مؤسسة خير تُطلق مشروعاً تشغيلياً في إدلب
العمل مقابل المال تصوير نسرين الأحمد
"تقوم فكرة مشروع "العمل مقابل المال" على تشغيل اليد العاملة من خلال ثلاثة أنواع من الأعمال: تنظيف الطرقات والمدارس والمساجد، شبكات الصرف الصحي، وتأهيل شبكات المياه والكهرباء"
انعكست الحرب في سوريا سلباً على مئات آلاف العمال من الرجال والنساء، فالظروف الأمنية والإقتصادية الصعبة حرمت الكثيرين من العمل، إلى جانب غياب المُعيل بسبب القتل أو الإعتقال وبشكل خاص في مناطق سيطرة المعارضة.
هذا الواقع دفع بعدد من المنظمات الدولية والمحلية للعمل على مشاريع تشغيلية، حتى لو كانت مؤقتة، علّها تسدُّ جزءاً من الحاجة بدل الإعتماد فقط على المساعدات الإغاثية.
مؤسسة خير التابعة لمنظومة وطن، هي واحدة من المؤسسات التي تعمل على المشاريع التشغيلية في إدلب ضمن برنامج “سبل العيش”. أطلقت المؤسسة أخيراً مشروع “العمل مقابل المال” في كل من مدينة الدانا وبلدة ترمانين. وذلك من 13 شباط/فبراير، وحتى 6 آذار/مارس 2017. ليستهدف المشروع أكثر من 200 عامل وعاملة في المنطقتين، على أن يُنفّذ المشروع في مناطق أُخرى من إدلب ليصل عدد العمال المستهدفين إلى 800.
تقوم فكرة مشروع “العمل مقابل المال” على تشغيل اليد العاملة من خلال ثلاثة أنواع من الأعمال: تنظيف الطرقات والمدارس والمساجد، شبكات الصرف الصحي، وتأهيل شبكات المياه والكهرباء. وتوكَل مهمة تنفيذ المشروع للمجالس المحلية في المناطق، مع وجود مشرف من مؤسسة خير.
مصطفى الخنّوس (40 عاماً) مشرف المشروع من مؤسسة خير يقول لحكايات سوريا: “نسعى لتأمين فرص عمل تسد الحاجات الغذائية للأُسر عبر فرص عمل ولو كانت مؤقتة. وقد بدأنا في الدانا باستهداف أكثر من مئة عامل وفي ترمانين استهدفنا 92 عاملاً”.
ويقول الخنّوس أنَّ آلية العمل قائمة على توزيع العمّال بين عمّال عاديين ومشرفين، مع وجود فارق بسيط بالحافز اليومي لصالح المشرف، على أن يكون هناك مشرف واحد لكل خمسة عمّال. ويُضيف الخنوس أنَّ البدل اليومي لكل عامل هو 5 دولارات أميركية.
كما يؤكّد الخنّوس أنَّ المشروع يستهدف الذكور والاناث على حدٍّ سواء، وسيشكّل لكليهما حافزاً للعمل بدل انتظار المساعدات.
بدوره، خالد أبو محمد (30 عاماً) عضو المجلس المجلس في مدينة الدانا، ويُمثّل المجلس في إدارة المشروع، يقول لموقعنا: “وقَّعَ المجلس المحلي في الدانا على مذكرة تفاهم مع مؤسسة خير، وبموجب ذلك انضمّ للمشروع 135 عاملاً وعاملة من أهالي المدينة ومن النازحين فيها”.
ويضيف أبو محمد: تمَّ تقسيم الورشات إلى ثلاث فئات، الأولى فئة العمّال الذين توكَل إليهم مهمة تنظيف الأماكن العامة والطرقات، والفئة الثانية فئة أصحاب المصالح ومهمتهم إصلاح الصرف الصحي وشبكات المياه والكهرباء، أما الفئة الثالثة فتضم النساء فودورها في تنظيف المرافق العامة من مساجد ومدارس والفرن الآلي التابع للمجلس”.
وينوّه أبو محمد أنهُ تمَّ اختيار العمّال عن طريق إعلان في المجلس المحلي، وقد تمَّ إعطاء الأولوية لأٌسر الشهداء بالنسبة للنساء.
أمّا خالد العليان (36 عاماً) وهو مسؤول المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة ترمانين، يؤكّد لحكايات سوريا على أنَّ المشروع هو تشغيلي للعمّال لكنهُ في آن يهدف إلى خدمة الأهالي في المجالات الخدمية المختلفة كالماء والكهرباء والنظافة.
ويقول العليان: “يتعدّى المشروع غرضه التشغيلي والمادي نحو تعزيز الشعور بالمسؤولية، وزرع بذور العمل مقابل المال، لا انتظار المساعدات فقط، حتى نتمكّن معاً من النهوض بالبلد مجدداً وبشكل خاص في المناطق المحرّرة التي تتعرّض لأشرس الهجمات من النظام وحلفائه”.
موقع حكايات سوريا التقى بعددٍ من الأهالي في المناطق التي يُنفّذ فيها المشروع، ومنهم أبو يوسف (39 عاماً) وهو أحد العاملين المستفيدين، حيثُ يعتبر أبو يوسف المشروع خطوة مهمة في طريق الإعتماد على الذات والشعور بالكرامة بدل انتظار المساعدات الإغاثية كلَّ الوقت.
أمّا مصطفى الرضوان (45 عاماً) فلهُ رأي آخر حيثُ يقول: “لسنا بحاجة لمثل هكذا مشاريع مؤقتة لا تُعطينا إلا الفُتات، نُريد مشاريع تشغيلية مستمرة في مجالات إنتاجية لا التنظيف والمسح والكَنس!”
أمّا (ر. ز.) وهي إحدى النساء العاملات في المشروع تقول لموقعنا: “للأمانة أمَّنَت لي المشاركة في المشروع لمدة عشرين يوماً ما يجعلني أشتري لأولادي الثلاثة ما يحتاجونه، كنتُ أتمنى لو أنَّ مدّة المشروع أطول فزوجي قد قضى وأنا أُعيل أُسرتي. كما أنّي كنتُ سعيدة بتنظيف المساجد والمدارس ولم أشعر بالخجل. العمل ليسَ مُعيباً وأنا دائماً أبحث عن فرصة عمل”.