التي تكلف الأهالي مبالغ فوق طاقتهم”. ويضيف: “يعمل في هذه المشفى ثلاثة أطباء متخصصين في طب الأطفال على مدار الساعة، يقومون بمعاينة الأطفال المرضى وإجراء الفحوصات لهم، بالإضافة لإشرافهم على الحالات المرضية المقبولة في المشفى، التي تكون في بعض الأوقات كثيرة لا يستطيع قسم المرضى الأطفال استيعابها، ولذلك نضطر أحياناً لوضع أكثر من طفل على سرير واحد”.
الدكتورة لمى (30 عاماً) الاختصاصية في التوليد وأمراض النساء تقول: “كون المشفى يقدم خدماته للمرضى بشكل مجاني، فإن عدد الحالات التي تأتي للمشفى بازدياد يومياً، وجميع النساء اللواتي راجعن المشفى مسرورات وفرحات لوجود مثل هذا المشفى، و أجمل ما أراه وأسمعه عبارات الشكر والدعاء للعاملين في المشفى عند خروج المرضى والبسمة لا تفارق وجوههن”. تتقاسم لمى العمل في العيادة النسائية في المشفى مع طبيبتين من نفس الاختصاص. وعن هذا الأمر تقول: “نتابع الحالات الموجودة في المشفى، ونقوم بمعاينة الحوامل ومتابعتهن خلال أشهر الحمل، مع تقديم العلاجات داخل المشفى، رغم بعض الصعوبات التي تواجه عملنا من حيث عدم قدرة قسم التوليد على استقبال حالات الولادة في بعض الأيام لعدم وجود أسرة كافية حالياً”.
رئيسة الممرضات التي فضّلت عدم ذكر اسمها تشتكي من كثرة عدد الحالات التي تأتي إلى المشفى للاستفادة من الخدمة المجانية، مقابل عدد الممرضات المناوبات، حيث تتم الاستعانة في بعض الأحيان بالممرضات المناوبات في قسم الأطفال وقسم الأمراض النسائية، مما يسبب الإجهاد للممرضات في بعض الأوقات. ولا يفوتها أن تشير إلى أن تقديم الخدمة الإنسانية للمريض، يمنح شعوراً جيداً، وكثرة عدد الحالات في المشفى يدل على أن استحداث هذا التخصص كان لزاماً لخدمةالأهالي.
بحسب المدير الإداري محمود السويد: “صيدلية المشفى خاصة لتقديم العلاجات للحالات داخل المشفى، ويوجد فيها بعض الأدوية والمواد التي تستخدم في العمليات الجراحية والولادات القيصرية، بالإضافة لبعض المضادات الحيوية والمسكنات، وأدوية وحليب خاصة بالأطفال تقدم للحالات التي يتم قبولها في المشفى”.
وعن الصعوبات التي تعاني منها المشفى يقول السويد:” إن أكثر ما نعانيه من صعوبات هو عدد المراجعين من المرضى والحوامل، مما يسبب عدم إمكانية استيعاب هذه الحالات في المشفى، حيث يتم تحويل بعض الحالات إلى مشافي تتوفر فيها هذه التخصصات، كما أن عدم توفر بعض الأدوية الضرورية في المشفى يضطر المريض إلى تأمينها من الصيدليات الخاصة”.
عثمان العلي (29 عاماً) والد الطفل عمر يشكر القائمين على مشفى السيدة مريم ويقول: “لا أعرف ماذا أقول للعاملين في المشفى، أشكرهم لأنهم وبفضل الله وتفانيهم في عملهم أنقذوا ولدي عمر من أن يصاب بضرر دماغي كما أخبرتني الطبيبة، وأشكرهم لأنهم وفروا علي دفع مبالغ لا قدرة لي على دفعها في المشافي الخاصة”.
أصبحت وفاء الشامي (20 عاماً) أمّا لطفلة جميلة. وتقول وفاء: “كنت في أواخر شهر الحمل، ترددت إلى مشفى السيدة مريم تحضيراً للولادة، تابعت حالتي إحدى الطبيبات حتى كان يوم الولادة، اضطرت الطبيبة لإجراء ولادة قيصرية لأنه المولود الأول، وبقيت بعدها ثلاثة أيام في المشفى، لم أجد إلا الرعاية والعناية والتنظيم في العمل، كذلك تم وضع ابنتي في الحاضنة لمدة يوم، ولا أستطيع سوى أن أقول جزاهم الله خيراً”.
رئيس المجلس المحلي مصطفى علي الشيخ ( 43 عاماً) يشكر المنظمة الداعمة على استحداث مشفى السيدة مريم في مدينة كفرنبل ويقول: “تتقدم إدارة المجلس المحلي بالشكر الجزيل لمنظمة سوريا للإغاثة والتنمية لتقديمها الدعم ولاستحداث هذا المشفى في مدينتنا، وبنفس الوقت يعتذر المجلس المحلي عن تقديم أي مساعدة للمشفى لعدم قدرة المجلس على ذلك، ويؤكد الاستعداد للتعاون مع إدارة مشفى السيدة مريم بشكل عام ولتقديم أي مساعدة عند الاستطاعة “.