جلسات لتقييم حالات المرضى النفسيين في دمشق
خلال احدى جلسات العلاج النفسي - تصوير ندى الخليل
" يجب فصل تلك حالات الاضطرابات النفسية والعقلية عن الحالات الطبيعية "
نزيلة تعاني من اضطراب عقلي في دار رعاية المسنين في دمشق حاولت خنق نزيلة مسنّة ليلاً . هذا الحادث سببه دمج الحالات التي تعاني من أمراض عقلية واضطرابات نفسية مع الحالات الطبيعة التي لا تشكو من شيء ضمن الدار نفسها. وأحياناً ضمن الغرفة الواحدة.
المسنّون السوريون، هم الفئة الأكثر حاجة للدعم في البلاد في ظل الحرب الدائرة في البلاد.. وتوجد في سوريا دار حكومية واحدة فقط لرعاية المسنين. فريق “قلبك ع كبيرك” أقام جلسات لتقييم بعض حالات المرضى النفسيين وتقديم العلاج المناسب، ضمن الحملة التي تستهدف كبار السن.
سهيلة نزيلة في الدار في العقد السابع من العمر. كانت متزوجة وهي أم لابنتين. تعاني من “فصام مزمن”. ولديها توهّمات اضطهادية متعلقة برفاقها في الدار مع نوبات هياج جراء تلك التوهمات، بالإضافة إلى توهمات عشق. كانت تأخذ علاجاً مضاداً مما أثر سلباً على حالتها وأعراض خارج الهرمية تمّ وضع علاج دوائي مناسب.
أمل، نزيلة عازبة في العقد السادس من العمر لديها مرض سكري. وهي حالياً عمياء. لديها فصام وجداني، وتوهّمات اضطهادية. بالإضافة الى أعراض وسواس قهري تتعلّق بالنظافة، حيث تستمر بالغسيل لفترة ساعة أو أكثر، وترفض الأكل من الدار خوفاً من عدم نظافة الطعام، ولا تدع أحداً يلمسها من العاملات لديها أيضاً توهّمات عظمة. إذ ترفض العلاج الدوائي نهائياً.
أما روعة، فهي عازبة خرساء تعاني من الهلوسات، حيث تتمتم وتؤشر وكأن أحدهم يتكلم معها. وتوهمات اضطهادية حول إحدى المسنات التي حاولت خنقها ليلاً بالرغم من أنها غير قادرة على الحركة وترفض الطعام ولا تشرب سوى الشاي بكميات كبيرة.
بثينة، نزيلة عازبة تعاني من نوبات اختلاج. مصابة بالإكتئاب مع أعراض قلقية وكوابيس ليلية. تم وضع علاج دوائي مناسب مع محاولة إدماجها بالأنشطة التي تحدث في الدار.
عدنان، وهو رجل في العقد السابع من العمر. أعمى لديه اضطرابات سلوك ونوبات هياج واضطرابات في النوم تم وضع العلاج الدوائي المناسب لحاله.
أمل كما سهيلة كما روعة وعدنان حالات بحاجة إلى مشفى أمراض نفسية للعلاج. وليس مجرد دار لرعاية المسنين. وهكذا دور علاج بحاجة لأخصائيين لمعاينة المرضى وعلاجهم. والسهر عليهم من الأذى الشخصي أو أية الآخرين.
الدكتورة لانا التي أشرفت على النشاط الذي أقامه فريق “قلبك ع كبيرك” تشدد على ضرورة فصل تلك الحالات ووضعها في مكانها المناسب.
وتقول لانا: “الحالات التي لديها اضطرابات نفسية غير الاضطرابات العقلية أو التخلف العقلي والحالات الطبيعية. كل منهم بحاجة لاختصاصيين، لأنهم يتطلبون عناية خاصة ومعاملة خاصة للتهدئة عند الهياج، واهتمام بجميع المجالات من الأنشطة والأدوات التي تضع عندهم”.
وتحذر لانا من: “أن جمع تلك الحالات مع أشخاص طبيعيين تؤدي الى أذيتهم عند حالات الاضطرابات أو الهيجان. فمثلاً المريض النفسي بمرض الانفصام من الممكن أن يتهيأ له أن هذا الشخص يريد أذيته فيقوم بخنقه، كما حدث مع أحد النزلاء”.