قصة نجاح سورية

إمرأة في ريف إدلب تحمل طفلها

إمرأة في ريف إدلب تحمل طفلها

"تابعت سارة دراسة الماجستير في لبنان. هناك تعاون معها جميع العاملين في الكلية. ليس لأنها السيدة السورية الوحيدة في دفعتها، بل لأنهم أدركوا تماماً حجم ما تعانيه للوصول وتحصيل العلم. "

“قليلاً ما نكون مستعدين للبوح بما يؤلمنا. تمت تربينا على أن هذا التصرف قد يثير الشفقة ويضعفنا أمام الآخرين” هكذا عبرت سارة عن سبب كتمها لألمها.

سارة اسم مستعار لتلك الفتاة التي التقيتها على فنجان قهوة، كانت تتحدث ولا يعكّر اللقاء سوى صوت الطائرات المحلقة في الأجواء. كنا على شرفة منزلها المطلة على قاسيون ذلك الجبل الذي قد يعطيكِ شعور أنكِ لستِ وحدك في هذه المدينة الجميلة .سارة هي سيدة سورية كانت تقطن في بلد آخر. تركت بلدها وسافرت حرصا على ولديها علي (8 أعوام) وليلى (7 أعوام). تأتي سارة كل حين لتطمئن على الوطن. فتحمل ذيول خيباتها وأوجاعها وتشّد حقائبها من جديد وترحل … إلى منزلها الزوجي الذي كانت تسرق فيه أبسط حقوقها.

وعلى صوت قذيفة سقطت في حي من أحياء مدينتها تقول سارة: “عندما أسمع صوت القذائف أخاف على ولديّ، أشعر أنني لن أسامح نغسي إن أصابهما مكروه. القرار ليس بيدي والد طفليّ طلقني وتركنا بوضع غير قانوني حيث كنّا. وأصر علينا أن نأتي إلى الشام ليتخلى عن مسؤليته ودوره كأب… قال الشام أمان”.وتتابع سارة: “أنا من عائلة لم يبق منها أحد في سوريا سوى والدي. حتى والدي تخلى عنّي، فهو يرفض إعالتي مع ولدين. شعور مؤلم أن أعود إلى منزل أهلي فلا أجد أحداً. كل زاوية في المنزل تحمل ذكرى أو قصة. صدى أصواتهم في أنحاء المنزل”.

وتضيف “يؤلمني أن أسمع صوت القصف ويغيب الصوت الذي يناديني لأحتمي. لا يوجد من يخاف على سلامتك. لا يوجد من يحذرك من الاقتراب من النوافذ. مؤلم هذا الشعور بالفراغ. فراغ المنزل وفراغ القلب. وضياع صدى الذكريات”.

سارة سيدة ثلاثينية تروي حكاية المرأة السورية المناضلة التي وقفت في وجه اليأس لتكمل مسيرة حياتها، ولم تمنعها ظروفها السيئة عن متابعة حلم أرادت إكماله. لتصنع لنفسها بصمة خاصة بها.من يتابع تفاصيل حياة سارة عن قرب يعرف أنها امرأة لها في كل يوم حكاية أو تحدي، مقرنةً حديثها بمقولة لوليم شكسبير: “يوماً ما سأقول، لم يكن الأمر سهلاً لكني فعلتها”.

تابعت سارة دراسة الماجستير في لبنان. هناك تعاون معها جميع العاملين في الكلية. ليس لأنها السيدة السورية الوحيدة في دفعتها، بل لأنهم أدركوا تماماً حجم ما تعانيه للوصول وتحصيل العلم.بين دراستها وعملها ورعايتها لأطفالها وتأمين مستلزمات منزلها، تمضي جل وقتها في الأنشطة النسائية الخاصة بدعم المرأة والطفل … وهي تصف مسيرتها بأنها رحلة النجاح.

لانا صالح (30 عاماً) من دمشق صحفية مهتمة بقضايا المرأة والطفل