مسابح ريف ادلب بين الإزدحام والأمراض وغياب الرقابة

مسابح ريف إدلب متنفس ترفيهي صيفي تصوير نايف البيوش

مسابح ريف إدلب متنفس ترفيهي صيفي تصوير نايف البيوش

سليم الحنيني (13 عاماً) يمارس هواية السباحة في فصل الصيف، مرة كل أسبوع، في المسبح القريب من منزله في مدينة كفرنبل، غير أنه عانى مؤخرا من التهابات في الأنف والأذن سببتها له مياه المسابح العامة.
بعد فصل المناطق الساحلية عن المناطق المحررة لم يعد الأهالي في ادلب وريفها يقصدون البحر للاستجمام والسباحة كما في السنوات التي خلت، قيام الثورة السورية. هذا الواقع دفع بمئات الأشخاص ونتيجة ارتفاع درجات الحرارة الى التوجه نحو المسابح الصيفية المنتشرة بكثرة في مناطق ريف إدلب.
غير أن السباحة ضمن تلك المسابح كانت لها ضريبتها، التي تبدأ بالإزدحام وتنتهي بانتشار الأمراض بفعل تلوث المياه، وكل ذلك مرافقا لغياب الرقابة.
ويقول سليم لموقعنا: “أجد في الذهاب إلى المسبح متنفسا، حيث ألتقي بأصدقائي وأمارس هوايتي وأقضي وقتا ممتعا”. ولاحظ سليم عدم نظافة المياه التي قلما كان يتم تغييرها ومع ذلك استمر بالسباحة مبررا ذلك بالقول “لست الوحيد فالمسبح ممتلىء بالأشخاص كبارا وصغارا، وهذا ماكان يشجعني على المجيء”.
سليم اليوم يعاني من التهاب حاد في الجيوب الأنفية ونقص بالسمع بدرجة 30 بالمئة بحسب طبيبه عبد المعز خيرو الخطيب (45 عاماً) الأخصائي بأمراض الأنف والأذن والحنجرة والذي يؤكد بأن حالة سليم ليست الأولى فهناك العديد من الحالات التي يستقبلها يومياً.
ويرجح الطبيب خطيب: “أن تكون مياه المسابح العامة هي السبب لحصول أمراض عديدة، كالإحتقان والتهاب الجيوب الأنفية ونقص السمع وغيرها”. وهنا يطالب الطبيب الخطيب بوجود رقابة لمتابعة أوضاع المسابح من قبل المعنيين.
ابو أحمد (40 عاما) وهو احد مالكي المسابح في ريف إدلب يؤكد أنه يقوم بتعقيم مياه المسبح بإضافة مادة الكلور إليها، كما أنه يعمد الى تغيير المياه مرة كل أسبوع، مشيرا لعدم إمكانية تغييرها بشكل مستمر ويومي لأن ذلك سيكون مكلفا.
ويقول أبو أحمد: “إن سعر حمولة صهريج المياه يعادل الألفي ليرة سورية، ومسبحي بحاجة لحمولة أكثر من 45 صهريج لتغيير مياهه، وبالتالي فالعملية مكلفة، فأستعيض عنها بالتعقيم بشكل مستمر”. وبرأيه فإن اللوم يكون على الأشخاص أنفسهم، فالمصاب بأي مرض جلدي أو معوي ويحضر للسباحة فإنه من الطبيعي أن يعدي غيره. وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين عادة ما يبتلعون كمية من المياه أثناء السباحة وهم أكثر عرضة للمرض من البالغين لضعف مقاومتهم. فيصابون بالأمراض المعوية.
المهندس الكيماوي رائد الشلح (30 عاما) ينبه إلى أن التعقيم بمادة الكلور يسبب الكثير من المشاكل الصحية والأمراض بالنسبة لمرتادي المسابح. خاصة وأن كميات الكلور التي يضعها أصحاب المسابح تكون بشكل عشوائي ودون أدنى معرفة بمقدار إحتياج المسبح الذي تحدده سعة المسبح وعمقه، مما قد يكون سببا في الكثير من الأمراض الجلدية.
الشاب علي الحمود (20 عاما) كان يعاني من التهاب حاد في عينيه كلما قصد المسبح، اكتشف مؤخرا أن مواد التعقيم داخل المياه هي السبب بحسب طبيبه، فكان ان امتنع عن السباحة وراح يداوم على علاج عينيه اللتين بدا عليهما الإحمرار والتورم بشكل واضح.
لم تكن الأمراض العينية والجلدية والحساسية وحدها الناجمة عن قلة الاهتمام بمسابح ريف إدلب، فهنالك حالات غرق حدثت جراء عدم وجود منقذين لمساعدة محبي هذه الهواية.
خالد الحسين (35 عاما) وهو من أهالي بلدة حزانو في ريف إدلب وجد طفلاً ميتا في المسبح، يبدو أنه غرق ولم يتنبه له المسعفون. حادثة الغرق هذه أثارت ردود فعل غاضبة من قبل الأهالي الذين امتنعوا عن إرسال أولادهم إلى لمسابح.
ويناشد الحسين جميع المعنيين لمراقبة أوضاع المسابح والكف عن الإستهتار بحياة االناس.
من جهته يعترف مصطفى الخطيب (22 عاما) وهو مدير المكتب الإعلامي لدى المجلس المحلي في بلدة حزانو بأنه لا دور للمجلس في هذا المجال، حيث لا يملك المجلس سلطة تنفيذية قوية قادرة على ردع المخالفات.