مشروع جودة التعليم لتحسين مستوى الطلاب في إدلب
من نشاطات الطلاب في المدرسة تصوير أمينة المكتبة أم سليم
تحسن مستوى القراءة والحساب عند وائل(9 أعوام) بعد تلقيه لدروس القراءة والحساب العلاجية ضمن أنشطة مدرسته، التي شملها مشروع مدارس الجودة للعام الدراسي الماضي.
أبو وائل (31 عاماً)يقول:”كان مستوى وائل تحت الوسط في مادتي القراءة والحساب، قراءته ركيكة وبطيئة، وعنده صعوبة في عملية الجمع والطرح، تطور مستواه نتيجة متابعته في المدرسة، واشتراكه ببرنامج جودة التعليم”.
رئيس شعبة الحماية في مديرية التربية والتعليم في إدلب محمد الجومي (39 عاماً)يقول: “دخل بنامج جودة التعليم عبر مشروع مدارس الجودةحيز التنفيذ بداية تموز/يوليو 2018،و
شمل المشروع حتى تاريخه 307 مدارس فيإدلب، ويستهدف تلاميذ الحلقة الأولى من الصف الأول إلى الرابع، وبلغ عدد المستفيدين ما يقارب 100 ألف تلميذ وتلميذة، يتلقون دروس القراءة العلاجية والحساب العلاجي، إضافة إلى أنشطة دعم نفسي وأنشطة توعية وتمكين وأنشطة تفريغ نفسي وأنشطة ترفيهية متنوعة”.
و يتابع الجومي الذي يحمل شهادة إجازة في التربية:”تأتي هذه الخطوة بعد ملاحظة تدني مستوى التلاميذ في مواد القراءة والحساب، ولهذا تدعم مديرية التربية الجهود المقدمة من الجهات المانحة لرفع جودة التعليم بالمحافظة من خلال المشاركة بأنشطة منظمة للعب والتأقلم والتعبير، وحث الأطفال على أهمية القراءة والحساب وتعزيزهما في المدرسة باعتبار هذا النشاط طريقة رائعة لإشراك الطلاب”.
وعن الكادر القائم بالعمل يقول الجومي:”المعلمون هم حجر الأساس في هذا العمل، تم تأهيلهمعبرالعديد من الدورات التدريبية الخاصة في صون الطفل وحمايته. وتمو\تزويدهم بطرائق خاصة في القراءة العلاجية والحساب العلاجي والدعم النفسي”.
وبحسب الجومي”المشروع يهدف إلى حماية الأطفال من الانتهاكات وتقديم الدعم النفسي لهم،ورفع وعيهم ووعي أسرهم والمجتمع المحلي المحيط بهم.ورفع درجة وعيهم حول حقوق وحماية الطفل أثناء الطوارئ والازمات وتطوير مستواهم الدراسي”.
عن دور المجمعات التربوية يقول الجومي:”دور المجمعات التربوية دور اشرافي وتوجيهي، ونخطط في المستقبل ليشمل مشروع جودة التعليم كل مدارس المحافظة، كما نخطط لإنشاء مراكز خدمية معتمدة تعنى بصون الطفل وحمايته، ونسعى لتفعيل النظام الالكتروني لإدارة الحالة عبر تزويد المدارس بأنظمة طاقة كهربائية شمسية، إضافة إلى تزويد المدارس بتقنيات تعليمية حديثة لرفع سوية التعليم، وتقديم كل جديد للمعلمين”.
أبو محمد (52 عاماً) مدير المدرسة لتي يدرس فيها وائل يقول: “إن أهم ما يعيق عملنا عدم كفاية الكلفة لتنفيذ الأنشطة، وانقطاع الدوام بسبب الوضع الأمني، وانعدام الكهرباء وقلة المياه في المدارس، إضافة إلى النقص بالمستخدمين، وعدم تعاون المعلمين التابعين لمديرية تربية النظام بشكل جيد بسبب خوفهم من عقوبات الفصل وإيقاف الراتب”.
خريجة معهد فنون المعلمة أم سليم (30 عاماً) تقول:”أنا أمينة المكتبة في المدرسة، نقدم في المكتبة حصص القراءة العلاجية والحساب العلاجي ،بالتنسيق مع معلمي الصف خلال العام الدراسي وفق الخطة الدراسية المعتمدة.ونعمل على خلق بيئة مواتية للتعلم النشط والتشاركي”.
وتتابع أم سليم:”بالإضافة إلىما سبق نقومبإدارة نشاط نادي القراءة خلال فترة النادي الصيفي لمساعدة الأطفال على تنمية الفكر الإبداعي من خلال ربط القصص المقروءة بمواقف الحياة اليومية، ومراقبة أنشطة النادي الصيفي وضمان جودة الأنشطة وسلامتها، وتقييم رضى الطلاب والأهالي عن جودة أنشطة النادي الصيفي من خلال الاستبيانات المخصصة لذلك، وتفعيل استخدام المكتبة من قبل المجتمع وضمان تنظيم جداول العمل وأوقات استخدام المكتبة”.
أما أبو يوسف (44 عاماً) خريج المعهد الرياضي وهو مسؤول الحماية في المدرسة فيقول:”نتأكد من تطبيق معايير حماية الطفل في المدرسة والأنشطة، وتأمين وتطوير بيئة عمل آمنة وداعمة. كما نقوم برصد أي تقدم في جميع حالات حماية الطفل من أجل ضمان سلامة ورفاهية الطفل، إضافة إلى متابعة سجلات دوام الأطفال ورصد الحالات التي تحتاج الى متابعة مع الأسرة.واتخاذ الاجراءات اللازمة لتحسين الدوام لدى الطلاب. وتقديم الدعم التقني في عملية تصميم أنشطة النادي الصيفي أو الأنشطة اللاصفية بعد الدوام خلال العام الدراسي”.
إلى ذلك تقول أم عمر (31 عاماً) المجازة باللغة العربية والمعلم الأول في المدرسة: “ننسق مع معلم الصف تحضير الدروس والتقنيات المستخدمة وأسلوب التنفيذ، ونحضر بعض الدرس المقرر مع المعلم دون أي تدخل، ونقوم بزيارات صفية دورية لمراجعة دفاتر الطلاب وخطط المعلم وتقييمات الطلاب، وزيارات تخص تطبيقات التعليم العلاجي وتقديم الدعم المناسب للمعلم لتنفيذه، ووضع خطط موحدة لجميع المعلمين، وتقييم النتائج بالنسبة للمعلمين والتلاميذ، ومتابعة التلاميذ المقصرين والعمل على تلافي تقصيرهم في مواد التعليم العلاجي”.
الطفلة شهد (10 أعوام) في الصف الرابع،تعبّرعن فرحتها عند قدوم موعد حصة الأنشطة الترفيهية في المكتبة بقولها:” أنتظر هذه الحصة بفارغ الصبر، نقوم بقراءة القصص الهادفة، وننفذ مسرحيات خاصة بالأطفال من القصص التي قرأناها، نفرح ونلعب وننشد. كما نشارك بالألعاب المتنوعة، وأحس وقتها أنني في عالم آخر بعيد عن الدمار والقصف”.
أما الطفل علي (8 سنوات) من الصف الثاني فيقول:” استفدت كثيراً من دروس القراءة والحساب العلاجي. استطعت تعويض ما فاتني في العام الماضي بسبب دوامي المتقطع لأنني أخاف من صوت الطائرة كثيراً”.
وفي الختام تجدر الإشرة إلى أن المشروع هذا هو من مشاريع مناهل والتي تندرج ضمن نشاطات منظمة كيمونكس.