مراكز العناية بالأطفال في إدلب برعاية المكاتب الثورية
تعتبر مراكز كتاكيت، ألوان، شخابيط، براعم، فراشات، ومركز سنافر مزايا من أهم المراكز للتدريب والدعم النفسي للأطفال في مدينة كفرنبل في ريف إدلب.
هذه المراكز وبحسب مدير المكاتب الثورية في إدلب رائد الفارس تعمل على انتشال الأطفال من الوضع المتردي الذي يعيشونه. وتسعى هذه المراكز لمعاينة حالات الأطفال، سواء على المستوى النفسي أو على المستوى التعليمي، خصوصاً بعد تدهور العملية التعليمية في الأربع سنوات الماضية.
الفارس مدير المكاتب الثورية التي تموّل هذه المراكز يقول أنها “تقدم تعليماً سريعاً، بما في ذلك محو أمية الأطفال في جميع العلوم، ووضع الأساسات الطبيعية لاستكمال تعليمهم في ما بعد.ومن ناحية أخرى تجسيد الانضباط لدى الاطفال بعد ابتعادهم لفترة عن مقاعد الدراسة. وأيضا إنقاذ الأطفال من الشوارع التي أصبحت مرتعاً لهم في هذه الظروف التي فرضتها الحرب الدائرة”.
سنافر مزايا للأطفال، هذا المركز الذي يتبع لمركز مزايا النسائي في كفرنبل كما هو واضح من اسمه، حقق قفزة في إطار التعليم والترفيه، بفضل مجموعة من المدربات تمكّنّ من جعل هذا المركز يبصر النور في وقت قصير، وضمن إمكانيات ضيقة. مديرة المركز فاتن، خريجة كلية التربية فرع الإرشاد النفسي تشير إلى أن “فكرة العمل بهذا المركز جاءت نتيجة وجود عدد لابأس به من الأطفال مع الأمهات اللواتي يتدربن في المركز النسائي مزايا”.
وتضيف فاتن “كانت المفاجئة كبيرة عندما بدأ الاطفال يتوافدون إلى المركز من أعمار متفاوتة، أعمارهم مابين الثلاث والخمس سنوات وبأعداد جيدة وفي مدة قصيرة”.
تقول شهد وهي مدربة في المركز “يتقدم يومياً ما لا يقلّ عن طفلين للتسجيل في المركز، سواء أكانت أمهاتهم يتدربن في المركز النسائي أو لا، وبلغت نسبة الأطفال الذين امهاتهم لا يتدربن في المركز أكثر من ضعفين”.
ويؤكّد القائمون على المركز انه ليس مركزاً ترفيهياً فقط، بل هو مركز تعليمي أيضاً يعمل على إعداد الأطفال وتوفير المهارات التعلمية ومنها إتقان كتابة الأحرف الأجدية والارقام.
تعتقد مديرة المركز أنه يعمل على بناء ما هدمته الحرب في نفوس الأطفال، وتحسين الحالة النفسية لديهم، وذلك من خلال استيعاب جميع ردود الافعال التي تظهر من قبلهم، إضافة إلى تعليمهم السلوك الحسن والآداب العامة. كما يقوم المركز بتشخيص حالات بعض الأطفال الذين لديهم نشاط زائد، أو سلوك عنيف، وبعض العادات السيئة مثل السرقة والكذب، وذلك من خلال مراقبتهم والاعتناء بهم على وجه الخصوص والتعاون مابين الأهالي والمدربات اللواتي يقمن بتصحيح السلوكيات الصادرة عنهم .
أما عن عدد المدربات وعدد الأطفال المنتسبين الى المركز فتقول فاتن “تعمل في المركز ست مدربات، بعضهن يقمن بواجب التعليم والتوجيه فيما تعمل الأخريات على خدمة الاطفال ونظافة المركز. أما عدد الأطفال في المركز فيبلغ اليوم نحو 130 طفلا”.
وفي ما يتعلق بالوسائل الترفيهية الموجودة في المركز، فهي عبارة عن مكعبات ألوان، كرات وأحصنة قفز، بالإضافة إلى كرات بلاستيكية صغيرة.
وبالانتقال إلى آراء الاهالي عن المركز قالت أم محمد “طفلي وحيد، كنت مترددة في قدومه للمركز ولكن اليوم أنا مرتاحة لأن ولدي سعيد ويحب مركز السنافر والمدربات “.
أم أسماء من جهتها تقول أنها ابنتها “أصبحت تستيقظ باكراً على غير عادتها، لكي تذهب للمركز فهي سعيدة هناك”.
محمد كان يعاني من الحركة الزائدة يقول والده أنه تمنى على المركز استقباله والعمل على تحويل طاقته الزائدة إلى شيء إيجابي فهو صعب المزاج”.
ويوجد في المركز عدد لا بأس به من أطفال العوائل النازحة الى مدينة كفرنبل هربا من الحرب والدمار. أم نور وهي نازحة من خان شيخون تقول “لقد سعدت كثيراً عندما علمت أن هناك مركزاً لتعليم الأطفال والترفيه عنهم. لم اتردد لحظة في اصطحاب إبنتي إلى هنا”.
“سمعت أن الاطفال يحبون القدوم إلى مركز سنافر مزايا، وأنهم يشعرون بالفرح. أتيت بولدي إلى المركز للاستفادة من التعليم والترفيه هذا ماقالته أم حسين النازحة من كرناز الى كفرنبل.
وعن المشاكل التي تواجه المركز تقول مديرته “توجد بعض السلبيات أهمها ضعف الإمكانيات، وعدم تعاون الأهالي معنا في بعض الحالات، أما الإيجابيات فهي كثيرة، منها محبة الأطفال للمركز، واستيعابهم لما يقدم فيه، إضافة إلى خلق روح التعاون والمحبة بين الأطفال من خلال مشاركتهم في النشاطات الترفيهية، وهناك حالات تغيرت بشكل ملحوظ للأفضل”.
تأمل منظمة اتحاد المكاتب الثورية، وكونها الجهة الداعمة لجميع مراكز الأطفال في ريف إدلب أن يصبح لديها مراكز في حاس، ومعرة النعمان وقرى اخرى لخدمة ذات الأهداف” هذا ما عبّر عنه مدير المكاتب الثورية في إدلب رائد الفارس في ختام حديثنا معه.