فرزات يحول الكاريكاتير وسيلة حوار وتفاعل في العالم الافتراضي
استطاع رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات عبر فضاءات الانترنت تحويل الكاريكاتير من مجرد فن يجري تلقيه من قبل الجمهور، إلى مساحة للتفاعل والمشاركة مع شرائح واسعة من السوريين على الشبكة.
فلم يكتف فرزات بعمل موقع يضم رسوماته الساخرة التي تتناول مختلف تفاصيل الأوضاع المحلية والعربية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بالسخرية المرة والتعبير اللاذع، بل جعل من ذلك الموقع فضلا على صفحته على الفيس بوك التي تضم نحو 4400 صديق، مساحة للتفاعل والتبادل مع جمهور واسع ومتنوع.
فعبر موقعه الالكتروني ينظم الفنان علي فرزات مسابقة شهرية لأصحاب المواهب الفنية في مجال الرسم والكاريكاتير “حول المواضيع الحياتية التي تهم الانسان”، على أن يتم التصويت على اللوحة الفائزة مناصفة بين زوار الموقع وبين لجنة التحكيم، وتعرض اللوحات الفائزة في صالة علي فرزات في دمشق حيث يعرض إنتاجه الفني.
ويطرح الفنان في موقعه موضوعا أسبوعيا للحوار، حول مواضيع مختلفة لا تخلو من حساسية كما هو حال لوحاته الكاريكاتورية، كحوار هذا الأسبوع الذي طرح “مفهوم أصل الاحتلال هل يأتي من الخارج أم ينبع من الداخل ؟” وتحظى تلك الحوارات بعشرات التعليقات والمشاركات.
ومن بين صفحات الموقع أيضا صفحة “كاريكالام”، وتتضمن لوحات كاريكاتيرية ساخرة إنما بالكلمات هذه المرة بقلم الفنان فرزات، حول قضايا حياتية ومعاشية مختلفة تمس المواطن السوري كقضايا الفساد وغيرها.
كما أتاح الفنان لمحبيه أن يشاركوا في رسم لوحاته عبر صفحة “كاريكاتير بأفكاركم” حيث يطرح زوار الموقع أفكارا يجري التصويت عليها من قبلهم والفكرة الفائزة تنجز بريشة الفنان.
ويلاحظ من خلال المساهمات والمشاركات من زوار الموقع وصفحة الفنان على الفيس بوك مدى التجاوب مع تلك الأفكار الخلاقة التي استخدمت الانترنت لخلق التفاعل والحوار بأسلوب شيق وممتع.
يذكر أن علي فرزات تولد حماه 1956، من أشهر رسامي الكاريكاتور في سوريا والمنطقة، حائز على جوائز محلية وعربية ودولية عديدة، وهو رئيس سابق لرابطة الرسامين الكاريكاتير العرب، وانتخب عام 1994 كأحد أفضل الرسامين الكاريكاتيريين الخمسة في العالم في مهرجان مورج في سويسرا.
عام 2001 شرع بنشر جريدة الدومري وهي أول جريدة سورية مستقلة منذ عقود، قبل أن يتم إيقافها عام 2003 بعد إلغاء رخصتها من قبل الحكومة السورية.