مشروع لتعزيز مكانة صوت المرأة السورية

من النشاطات التي ترعاها رابطة نساء الشمال السوري تصوير رزان السيد

تابعت رانيا الحايك ديوان الحوار المجتمعي الذي أقامته رابطة نساء الشمال السوري ضمن فعاليات مشروع “صوت المرأة السورية”. وهو ما شجعها على البحث عن عمل وإن كان تطوعياً بغية أن تكون فاعلة ومنتجة في المجتمع.

الحايك (28 عاماً) تقول: “ما لفت انتباهي في الحوار هو التركيز على أهمية دور المرأة في المجتمعات النسائية والهيئات الفاعلة في المجتمع، وخاصة في تلك الظروف القاسية التي تمر بها البلاد، وتضمن الديوان الحديث عن دور المرأة في الإسلام ودورها في المؤسسات والمنظمات وأهميتها في نهضة المجتمع. وتم الوقوف على الإيجابيات والسلبيات لكل محور والوصول لمخرجات هادفة وفاعلة”.

تأسست رابطة نساء الشمال السوريمطلع العام 2017 من قبل مجموعة من السيدات الفاعلات في المجتمع، وهن سيدات من خلفيات متنوعة من حيث الثقافة والجغرافيا وهي بمشاركة هامة من قبل مجموعة من الشبان المؤمنين بدور المرأة وأهمية عملها في المجتمع.

رئيسة مجلس إدارة الرابطة والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها تقول: “لقد مرت النساء السوريات خلال سنوات الحرب بظروف كثيرة، دفعت غالبيتهن لتعديل مسار حياتهن بسبب ما واجهنه من أهوال، الكثيرات منهن فقدن أزواجهن وأفراد من عائلاتهن مما دفعهن لطريق العمل والتأهيل المهني ومن هنا إنطلقت فكرة رابطة النساء في الشمال السوري”.

وتضيف رئيسة مجلس الإدارة: “هدفنا تمكين المرأة السورية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وبناء قدراتها لتكون قادرة على أداء دورها في بناء ونهضة المجتمع من خلال خلق بيئة آمنة تشجع المرأة على العمل بعد تطوير مهاراتها”.

“يتألف الكادر الإداري في الرابطة من 39 عضو في الهيئة العامة. إضافة لحوالي مئة منتسب للرابطة وباب الإنتساب لا يزال مفتوحاً، حيث شكلت نسبة النساء في الرابطة 83% بشكل عام وهن يعملن بشكل تطوعي ضمن الإمكانيات المتاحة وعلى نطاق واسع” وفق ما تبيّن رئيسة مجلس الإدارة.

أنشطة عديدة قامت بها رابطة نساء الشمال السوري كلها تصب في مصلحة المرأة والطفل السوري ومنها دورات تمريض وإسعافات أولية، حملات تكريم المتفوقين في عدد من المدارس على مدار عدة فصول دراسية ضمن مشروع حمل اسم “رواد المستقبل” إضافة لمشروع دورات مهنية في الخياطة والنسيج يحمل عنوان “بيدي أصنع غدي”.

بفخر تنظر الشابة علا الشهابي (21 عاماً) إلى الفساتين التي خاطتها بيديها وعرضتها ضمن المعرض التي أقامته الرابطة بعد نهاية دورة الخياطة التي استمرت مدة ثلاثة أشهر. وتقول الشابي: “لقد حظيت فساتيني بإعجاب جميع زوار المعرض، وراح بعضهم يطلب مني عدداً من القطع المشابهة لعرضها في محالهم التجارية، لقد كانت دورة مفيدة استطعت من خلالها تأمين عمل مناسب لي في هذه الظروف الصعبة”.

زهراء (26 عاماً) استفادت من دورة التمريض والإسعافات الأولية بشكل كبير، وخاصة أنها تمكنت بعد اتقانها من الحصول على عمل في إحدى عيادات الأطباء الخاصة كممرضة ما مكنها أن تكون قادرة على الإنفاق على عائلتها.

 تقول زهراء: “كنت بحاجة لعمل لكنني لم أكن أحمل أي شهادات أو تدريبات وهو ما أعاق حصولي على أي فرصة. ولكنني وبعد إتمام دورة التمريض تمكنت من إكتساب خبرات عملية ونظرية عديدة، وهو ما مكنني من الحصول على هذه الوظيفة وإن كان الأجر بسيطاً”.

وترجع زهراء فرصة عملها إلى رابطة نساء الشمال السوري التي أتاحت لها ولغيرها الفرصة لتنتقل “من الإستهلاك إلى الخبرة والثقة بالنفس والإنتاج” وفق تعبيرها.

أمين سر رابطة نساء الشمال السوري اسماعيل خطيب (41 عاماً) يتحدث عن مشروع “صوت المرأة السورية” فيقول: “تم تنفيذ المشروع بالشراكة مع منظمة التنميةالمحليةوهو يهدف للمساهمة في دعم وتمكين المنظمات غير الحكومية المحلية التي تعنى بالمرأة ومشاركتها في عملية التنمية وتعزيز دورها في المناطق المحررة”.

ويضيف خطيب: “المشروع يهدف إلى تطوير البيئة المؤسساتية والإدارية ودعم الحوكمة فيها، ودعم قدرات النساء وتأهيلهن ودعمهن للمشاركة في الأحداث والفعاليات المجتمعية ورفع الوعي لأهمية تعليم وتثقيف المرأة للمشاركة في جميع المجالات”.

وعن المكاتب والمراكز الخاصة بالرابطة يوضح الخطيب أن المكتب الرئيسي للرابطة يقع في مدينة أريحا إضافة لمركز تدريب آخر في بلدة أورم الجوز وقرية مرعيان، وروضة أطفال في بلدة الرامي وفي قرية بلشون، يضاف إلى ذلك صالة أنشطة ترفيهية تعليمية في بلدة إحسم. ويؤكد أن العدد التقريبي للمستفيدين من نشاطات الجمعية بلغ 2500 مستفيد بشكل مباشر.

سلوى العبد (35 عاماً) تثني على فكرة افتتاح روضة من قبل الرابطة في قريتها الرامي، والتي أتاحت للأهالي إمكانية الاستفادة من خدماتها بإرسال أطفالهم إليها. وتقول العبد: “نحن نفتقر في قريتنا النائية لمثل تلك المشاريع التعليمية الهادفة والتي من شأنها تعليم الأطفال والترفيه عنهم وإخراجهم من واقع الحرب التي يعيشونها”.

وترسل سلوى العبد إثنين من أبنائها إلى الروضة التي ساعدتهما على تعلم الكثير من الأحرف وقواعد اللغة ومهارات الحساب. وتلاحظ العبد مدى تعلقهما بالذهاب للروضة كل يوم حين يستيقظان بهمة ونشاط طالبين منها مساعدتهما في الإسراع بالذهاب إليها.

لم تحصل الرابطة على الكثير من الدعم، ما عدا بعض المساعدات العينية من قبل بعض المنظمات ومنها هيئة الإغاثة الإنسانيةوبعض الجهات الأخرى من أصدقاء الرابطة ومعارفها. فيما تسعى الرابطة لعقد شراكات مع منظمات خارجية بغية الحصول على منح لمكتبها الرئيسي في مدينة أريحا.

علاء الديبو (36 عاماً) عضو مجلس محلي يتحدث عن فوائد رابطة نساء الشمال السوري وأهميتها بالنسبة للمرأة ويقول: “لقد إستطاعت المرأة السورية كسر الصورة النمطية وأظهرت أنها ليست المرأة الضعيفة المسكينة الخاضعة للمآسي التي تواجهها أو الساعية وراء جمعيات الإغاثة. بل أظهرت الجانب الآخر منها وهو حقيقة السوريات اللواتي يعملن بشرف لإعالة أسرهن من خلال العمل الفردي أو الجماعي المؤسساتي وبكل المجالات الممكنة”.

ويشدد الديبو على ضرورة دعم مثل هذه المراكز الفاعلة التي من شأنها تدريب وتأهيل المرأة لتكون قادرة على تحمل الأعباء الكبيرة التي ألقيت على كاهلها بما يحافظ على مكانتها ويحمي كرامتها.