في هذا الوقت من كل عام يبدأ موسم قطاف الزيتون في إدلب وريفها. وتشتهر منطقة إدلب بلقب الخضراء بسبب أشجار الزيتون، كونها تغطي مساحات واسعة منها، كما ويتميز زيت الزيتون الذي تنتجه بالجودة واللذة. ولقطاف الزيتون في مدينة كفرنبل التابعة لريف إدلب الجنوبي طقوسه الخاصة، حيث تكاد المدينة في هذا الموسم تخلو من سكانها الذين يتواجدون بمعظمهم في كرومهم المزروعة وبكثافة بأشجار الزيتون.
يستيقظون في الصباح الباكر ويتوجهون نحو كرومهم مصطحبين معهم أدوات القطاف، عدا عن اصطحابهم لوجبات الفطور والغداء باعتبارهم لن يعودوا لبيوتهم قبل الغروب. يمرّ قطاف الزيتون وعصره بمراحل، تبدأ من مرحلة القطاف ثم سرد الزيتون فتعبئته في أكياس كبيرة ومن ثم نقله الى المعصرة التي تحوله الى زيت. وتحتل إدلب وريفها المرتبة الأولى بإنتاج زيت الزيتون بين بقية المحافظات السورية، وانتاجها يعادل نصف الإنتاج المحلي السنوي في سوريا.
بلغ سعركيلو زيت الزيتون هذا العام بين 800 و 1000 ليرة سورية. سعر “البيدون” أو تنكة أو صفيحة زيت الزيتون
وزن 18 كلغ النوع الممتاز تراوح بين 17 و 18 ألف ليرة سورية وأقل من هذا السعر بقليل للنوع الجيد. وبهذا يكون سعر زيت الزيتون قد حافظ على ارتفاعه للعام الثاني على التوالي، بعد أن كان سعره سابقاً نحو 400 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد.
ورغم ارتفاع الأسعار يقول المهندس الزراعي عمر الأحمد (32 عاماً) “أن البيع بهذا السعر يعتبر خسارة بالنسبة للمزارع قياساً إلى ارتفاع تكاليف الشحن والعصر وباقي عمليات الإنتاج للزيت”. ويضيف الأحمد “أن ما يتم إنتاجه حاليا يغطي حاجة السوق المحلية فقط، ويلفت الأحمد إلى أن سوريا قبل الحرب كانت تحتل المرتبة الرابعة عالمياً والأولى عربيا في إنتاج زيت الزيتون والذي تراجع إلى أقل من النصف العام الماضي.
مراسلة “دماسكوس بيورو” هادية المنصور رافقت المزارعين في عملية القطاف والعصر وعادت بهذه الصور.