قلبك ع كبيرك قصص المسنّين مسرحياً
مسنون في نشاط حملة "خلي قلبك ع كبيرك" - تصوير ندلى الخليل
"صعدت إلى الباص الذي نقلنا باتجاه الشمال السوري المحرر. لكي اعبر إلى تركيا. إلى خطيبي وحبيبي سامي. ولم افكر حينها إلا بلقائه، ونسيت كل شيء"
نظم فريق “قلبك ع كبيرك” حفل عيد الأم في دار الكرمة للمسنين كجزء من برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، الذي بدأ العمل عليه من أوائل الشهر الماضي.
الحفل جاء تعويضا لحالة الحرمان الاجتماعي عند كبار السن الذين فقدوا أبناءهم وبناتهم نتيجة الحرب. فمنهم من أجبرته الحرب أولاده على مغادرة البلاد ومنهم من توفي أحد أبنائه، ومنهم من تركته عائلته بسبب عجزه عن خدمة نفسه. وقد تبين عند دراسة حالات الكثير منهم معاناتهم من الاكتئاب.
بدأ الحفل بعرض مسرحي تفاعلي شارك خلاله المسنون برواية قصصهم، التي كان لها تأثير في حياتهم، وتم التركيز على القصص ذات الطابع الإيجابي ومنجزاتهم حتى لو كانت بسيطة، لتعزيز الثقة بالنفس.
ولبناء دعائم من التفاؤل، قام فريق المسرح التفاعلي بتجسيد القصة كعرض مسرحي قصير. هذا التفاعل من قبل المسنين أعطى المزيد من الأهمية للحالة.
أحد نزلاء الدار تيسير ( 70 عاماً) روى قصته عندما كان يعمل في الموزاييك، إحدى الحرف الدمشقية القديمة. وهو فن تطعيم الخشب بالصدف وهي من المهن العريقة والقديمة التي اشتهرت بها دمشق. وكيف تم اختياره كأفضل من عمل في هذه الحرفة وتم تكريمه مرات عدة.
وبعد التجسيد التمثيلي للحظة التكريم من فريق العرض المسرحي. بدأ تيسير يروي تاريخ حرفة الموازييك والتقنيات التي كان يستخدمها في صناعة الأثاث المنزلي وتطعيمه بالصدف، وعن الكثير من المنتوجات الخشبية المزخرفة والمطعمة بالفضة والصدف، وعن تميز الحرفي الدمشقي في هذه المهنة عن غيره من الحرفيين في المدن الأخرى مثل حلب والقدس، وعن انتشار تصنيع ورش الموزاييك في أحياء دمشق القديمة.
زهرة مواليد 1930 من جهتها بدأت تتحدث عن حي الشاغور الدمشقي، الذي كانت تقطنه قبل أن تنتقل لدار رعاية المسنين. لتعود بها الذاكرة عندما كانت طالبة في المدرسة في الحي نفسه وتحصل على الترتيب الأول دوماً. تقول زهرة: كان والدي لا يرغب أن أكمل دراستي وهو ما حدث.
عواطف (60 عاما) تحدثت عن لحظة وفاة ابنتها الوحيدة. لم تتقبل حتى الآن خبر وفاتها، حيث تنتظرها كل يوم عند الباب الخارجي للدار. وعندما تتعب تعود لسريرها وتعاود الانتظار في اليوم التالي. عمل الفريق هنا على عرض المشكلة وطرح حلول عدة من الحضور.
تلا العرض المسرحي حفل غنائي وعزف عود، حيث قام المسنون بالمشاركة بالغناء، وتوزيع هدايا تذكارية من الفريق. شارك بالنشاط ثلاثون مسنّا من بيئات وحالات مختلفة جمعهم المصير المشترك وأكثر من عشرين متطوعاً.
يأتي نشاط عيد الأم في دار المسنين ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي الذي يعمل عليه الفريق حيث بدأ بنشاط تعارف بين المسنين والمتطوعين، بالإضافة إلى نشاط تطبيق مقياس الأداء الذهني.
وتضمن الحفل نشاطات تقوية الذاكرة من أسئلة وغيرها، بالإضافة لبرنامج تدريب الذاكرة البصرية والسمعية والشمية واللمسية، وكذلك تدريبات الذاكرة الحياتية اليومية من أبيات شعر قديمة وأمثال شعبية شارك فيها المسنون، وتضاف الى تدريبات الذاكرة الحسابية العملية التي تضمنت نشاطات حسابية بسيطة.