مشروع أرضك لدعم الزراعة في ريف القنيطرة

يساعد مشروع أرضك المزارعين على تحسين مستوى أدائهم تصوير حنان الطويل

يساعد مشروع أرضك المزارعين على تحسين مستوى أدائهم تصوير حنان الطويل

"تعلمت مريم الخضر الزراعة خلال متابعتها للورشات التدريبية التي تقيمها منظمة أرضك. مريم أرملة ومعيلة لثلاثة أطفال، تعمل اليوم على زراعة الأرض ببذار السمسم في قريتها غدير البستان."

حنان الطويل

تنظر سهام السلامة (40 عاما) الى محصول الملوخية برضى وسرور. بعدما عجزت سابقاً عن تأمين مستلزمات الزراعة من بذار وسماد وري. وتقول سهام “أنقذني مشروع تأمين سبل العيش، من العبء المادي الثقيل، اليوم أنا أقطف القطفة الأولى من المحصول بسعادة، يمكنني هذه السنة تأمين مؤونة الشتاء مما أنتجته أرضي ويداي”.

مشروع « تأمين سبل العيش» الذي أطلقته منظمة “أرضك” (ARDAQ) في الأول من مايو/ أيار 2017، يأتي بعد عملية إحصاء ودراسة استغرقت 18 شهراً، شملت مخيمات النزوح والمقيمين في ريف القنيطرة. ووجدت ترديا في الحالة الاقتصادية. كما أظهر مسحها للأراضي الزراعية، تراجعا في المساحة المزروعة بمعدل 93%، مع ضعف في المعرفة الزراعية للسكان وصل حتى 38% وسطيا.

وتأتي مشاريع التمكين التنموية لتعوض على المتضررين. ويكمن نجاح هذه المشاريع في إسهامها العلمي لرفع سوية التجارب الموروثة للمزارعين.

ويلحظ المشروع تقديم سلال زراعية تقدر قيمة كل منها بـ 300 دولار أميركي، لكل مزارع يمتلك أرضاً لا تقل مساحتها عن 3 دونمات. وتحتوي السلة على بذار السمسم أو الملوخية، إضافة إلى الأسمدة والمواد اللازمة للزراعة. وقد غطى المشروع 480 دونماً في قريتي غدير البستان وأبو تينة. استفاد من المشروع حتى الآن نحو 160 مزارعاً، حسب مسح سكاني قامت به المنظمة بالتعاون مع المجالس المحلية للقريتين.

فادي المنيف (50 عاماً) تعرضت محاصيله الزراعية في قرية قرقس لآفة دودة أوراق السمسم. يقول المنيف: “ساعدني فريق الاستشارة لتحديد نوع المرض الزراعي، وأرشدوني على الطرق الوقائية كي لا تتغلل الآفة بالمحصول أكثر. اعتبر نفسي من المحظوظين لتدخل الفريق في الوقت المناسب لحماية محصولي”.

تعلمت مريم الخضر الزراعة خلال متابعتها للورشات التدريبية التي تقيمها منظمة أرضك. مريم أرملة ومعيلة لثلاثة أطفال، تعمل اليوم على زراعة الأرض ببذار السمسم في قريتها غدير البستان. تقول مريم: كنت أخشى من الفشل بسبب قلة خبرتي في المجال الزراعي إضافة إلى المجازفة المادية. لكن هذا المشروع بدد مخاوفي جميعها. فزرعت السمسم الذي أنتظر محصوله بفارغ الصبر وبأمل كبير”.

مسؤول التوزيع المهندس أيمن عبد الله أبو صلاح (28 عاماً) يقول: “جهدنا يتركز في متابعة العملية الزراعية، بغية الوصول الى منتج وفير يساعد على الاكتفاء الذاتي. محصولا السمسم والملوخية يدران أرباحا جيدة على المستفيدين، إضافة إلى أن محصول السمسم لا يحتاج الى خبرة زراعية كبيرة، وبمساعدة الدورات التدريبة والتوعية بلغ عدد الذين اختاروا زراعة السمسم إلى نحو 111 مستفيداً”.

وبحسب رياض منصور عضو المجلس المحلي في قرية غدير البستان فقد “استفاد من مشروع المنظمة نحو 160 مزارعاً من أصل 209 ممن تقدموا بطلبات للحصول على دعم. وذلك بالتعاون بين المجالس المحلية والمنظمة، للتركيز على الحالات الأشد فقراً”..

مسؤول الاستشارات الزراعية في المنظمة المهندس فرج أبو أحمد يتحدث عن خطة مدروسة تتضمن مواعيد محددة للوصول إلى 2000 استشارة زراعية. ويقول أبو أحمد ” قدمنا حتى الآن نحو 850 استشارة زراعية، وهي استشارات متنوعة بين الأمراض، والتقليم، والمشاكل التي يعاني منها المزارع، نتيجة عدم زراعة وتحريك الارض لسنوات طويلة”.

ويضيف أبو أحمد “الجانب الاستشاري يعتبر جزءا هاما من المشروع، لأن نطاقه يشمل مساحات زراعية واسعة، بدءا من قرية غدير البستان، وقرقس، وأبو تينة والحيران، حتى قرية نبع الصخر وقرى أخرى”.

مدير منظمة “أرضك” في القنيطرة المهندس منصور النميري (49 عاماً)، وعن مشروع “تأمين سبل العيش” يوضح في لـقاء مع “حكايات سوريا”: “أن المشروع يأتي إستجابة طارئة للاحتياجات الإنسانية، التي خلفتها الحرب في سوريا، وكخطوة لتعزيز الأمن الزراعي للمنطقة. وقد تغلبنا على مجمل الصعوبات من مياه وأسمدة، وكهرباء، وافتقار الكفاءات، لنتمكن من تحقيق الأهداف بدقة عالية”.

ترك ماهر الكعيد (35 عاما) أرضه في قرية أبو تينة، للأشواك خمس سنوات، نظرا لقلة حيلته وماله. غير أنه استفاد أخيراً من السلة الزراعية من منظمة أرضك. ويعبر الكعيد عن سروره الكبير ومتنانه لتمكنه من الوقوف على قدميه، وقدرته في تأمين معيشته.

ويقول الكعيد: “عمليات الحراثة والري مكلفة، اليوم أنتظر محصول السمسم من غير معاناة مع مشكلة الوقود ومستلزمات الزراعة، التي حلها مشروع تأمين سبل العيش. وسأعمل على ادخار شيء من المنتج للعام المقبل”.